في الوقت الذي يسعى فيه الإنسان إلى الصورة الأجمل لمظهره، تأتي أمراض لها أسباب مختلفة تشعره بكثير من الحرج، حيث تؤدي إلى التأثير السلبي في صورة هذا المظهر، ومنها مثلاً مرض الثعلبة، وهو مرض مناعي غير معد، يسبب تساقط الشعر في منطقة واحدة، أو مناطق متعددة من فروة الرأس، أو الذقن، أو الجسم، دون أن يخلف ندبات أو علامات، لكنه قد يصل بالمريض إلى حالة من الإحراج والانطواء عن الناس والمجتمع، وربما تتدهور الأمور في اتجاه سلبي يصيبه بحالة نفسية بالغة السوء قد تصل إلى حد تفكيره بالانتحار.

داء الثعلبة، حالة يتم فيها فقدان الشعر من بعض أو جميع مناطق الجسم، والسبب الرئيس وراء هذا الداء هو مهاجمة جهاز المناعة بصيلات الشعر وإضعافها بمساعدة عوامل أخرى، مثل العوامل الوراثية والالتهابات الفطرية والضغط النفسي، يؤدي إلى سقوط الشعر في بقع صغيرة من على فروة الرأس، غالبًا ما تكون هذه البقع بمساحة عدة سنتيمترات أو أقل، ويحدث تساقط الشعر أيضا في أجزاء أخرى من الوجه مثل الحاجبين والرموش واللحية.

والعلاج الأكثر شيوعًا لهذا الداء هو استخدام مثبطات المناعة أو مضادات الالتهابات المسمى الكورتيكوستيرويد، ويمكن أخذ هذه الأدوية عن طريق الحقن، أو المرهم الموضعي، أو عن طريق الفم.

أما الأدوية الأخرى التي يمكن وصفها، والتي إما تعزز نمو الشعر أو تؤثر على الجهاز المناعي، فتشمل مينوكسيديل، أنثرالين، وعلى الرغم من أن بعض هذه الأدوية قد تساعد في إعادة نمو الشعر، إلا أنها لا تستطيع منع تكوين بقع صلعاء جديدة.

تعد العلاجات التقليدية والعلاج بالأعشاب للثعلبة محدودة للغاية، وقد أثبتت بعض الأعشاب والمستحضرات الطبيعة فعالية كبيرة في إيقاف تساقط الشعر والمساعدة على نمو الشعر من جديد مثل البصل، عصير الثوم، الشاي الأخضر المبرد، زيت اللوز، زيت إكليل الجبل، العسل، حليب جوز الهند، وهي توضع على المنطقة المتضررة بفروة الرأس أو الجسم بشكل منتظم ومتكرر، وليس لهذه المنتجات الطبيعية أي أضرار أو أعراض جانبية.

وبشكل عام هي ليست حالة معدية، فالثعلبة نادرًا ما تكون بسبب عدوى، وبالرغم من أن مرض الثعلبة غير معد عمومًا؛ أي أنه لا ينتقل من شخص مصاب إلى آخر غير مصاب، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية انتقاله في مرحلة الدراسة، أي بين طلاب المدرسة، عندما يتشاركون أغراضهم الشخصية كالقبعة مثلا، وكما تشير بعض الدراسات الى إمكانية انتقاله من الوالدين إلى أطفالهم بنسبة 50 %.

ولا تعد الثعلبة كالأمراض الوراثية الأخرى، أي أن المولود لن يصاب بالثعلبة بنسبة 50 % إن كان أحد الوالدين مصابًا، لكن الباحثين يعتقدون أن هناك عددًا من الجينات التي تتواجد عند بعض الأشخاص وتؤثر على إصابتهم بالمرض، إلى جانب عدد من العوامل البيئية المختلفة.

يوضح استشاري الأمراض الجلدية الدكتور أحمد إسماعيل أن مرض الثعلبة يصيب بصلة الشعر ويضعفها ويسقطها، لكنه لا يميتها، وهو من ضمن أمراض المناعة الذاتية.

ويضيف أن الأسباب وراثية ومناعية، وأن له 4 أنواع: «العادي، وهو عبارة عن بقع في فروة الرأس، والثاني يفقد الشعر كاملًا، والثالث يصيب الجسم كله، والأخير الأكثر خطورة وهو ما يصيب الذقن».

ويؤكد أن الشعر يعود بنفسه، خاصة لو قلل الإنسان من التوتر والقلق، كما يمكن تحفيز بصيلة الشعر عن طريق الدواء حسب الحالة وحسب استجابة المريض.. العلاج يتم عن طريق المراهم أو الحقن بالكورتيزون، وأيضًا بمثبطات المناعة في الحالات الخطيرة.

ويبين أن أسباب ظهور مرض الثعلبة عادة ترتبط بالأوضاع النفسية السيئة، كما أن الإصابة بالمرض تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للمريض الذي يفقده المرض خصلات من شعر الرأس والحواجب والرموش.

الثعلبة

مرض وراثي أو مناعي أو نفسي

له 4 أنواع

ليس معديًا لكن قد ينتقل عند تبادل ارتداء القبعة

العلاج بالمراهم أو الحقن بالكورتيزون وبمثبطات المناعة

المريض به قد يصاب بالانطواء والانعزال