الأحلام هي تلك التخيلات والتصورات، التي يتم تذكر حدوثها بعد الاستيقاظ من النوم. لربما لا يملك البشر تفسيراً حقيقياً لها، ولكنه من المعلوم يقيناً حدوثها. خلال النوم يتم رؤية أشياء وتصورها، بل ويدور حديث معها في بعض الأحيان. قد تكون هذه الأشياء ظاهرة جلية تمثل صورة عن الواقع الحقيقي، ولكن في أحيان كثيرة تكون هذه التصورات مبهمة. كأن يتم تخيل مخلوقات مختلفة، أو أجسام غريبة، أو تصورات لمناظر متداخلة.

حين يرى الإنسان خلال النوم تصورات مغايرة للواقع أو غريبة، وبعد الاستيقاظ من النوم والتفكير فيها، يجد أنها في بعض حالاتها تكون انعكاسا لعدد من المتغيرات من حوله. بمعنى أنه خلال النوم قد يحلم بكائن غريب، ولكن بعد الاستيقاظ والتفكير في هذا الكائن، قد يجده مكونا من مزيج من المخلوقات الحية من حوله.

لربما لا يُعرف تفسير حقيقي لكيف تُصنع الأحلام، على الأقل في الوقت الراهن، خصوصاً منها تلك التي تكون مبهمة وغريبة، ويتم فيها تخيل أشياء لا توجد على الواقع. حتى ولو كانت هذه الأحلام مزيجاً من أشياء حقيقة، إلا أنه لا يوجد تفسير لكيف تم دمجها داخل الدماغ مع بعضها البعض، للخروج بكائنات أو تصورات مغايرة للواقع.

البشر في حياتهم اليومية يمكنهم تمييز الأجسام أو العناصر، التي تعد غريبة أو خارجة عن المألوف، كالنظر على سبيل المثال إلى لوحة فنية لكائن مكون من تركيب أعضاء عدد من الحيوانات على بعضها البعض. المثير للتفكير هنا أنه في كثير من الأحيان يصف البشر الأشياء الغريبة من حولهم بأنها تشبه «تلك التي تتم رؤيتها في الأحلام».

«Alexander Mordvintsev» وهو باحث في معامل الشركة العملاقة «Google» وأثناء تفحصه لإحدى الخوارزميات، التي تتعامل مع الصور داخل الحاسوب، وجد أنها وفي إحدى مراحل عملها، تقوم بإنتاج صور أشبه ما تكون بتلك التي تتم رؤيتها في الأحلام. حيث كانت تنتج الخوارزمية صوراً تحتوي على مزيج من العناصر الواقعية، التي تصنع في نهاية المطاف كائنات أو مجسمات غريبة. كأن تقوم برسم فاكهة الموز باستخدام أجزاء من سيارة الأجرة الصفراء.

صنف العلماء عملية الخلود إلى النوم، وتم تقسيمها إلى عدة مراحل، وإحدى هذه المراحل التي تم تصنيفها تسمى «النوم العميق». النوم العميق هو المرحلة الرابعة من مراحل النوم، إلا أن الأحلام في غالبها تتم في المرحلة الخامسة، وهي التي تلي النوم العميق. المثير للدهشة أن الخوارزمية التي كان يتفحصها أليكسندر موردفينتسف، والتي لديها خواص إنتاج ما يشبه الأحلام تسمى «التعلم العميق»، فهل لهذه المصادفة أي مؤشر؟.