لا شك أن الإعلام هو مرآة الشعوب، ويعكس ما يدور في المجتمعات من ثقافة ورقي وغيرها من ممارسات وعادات واعتقادات، ويلعب الإعلام دوراً محورياً في توعية وتنوير المجتمعات ومحاولة التأثير فيها سلباً وإيجاباً.

عالمياً مرت على الإعلام محطات مختلفة منذ عقود، ولكنه ما زال ذلك السوط، والسلطة الرابعة التي بيدها تغيير مجرى الأحداث في أغلب الأوقات، ولا يخفى علينا جميعا أن السبب الحقيقي لخسارة الرئيس ترمب الانتخابات الأخيرة هو محاولته الوقوف وحيداً ضد زخم إعلامي هائل أغرق الرئيس رغم إنجازات اقتصادية تاريخية لم تحدث منذ زمن بعيد. أما بالصعيد المحلي فمنذ سنوات والمشهد الإعلامي يتصدره مجموعة من المشاهير عبر (السوشال ميديا) و يرفض الكثيرون تسميتهم بإعلاميين، حيث لا يظهرون إلا بمقابل مادي ويبتزون القطاعين الخاص والحكومي للارتزاق من وراء دعايات مضللة. ونقول ذلك ديدن البعض منهم وليس الجميع.

شخصياً، أعتقد أن جائحة كورونا سلطت الضوء على المؤثرين الحقيقيين والقدوة الحسنة، وأسقطت تلك (اللوحات الإعلانية) التي لم تقدم للمجتمع أي إضافة في سنة الجائحة. ظهر المؤثرون الحقيقيون في أمثلة عدة ومن أهمها ظهور سيدي ولي العهد وقيامه بتصدر قوائم المتلقين للقاح كورونا كاسراً خط الإشاعات والرعب الذي روج له البعض بقصد أو دون قصد. ‏وفي (الساعة) التي تلت نشر خبر تلقي ولي العهد للجرعة الأولى من لقاح كورونا ارتفع معدل التسجيل لتلقي اللقاح خمسة أضعاف، وارتفع عدد المطعمين ثلاثة أضعاف المعدل اليومي للتطعيم. وتعدت مشاهدات مقطع ولي العهد وهو يتلقى اللقاح الـ24 مليون مشاهدة، نعم هذا هو التأثير الحقيقي والنافع والصادق والذي يقود المجتمعات إلى خير عظيم.

وقد أثلج صدري رؤية الدكتور عبدالله الغذامي وهو يقود ركب طمأنة الناس كنموذج جميل وغيره العشرات من أمراء ومفكرين ومثقفين، والزملاء من المختصين والممارسين الصحيين و(العلماء) ولهم منا المحبة والتقدير.

ختاماً، سنة 2020 هي السنة التي عاد فيها متخصصو المكياج والإعلانات والملابس الداخلية لموقعهم الحقيقي، ونأمل أن تستمر (صدارة) العقلاء والتنويريين والمثقفين و(العلماء) للمشهد الإعلامي والمجتمعي ولنرفع شعار (متصدر لا تكلمني).