خلفية النزاع التاريخية
يحكي كتاب الدكتور محمد عبد الله آل زلفة «نحن واليمن / والصراع على الحدود»، قصة اليمن وعلاقته بمنطقة عسير، والتي أخذت في التطور بعد قيام الدولة السعودية الأولى، التي وحدت معظم أجزاء الجزيرة العربية، لأول مرة في تاريخها، منذ انتقال مقر الخلافة الإسلامية من الجزيرة العربية إلى خارجها. وعبر ثمانية فصول يستعرض الكتاب تاريخ عسير، وعلاقتها بالدولة السعودية، والخلفية التاريخية للنزاع السعودي اليمني حول الحدود، والتاريخ السياسي لنجران وجازان، وعلاقتهما بعسير، وانضواء هذه الكيانات الثلاثة تحت الحكم السعودي، كما يتصدى للرد على مغالطات رياض نجيب الريس في الفصل الثاني، متطرقا لأحداث حربين دخلتهما المملكة مضطرة مع اليمن، ودخول القوات السعودية للحديدة، واصلا إلى سجل توثيقي للحرب ضد الحوثيين، أو حرب الحد الجنوبي عام 2009.
يذكر المؤلف أن عسير ظلت على مدى تاريخها، تلعب الدور القوي المنادي بالوحدة، متحدية بقوة قوات محمد علي باشا، والدولة العثمانية، لافتا إلى دورها الرائد مع قيام الدولة السعودية الثالثة، بقيادة الملك عبد العزيز، حيث استدعى كل من الملك عبد العزيز والعسيريون تاريخا مشتركا ساهما فيه بقيام أول وحدة في جزيرة العرب، رغم كل التحديات والصعوبات، مستبشرين ببزوغ فجر جديد، يعيد للجزيرة العربية وحدتها. لكن خصوم الماضي ظهروا ليلعبوا دور أسلافهم، في محاولات إجهاض الوحدة. كما يلفت الكتاب إلى «أن إمام اليمن يحيى حميد الدين، كان يعاني من مشاكل داخلية، فخلق لنفسه حجة لإلهاء الشعب اليمني، بأن الملك عبد العزيز ودولته الموحدة مصدر تهديد لليمن وأقحم نفسه في حروب عدة مع الملك عبد العزيز، وكان في كل حروبه الخاسر، بيد أنها كانت مكلفة للشعبين السعودي واليمني، انتهت بهزيمة اليمن في حرب 1933، وخضوع اليمن لتوقيع اتفاقية الطائف 1934، وإنهاء فترة طويلة من الصراع على الحدود»
اتفاقية الطائف
يثير الكتاب مسألة لافتة، إذ يذكر أن «ما يمارسه الحوثيون اليوم، في فرض سيطرتهم على ما يحتلونه من أراض يمنية، هو الأسلوب نفسه الذي مارسه أسلافهم، من أئمة اليمن من غير أهل اليمن، فكانوا يستعينون بقبائل من نجران للدفاع عن نظام حكمهم، مقابل أموال طائلة يدفعونها لهم، إلى حين قيام الدولة السعودية الأولى، حيث دخلت هذه القبائل في طاعتها».
ويوضح الكتاب كيف أنه «حينما احتلت القوات اليمنية نجران عام 1352 بالقوة، تصدت لها قبائل يام بكل شجاعة وبسالة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قوات يمنية أرض نجران. وانضمت القوات السعودية إلى جانب أهل نجران ودحروا القوات اليمينة الغازية، بحكم أن نجران أرض سعودية، بما ارتضاه أهلها بموجب المعاهدات والمواثيق، التي تعود إلى الدولة السعودية الأولى، وتجددت في أثناء الدولة السعودية الثانية، ثم جددت في عهد الملك عبد العزيز»، ثم يتساءل المؤلف « فبأي حجة يحتج من اعتاد على تزوير حقائق التاريخ، مثل المزايدين من بعض مؤرخي اليمن ؟.
نهج الأسلاف
في رده على مغالطات رياض نجيب الريس، الذي تناول موضوع الحدود السعودية / اليمنية، بمعلومات تضلل القارئ العربي وتزيف التاريخ، أوضح آل زلفة أن السعودية قدمت نموذجا رائدا، في حل مشكلات حدودها البرية مع الدول المجاورة، وهذا يشهد به المهتمون بدراسة الحدود الدولية، وهي مستقرة وآمنة، عكس ما استنتجه الريس. ومن هذه النماذج الحدود مع العراق، والكويت، والأردن، والإمارات، مشددا على أن جميع الحدود الدولية مع الدول المجاورة مستقرة، لم تغير ولم تبدل. كما فند آل زلفة مغالطات الريس، منوها إلى أن معاهدة الطائف 1934، ضمنت للقبائل المجاورة للحدود من الجانبين السعودي واليمني التواصل، وأورد آل زلفة حقائق تاريخية تؤكد على أن عسر ونجران وجازان، كانت كيانات سياسية مستقلة عن اليمن، إلى أن انضمت للدولة السعودية الحديثة، مثلما فعلت من قبل إبان الدولة السعودية الأولى.
نماذج رائدة لحل مشكلات الحدود
معاهدة المحمرة حددت الحدود بين السعودية والعراق
1922
عدلت المعاهدة واستقرت
1982
عدلت المعاهدة بخصوص حدود الكويت
1969
معاهدة حدة حول الأردن
1925
عدلت معاهدة حدة
1965
معاهدة الحدود مع قطر
1965
معاهدة الرياض حول الحدود مع الإمارات
1974
معاهدة حفر الباطن حول الحدود مع سلطنة عمان
1990
تواريخ مهمة
1920 قبائل وأرض عسير ونجران تابعتان للسعودية
1934 معاهدة الطائف بين السعودية واليمن
1953 أول تجديد لمعاهدة الطائف
1973 التجديد الثاني للمعاهدة
1995 الاتفاق النهائي واعتبار الحدود نهائية بين السعودية واليمن