تُعَدُّ آلة العود واحدة من أهم وأقدم الآلات الموسيقية الوترية، وأشهرها في الوطن العربي، كما أنها أكثر الآلات المحببة إلى الأذن العربية، إلا أن عديداً من المؤرخين والباحثين في تاريخ الموسيقى العربية والشرقية اختلفوا حول تاريخ نشأتها لوجودها في أغلب الحضارات بأشكال مختلفة، بينما يحدد اسم الصانع العلامة التجارية، كما ظهر العود الكهربائي حديثاً، ويمتاز بتقنية كهربائي لتضخيم الصوت باستخدام مكبرات صوتية.

وجاءت تسمية آلة العود من اسم الخشب لدى العرب، ومنذ أن فتح العرب الأندلس، تطورت الموسيقى العربية، وبدأت في الانتشار، ولعب العود دوراً هاماً في تطوير الموسيقى الغربية، ويعود الفضل في هذا للموسيقي زرياب الحسن علي بن نافع (وُلد 160ﻫــ/777م، وتوفي 238ﻫــ/852م)، وكان كبير المغنين في الأندلس، وشيخ العوَّادين، وأحد أهم المخترعين الرئيسيين لآلة العود، وأسس أول معهد للموسيقى، وكان مقره في الأندلس.

محل صغير

التقت «الوطن» أبرز باعة العود والآلات الموسيقية في جدة، وحكى لنا عن علاقته مع العود، وشغفه ببيع الآلات الموسيقية، إذ يقول راني بدوي: «بدأت حياتي في تصنيع العود مع والدي عماد بدوي قبل 30 سنة، وبدأ والدي بمحل صغير لبيع العود، وبدأنا بالتطور في تجارتنا، وأكملت أنا وإخواني ما بدأه والدي حتى افتتحت معرضًا لبيع الآلات الموسيقية، ويضم أكثر من 30 آلة موسيقية، و100 عود».

العود الشرقي

يقول راني، إن العود سيد الآلات الموسيقية، وأشهرها، وهناك درجات للعود، فمنها العود التعليمي، وكما نسميه نحن الصناع العود التجاري، ويتراوح سعره بين 300 و500 ريال، وهناك أنواع أخرى للعود صُنعت من الأخشاب الطبيعية مثل الورد، وخشب الجوز، وخشب السيسم، وخشب البلوط، وأخشاب أخرى، ويفرق كل نوع خشب بسعر العود، وتبدأ أسعار العود من 300 ريال، وتتجاوز 10 آلاف ريال.

وأضاف راني: تتعدد أنواع العود، وتختلف باختلاف القياسات المستخدمة في صناعته، ونوع أخشابه، وكثافتها، ومن أنواع العود الموجودة حالياً العود الشرقي (العربي)، ويمتاز بالصوت الطربي الشجي والقوي في قراراته، والعود السوري، ويمتاز بالصوت الجهوري الناعم والحنون، والعود العراقي، ويمتاز بصوته الجهوري والحاد، كما ظهر العود الكهربائي حديثاً، ويمتاز بتقنية كهربائي لتضخيم الصوت باستخدام مكبرات صوتية.

اسم الصانع

يقول راني: هناك صناع كثيرون للعود من بعض الدول العربية، مثل مصر والبحرين وسوريا والعراق ولبنان، وما يرفع سعر العود هو نوع الخشب، واسم الصانع، حيث يعد اسم الصانع علامة تجارية ويرفع الاسم فقط من سعر العود من 1000 ريال إلى 2000 ريال.

ومن أشهر صناع العود حالياً الصانع مراد التركي من مصر، ومحمود داغر، ويعد من أبرزهم، وأسعار العود لدى محمود لا تقل عن 5000 ريال، ومن العراق الصانع ليث فؤاد، وسعر العود لديه قيمته 7500 ريال، ومن سوريا سامر الكبة، وزرياب، وحسين سبسبي، أما عن الصناع السعوديين فكان هناك قبل 25 سنة الصانع عبد الكريم الصوفي من مكة، ووالدي عماد بدوي.

معاهد تعليم

يضيف راني: كان عزف العود في السابق صعب التعلم، وكانت الطريقة الوحيدة هي اللجوء إلى مدرب خاص عن طريق بعض محلات بيع العود، ويتراوح أجر المدرب الخاص من 1200 ريال إلى 1500 ريال في الشهر الواحد، أما الآن فهناك معاهد فُتحت مؤخراً لتعليم العزف على العود أو الآلات الموسيقية الأخرى، فهناك معهدان في جدة ومعاهد أخرى في الرياض، وتبدأ أسعار المعاهد من 1500 ريال إلى 2000 ريال، ولكن ما زال المدربون الخاصون موجودين، ولكن قل الإقبال عليهم في ظل وجود معاهد معتمدة لتعليم العزف على العود أو أي آلة موسيقية أخرى.

الإقبال على العود

يقول راني إن الاقبال على شراء العود أو الآلات الموسيقية الأخرى في تزايد خلال السنوات الأخيرة مع التطور الذي تشهده المملكة في مجال الترفيه والثقافة، وهناك تحول كبير في البيع بين السابق، والآن، حيث كان في السابق يخاف الشخص من أن يمشي في الشارع وهو حامل آلة موسيقية.

وتابع راني: يُعد العود الآلة الموسيقية الأولى والأشهر في المملكة، ويكثر الطلب في جدة على آلة العود، حيث تشكل نسبة الطلب 70 %، ويأتي القيثار بنسبة أقل، ثم الكمنجة والأورج، أما عن القانون فنسبة الإقبال عليه ضعيفة، وتكاد لا تُذكر، والسبب في ضعف الإقبال يعود إلى عدم وجود مدربين خاصين لها.

تفاصيل العود

يقول راني إن العود مصنوع من الخشب بالكامل، ولكن هناك قطعة تسمى خشبة الظهر، وهي ظهر العود، وتكون من خشب السيسم، وهو الأشهر في صناعة العود، وهو خشب هندي، ويُعد الأغلى ثمناً، حيث لا يقل سعر العود من خشب السيسم عن 3000 ريال، كما أن هناك وجه العود، ويوجد به الشماسي، وهي فتحات العود، وأيضاً الزند والرقبة والفرس أو الغزالة لشد الأوتار والأصابع، وهي مفاتيح العود لوزن الأوتار، وللأوتار أنواع، فمنها المصنوع من النايلون والكربون، وأشهرها أوتار بيراميد، وهي الأغلى، وهي ألمانية الصنع، ويصل سعر الطقم إلى 400 ريال مصنوعة من النايلون والحرير، ويُعزف على العود باستخدام ريشة بلاستيكية.

أقوال

يقول الشاعر سليمان سلامة:

يا عازف العود ألحاناً ترجعها

أدميت قلبي وهاج الوجد أشجاني

يا عازف العود خفف من منحاته

فقد حزنت وصوت اللحن أبكاني

يا عازف العود رفقاً فالهوى خطر

أثرت في عزفك المحموم بركاني

يا عازف العود لو أدركت فاجعتي

وكم جنيت على قلبي ووجداني

تسميات العود عند العرب

ذو الزير

ذو العتب

المستجيب

المعزاف

المزهر أو الموتر

البربط

من مقامات الموسيقى العربية

راست

نهاوند

بيات

حجاز

أشهر الفنانين من عازفي العود

طلال مداح

عبادي الجوهر

فريد الأطرش

رياض السنباطي

محمد عبد الوهاب

محمد القصبجي

منير بشير

نصير شمة

زرياب بن نافع