في تغريدة على حسابه في «تويتر» كتب عبد الله السعدون (‏درس أقدمه للشباب من الجنسين: انتهت عضويتي في مجلس الشورى، وقبلها تقاعدت من القوات الجوية - برتبة لواء طيار ركن - لكن بقيت لي ثلاثة أشياء صحتي وأسرتي وبيتي، ثلاثة أشياء يجب المحافظة عليها فهي السعادة والأمان).

قد تكون هذه التغريدة لا تتجاوز الـ240 حرفاً، ولكنها في وجهة نظري تغني عن 240 مجلداً في أهمية المحافظة على الأسرة والتشبث بها مهما كانت الظروف، وخصوصاً لمن يعتقد أن نجاحه العملي يغنيه عن أسرته، فالأستاذ السعدون كان في مجلس الشورى، أي إنه من ضمن 150 عضواً من نخبة النخبة على مستوى المملكة، ناهيك بأنه كان قبلها «لواء طيار ركن»، ولم يجعل ذلك سبباً لطرد

«أم العيال» أو «العيال» بأنفسهم لأنهم «صدعوا رأسه».

وقبل اهتمامه بأسرته، عدَّ أولى الأشياء الثلاثة «الصحة»، وهنا قد تكون الصحة والسلامة النفسية، والتي يفتقدها بعض المتزوجين للأسف من الطرفين وهو لا يعلم، ويعز عليه مراجعة طبيب نفسي أو مستشار علاقات أسرية وزوجية ويجعله «الكبر» معتقداً أن ما حل به هي «عين ما صلت على النبي» من بنت جارهم، لأن هذا «المزيون» قد تزوج، فيتعلق بالوساوس والبخور والنفث من الدجالين والمشعوذين، وحلها قد يكون باستشارة نفسية، أو مكملات غذائية تبعد عنه حالة الاكتئاب أو غيرها.

أما في النقطة الثانية فقد جاءت الأسرة، ولم تكن هناك أسرة لو لم تكن هناك زوجة، والتي بالمناسبة نشر زميلنا أمين عام اتحاد الكيميائيين الخليجي وكاتب الرأي بصحيفة الوطن، جمال العبيريد رسماً بيانياً في حسابه بتويتر يظهر معدل قضاء الوقت منذ عمر 15 وحتى الـ80 عاماً، وكيف أن هناك معدلات ترتفع وتنخفض مقارنة وقتك مع من تقضيه بين زملائك في العمل أو الأصدقاء أو بقية عائلتك بمن فيهم والداك وأطفالك، وعلى الرغم من أن المعيار كان للزوجة بدرجة الصفر بعمر 15 عاماً، ولكن بمجرد دخولها حياتك، يرتفع المعدل قليلاً وينخفض، ولكن بمجرد أن يتخطى معيار عمرك الـ40 تبدأ في زيادة معدل الوقت الذي تمضيه مع زوجتك، حتى بعد عمر 60 عاماً تنخفض جميع المعايير الأخرى التي تخص الأصدقاء والزملاء وبقية الناس، ولم يعد في الارتفاع إلا معدل بقائك مع نفسك أو زوجتك فقط، وبقية المعايير «كل مالها تنقص».

أما النقطة الثالثة فهي الأبناء، ومن كتب الله عليه أن يكون «عقيماً» فلم يخرج من هذه النقطة، فـ(ليس اليتيم الذي قد مات والده... إن اليتيم يتيم العلم والأدب)، وهذا يعني أن من أحسنت تربيته وعطفت عليه وعاملته وكأنه ابنك، قد يكون لك بمثابة ابن لم «تلده زوجتك»، فما بالك لو أحسنت تربية من هو من صلبك، ولم تتركه لتربية «الخدم والحشم»، أو حتى تربية «الإعلام التلفزيوني أو الرقمي»، فتجعله يسقط في فجوة قد حفرتها له، بإبعادك له عن المجتمع ومجالسة الكبار والتعلم من الحياة.

نظرة للسماء: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وقد تكون الثلاث كلها داخل بيتك.