أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن شركاء الرياض على الخط نفسه فيما يتعلق بحل الأزمة الخليجية، متوقعا التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها. كما شدد على وجوب التشاور مع دول الخليج بشكل كامل، في حال أعيد إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران.

جاء ذلك على هامش مشاركة وزير الخارجية، في الجلسة العامة الأولى بعنوان «الحوكمة العالمية في أعقاب كوفيد 19» بمؤتمر حوار المنامة في دورته الـ 16.

المصالحة الخليجية

ذكر ابن فرحان، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، قائلا: «نتعاون بشكل كامل مع شركائنا فيما يتعلّق بهذه العملية، ونرى احتمالات إيجابية للغاية، باتّجاه التوصل إلى اتفاق نهائي».

يأتي ذلك في الوقت الذي بعث فيه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رسائل شكر وتقدير، إلى زعماء السعودية والولايات المتحدة وقطر،على خلفية إحراز تقدم في جهود حل الأزمة الخليجية المستمرة منذ عام 2017.

ووجهت هذه الرسائل، حسب وكالة «كونا» الرسمية، إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وأعرب الأمير نواف عن بالغ سعادته وارتياحه، لما وصفه «إنجازا تاريخيا تحقق عبر الجهود المستمرة والبناءة، التي بذلت أخيرا للتوصل إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف»، مشيرا إلى أن كافة الأطراف أبدت حرصها على التضامن والتماسك، والاستقرار الخليجي والعربي.

لافتا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، عكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها، في الأمن والاستقرار والتقدم والرفاه، مستذكرا بهذا الصدد جهود الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي فارق الحياة في وقت سابق من العام الجاري.

الاتفاق الإيراني

في سياق متصل، شدد ابن فرحان، على وجوب التشاور مع دول الخليج «بشكل كامل»، في حال أُعيد إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، محذرا بأنه الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام، بقوله: «ما نتوقعه هو أن يتم التشاور معنا بشكل كامل ومع أصدقائنا الإقليميين بشأن ما يحدث، فيما يتعلّق بالمفاوضات مع إيران».

الحوكمة العالمية بعد كورونا

ذكر ابن فرحان، أن هذا العام أثبت بأنه عام استثنائي، مع التحديات التي شكلتها جائحة تهدد بترك أثر دائم، على كل من مرونة الدول والتعاون متعدد الأطراف.

كما أن الآثار الصحية والاقتصادية غير المسبوقة لـ Covid-19، شكلت ضغطًا هائلاً على حياة الناس وسبل عيشهم، وجعلت مهمة قيادة مجموعة العشرين هذا العام أكثر صعوبة، كشفت خلالها عن نقاط الضعف التي لا يمكن تجاهلها، لذلك اضطررنا إلى التكيف مع مسارين متوازيين، يتقاطعان في كثير من الأحيان، وهما مكافحة الآثار المباشرة لجائحة كورونا، وكذلك النهوض بالأجندة الطموح لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين. وأشار إلى أن السعودية ستواصل العمل عن كثب، مع المجتمع الدولي لتقديم استجابات للجائحة، وسياسات متقدمة ستضع الأسس لضمان مستقبل أفضل.