قدم رسام الكاريكاتير المبدع سراج الغامدي كاريكاتيرا يختصر الثقافة الصحية من حولنا حول تلقي لقاح «كورونا»، إذ رسم أحد الأشخاص الهاربين من الفيروس، ممسكا بأحد الأطباء المنهمك في بحثه، لإنتاج حل لمشكلة الـ«كورونا»، ويقول له هذا الهارب «بسرعة شوفوا لنا حل.. خايف يصير لي شىء»، وبعد أن التفت إليه الطبيب الباحث، ممسكا بيده إبرة (عشان لا يصير له شيء)، انصرف هذا الشخص عن الطبيب الباحث وعن تلقي علاجه وهو يقول «لا شكرا ما أبغاه.. خايف يصير لي شىء».

هذه الحالة هي للأسف مختصر بعض تعاملاتنا في حياتنا كاملة، ولكن كان لقاح «كورونا» نموذجا لتوضيح مدى التشكيك الذي غرس في بعضنا، وغرسناه بدورنا بالأجيال الناشئة، فتجد أن أغلبنا كـ«بني البشر»، وخصوصا العالم العربي، نؤمن قبل كل شىء بنظرية المؤامرة علينا في كل شىء، وقد تجد لايؤمن ولايصدق بكل شىء، إلا نظرية المؤامرة تلك، فتجده «يقطعها» بالإيمان القلبي الصادق تجاهها.

إن تحدثت إلى بعضهم عن سبب عدم «التفكير من أصله» في أخذ هذا اللقاح، سيقول لك إن الصين لم تستطع «زحزحة» ترمب الذي أضر بها اقتصاديا، فنشرت هذا الفيروس، وأن أمريكا أصلا ودول البلطيق ودول البطريق، ودول التجمع الخامس بعد كوبري الزمالك، ناهيك عن دول حلف اتحاد «البشاميل»، كلهم قد حدث بينهم خلاف بعد أن اجتمعوا لشراء شنطة لزوجة رئيس فرنسا، فخططوا لقتلي بهذا الفيروس، ولم يفلحوا، فحاولوا مرة أخرى بهذا اللقاح. ما أريد قوله إن الإعلام، وخصوصا الحديث، وبالمختصر «تويتر» و«طقته»، أصبح يؤثر بشكل فاضح في ثقافتنا عموما، والصحية خصوصا، حيث يثير بعض الباحثين عن الـLike والـShare تساؤلا على حسابه، ويأتيك من بعده «سيل الفتاوى الصحية»، وبعد أن تبحث عن صاحب هذا الفتوى تجده من حزب «آلو لُه»، كما قالها عادل إمام في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»، وأغلب المؤثرين بالرأي وللأسف «ماشافوش حاجة».

هؤلاء لم يروا على الأقل المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الصحة ووزير المالية ووزير التخطيط والاقتصاد، الذي ظهرت فيه خلاصة الخلاصة لما قامت وتقوم به حكومتنا الرشيدة، لتسخير كل شىء تقريبا، ليكون كل من هو على أرض مملكتنا بصحة وسلامة، ولم يروا وزير الصحة، توفيق الربيعة، وهو يأخذ هذا اللقاح بل أعضاء اللجان العلمية الذين أقروا هذا اللقاح، ومنهم استشاري الأمراض المعدية بوزارة الصحة، الدكتور عبدالله عسيري. وكأن زمنهم قد توقف بهم قبل 60 عاما، حينما كانت شركات الأدوية ترسل منتجاتها لتجربتها على سكان دول العالم الثالث، أما حاليا فقد يأتيك خبر حدث داخل معامل سرية في فلوريدا خلال دقائق معدودة من حدوثه، وأنت «تطارد الجرابيع» في الصحراء الكبرى، وهذا يفشل أي مخطط للإضرار بك «أيها المحارب» !!.