العجَل لعبة شعبية يقال إنها تعود إلى ما قبل 400 عام، وتعد من التراث السعودي، ظهرت في مدينة ينبع البحر، حيث كانت تؤدى عند استقبال وتوديع البحارة، وتسمى «نبوة البحارة»، وتعتمد على الدفوف والنقرزان والمرواس والصاجات، وتقوم فكرتها على اصطفاف مجموعة من الرجال يمينًا ويسارًا على شكل مستقيم أو دائرة بحسب الأعداد، ويكون الغناء جماعيًا لكل مجموعة، وتتكون العجل من الدور والتجليسة والدويرة والتشعرة، وتظهر هذه اللعبة في أغلب المناسبات خاصة عندما يقبل العريس على الزواج بيوم واحد، يسبق حفل الزفاف.

انتشار لافت

باتت العجل تنتشر بمجتمع المدينة المنورة انتشارًا لافتًا خلال مناسبات الأفراح، وتسمى بـ«العجل» بعد انتقالها من مقرها الرئيس بمحافظة ينبع، حيث كان أهالي ينبع يستقبلون بها البحارة العائدين من رحلتهم، وعادة ما تقام اللعبة التي تشارك فيها فرقة متكاملة يصل أفرادها إلى 40 شخصًا قبل الزواج بيوم، وينال أعضاء الفرقة ممن يقومون بتنفيذها قرابة 12 ألف ريال خلال ساعتين، توزع فيها الهدايا وتلقى الأهازيج، فيما يتكفل والد العريس بجميع نواحي الضيافة، وفي بعض الأحيان يقيم والد العروس احتفالًا خاصًا لها بالمنزل.

وتختلف المسألة في ينبع «مقر اللعبة الأساسية»، حيث عادة لا يكون هناك أي اتفاق مع الفرقة على سعر معين، بل يكتفي الطرفان بما يجمعانه من أهل العريس، وهو ما يسمى بـ«النقوط»، ويصل عدد الحضور الذين يتابعون فعالياتها إلى 5000 شخص.

سوبيا ومكسرات

يقول محمد عبدالله إنه تكفل بإقامة زواج ابنته وقام بعمل ما يسمى «بالعجل»، والتي تسبق الفرح بيوم، وقد تجاوزت تكلفة إقامة تلك اللعبة 50 ألف ريال ما بين تكلفة فرقة العجل والتصوير والعشاء والضيافة التي تشمل السوبيا والمكسرات وغيرها.

ويعد اجتماع الأصدقاء والأقارب هو الأهم، حيث إن لعبة العجل أصبحت تقام بصفة أسبوعية خاصة بالمدينة التي يحرص البعض على إقامتها قبل الزواج، ويضيف عبدالله أن اللعبة باتت تأخذ مجالها بشكل واسع بطيبة وهي الليلة التي تسبق الزواج، حيث يقيمها أهل العروس.

احتفال خاص

يضيف إبراهيم أحمد: في السابق كان يقام الفرح على مدار 3 أيام متوالية، وهي يوم الحناء والزواج والصباحية، حيث ينام أهل العريس والعروس بالقصر لتناول الإفطار، والذي عادة ما يكون زلابية فقط.

ويتوافد المواطنون عندما تقام لعبة «العجل»، حيث يتجاوز الحضور الآلاف يتكفل والد العريس أو والد العروس بتقديم واجب الضيافة لهم من العشاء والمكسرات والحلويات؛ إذ يطوف فتيان وفتيات صغار السن بين الحاضرين ليقدموا لهم «الوزية والسمسمية والحمصية»، والتي تأتي هدايا عن طريق الأقارب.

وعادة ما تقام لعبة العجل بالمنزل الذي تتواجد به العروس، والذي يحظى باحتفال خاص قبل انتهاء اللعبة العجل، حيث ترمى من أعلى المنزل الهدايا والورود وبعض المبالغ المالية ذات فئة 50 و100 ريال، وهو احتفاء خاص من والدة العروس لولدها، ويبدأ بعدها عراك طفولي وشبابي بين الجميع للفوز بالهدايا والمبالغ النقدية.

سعر غير محدد

بين محمد الجهني أن لعبة العجل رقصة شعبية تشارك بها مجموعة كبيرة من المواطنين، وفيها يصطف فريقان متقابلان، كل فريق لا يقل عن 10 أشخاص، ويقوم الفريقان بترديد الأغاني الشعبية الينبعاوية، بينما باقي أعضاء الفرقة يعزفون بالدفوف، و«الطيران»، و«المرواس»، و«النقرزان»، والغريب أنه لا يعرف أحد أصل مسمى العجل، وتتقاضى بعض الفرق الشعبية مبلغ 12 ألف ريال لكامل أعضاء الفرقة التي يصل عددها إلى 40.

ويوضح حسن الجهني أن لعبة العجل بحرية من محافظة ينبع، وكانت تلقى عند عودة المسافرين من البحر غير أنها انتشرت الآن بالمدينة وجدة بصورة كبيرة، ولا يتم الاتفاق على سعر معين؛ إذا كان الحفل بينبع يحصل فيه المشاركون على نحو 20 ألف ريال في بعض الأحيان، وذلك عن طريق رش المبالغ النقدية على الفرقة، وقت اللعب، وهو ما يسمى بـ«النقوط»؛ لأن سكان ينبع يعرفون تلك اللعبة وقيمتها.

لعبة الشارع

يؤكد رئيس فرقة القمة للفنون الدولية والفلكلور، خالد جمالي، أن لعبة العجل تعتبر ليلة سمر الصيادين بدخولهم وخروجهم من البحر؛ إذ يؤدون الأهازيج الشعبية ثم نقلت إلى أهالي المنطقة في الأفراح وكافة المناسبات يقومون بها قبل الزواج بيوم واحد تحت بيت العريس ثم يتجولون بين الناس، ويلعبون بالطيران والدفوف، وتسمى «تقدمة».

ويضيف أن هذا اللون البحري عمره مئات السنين، وبعض الناس ممن ليس لديهم إمكانيات كالأصدقاء والأهالي يقيمون اللعبة في قصور الأفراح عبر فرقة شعبية، وتوزع الحلويات من فوق الأسطح من قبل النساء، وتقام من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء، وتتكلف بين 4 آلاف ريال إلى 12 ألفًا.

رقصات حجازية

تحظى رقصة المجرور بشعبية كبيرة في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، بالإضافة إلى الطائف، كما يحظى الطرب الينبعاوي بشعبية واسعة في ينبع وجدة، إذ تستخدم آلة السمسمية لصنع لحن خاص، وهناك الكسرة أو الكسرات وتنتشر الكسرة في المدينة وينبع والعلا وبدر وجدة ومكة والطائف والليث، والكسرة من الألوان شائعة الاستخدام إلى يومنا هذا.

الردية أو ما يسمى بـ«نجد القلطة»، وهو عبارة عن محاورة شعرية عادة ما تكون بين شاعرين، ويساعدهما في الأداء والترديد صفان متقابلان من الرجال يرددون أبيات الشاعرين مع التصفيق، وهذا الفن موجود بكثرة في الطائف ورنية والخرمة.

لعبة «حيوما»، وهي لعبة شعبية تخص سكان الطائف وتؤدى بمجموعة من اللاعبين على شكل صفين تتم بالإنشاد، ويضرب الكف والطار مع الحركة المستديرة ولها ملابس وألحان خاصة، «المجالسي» وظهر في الطائف وسمي بذلك لأنه يقال والمؤدون له جلوس، وله شعراء مشهورون، وهو يعتمد على ترديد العجز الأخير من البيت، وله شعر يختلف في أوزانه ومضامينه الشعرية.

فن التعشير

يعرف فن التعشير بأنه رقصة حربية قديمة تؤدى من شخص أو شخصين أو أكثر في وقت واحد، يحمل العارض بين يديه سلاح «المقمع»، الذي يكون محشوًا بالبارود الذي يتحول إلى لهب تحت قدميه حينما يعانق العارض السماء، أما فن الرفيحي؛ فهو فلكلور حركي وصوتي شعبي أصيل يؤدى في شمال الحجاز بمصاحبة التصفيق بشكل سريع ليواكب سرعة الحركة في أداء الرقص، والرفيحي من الرفْح بسكون حرف الفاء أي الطلوع والنزول أثناء تأدية حركة.

عرضة الباحة

تعتبر العرضة فنًا ارتجاليًا يحتاج إلى تقنية عالية لدى الشاعر ليتمكن من خوض تجربة الشعر «العرضة» لاعتماده على فن ملزم لمن يريد طرق باب العرضة، كما يتطلب من فرقة العرضة تناسق وتناغم على إيقاع الزير في تشكيلات متناسقة، وجاءت كلمة عرضة من الاستعراض العسكري السلمي، والذي يعتمد على تناسق الأداء والزي وقوة الحضور.

سيف وبنادق

العرضة الحجازية، والعرضة الحجازية الحربية، رقصة حربية تؤدي على سواحل المملكة من المدينة إلى القنفذة، وتحديدًا في «جدة، ينبع، رابغ، خليص، قديد، الباحة، الطائف، الليث»، وتلعب بالسيف والبنادق، ويرقصها أبناء قبيلة حرب.

فن البدواني، الذي يعتبر من أروع وأجمل الفنون الشعبية في منطقة الحجاز، ويلعب من المدينة المنورة شمالًا إلى جدة ومكة المكرمة جنوبًا وهو يتشابه مع أغلب الألعاب التي تعتمد على إيقاعات الزير، وتكون طريقة اللعب بصفين متقابلين، وفي كل صف ربابان ونقالة.

فن الخبيتي والخبت من الأرض، ما انخفض واتسع، والمنخفض فيه رمل والوادي العميق، وهو من الفنون الشعبية الراقصة الجميلة، وهو فن قديم تدخل فيه من الإيقاعات الدفوف بصورة رئيسية، وكذلك السمسمية وهي آلة وترية وأشهر من يؤدي فن الخبيتي أبناء بدر ورابغ وينبع ووادي الصفراء، والليث والقنفذة، وغيرهم من أبناء الساحل الغربي في المملكة.

أما فن الحدري فهو غنائي جميل ومؤثر، وهو لحن جبلي معروف يوجد له شعبية في ينبع لكنه يختلف في أدائه، فالحدري في ثقيف عادة يغنيه من لهم أصوات حادة بعض الشيء وكلماته شعرية مغناة ولها قافية واحدة، وعادة ينفرد المغني بالأداء والحضور ينصتون إلا أنهم يسابقونه كلما أدركوا القفلة «القافية»، فيغنونها معه.

ويعد فن الزهم من أنواع الشعر مثله مثل المجرور والهجيني وغيره، أما فن مجارير مكة فهو قصائد شعرية تنشد بأوزان تقليدية تم تكييفها كي تناسب «الطروق»، وتلحن تلحينًا معينًا، بحيث تصبح قابلة للإنشاد وأوزانها وألحانها واسعة، ولكل قبيلة ما تتميز به من لحن.

العجَل

- لعبة شعبية اشتهرت بين الصيادين في ينبع البحر

- انتقلت إلى المدينة المنورة وجدة ورابغ

- تقام من أجل العريس قبل يوم واحد فقط من ليلة الزفاف

- تجرى بين عدة رجال في الشارع، وأحيانًا في قصور الأفراح

- يؤديها أكثر من 40 رجلًا مع الأهازيج

- اصطفاف مجموعة من الرجال يمينًا ويسارًا على شكل مستقيم أو دائرة

- يكون الغناء جماعيًا لكل مجموعة

- النساء ينثرن الحلويات من الأسطح

- تتكون من الدور والتجليسة والدويرة والتشعرة

رقصات وفنون شعبية

-المجرور

- الكسرة أو الكسرات.

- الردية "أو ما يسمى بنجد القلطة".

- حيوما.

- المجالسي.

- البدواني.

- الخبيتي.

- الحدري.

- الزهم.

- التعشير.

- الرفيحي.

- العرضة.