كشف خبراء ومحللون أن خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شدد على أن سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة «رؤية 2030» تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة، والنهوض بها لمواجهة التحديات وهذا يظهر مدى أهمية الرؤية الإستراتيجية للمملكة لمواجهة مهددات المنطقة، واستغلال الموارد الطبيعية والبشرية بشكل إستراتيجي.

وهذه الأولوية للخليج للاندماج الاقتصادي في المشروع السعودي أو العكس، نابعة من دوائر الاهتمام التي تفرضها الجغرافيا السياسية.

مواجهة التحديات

ذكر المحلل السياسي سليمان العقيلي، أن المصالحة الخليجية أظهرت مدى أهمية الرؤية الإستراتيجية التي تنتهجها المملكة العربية السعودية وأشقاؤها في مواجهة التحديات والمهددات للمنطقة الخليجية والأمن القومي، وتأتي في مقدمة المهددات الإستراتيجية سياسة إيران العدوانية والتوسعية في المنطقة العربية.

توحيد الجهود

أضاف العقيلي، أن ولي العهد دعا في كلمته الافتتاحية لقمة العلا إلى «توحيد الجهود للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة» قائلا: «من يتمعن في خطاب ولي العهد يجد أن سموه يدعو لتحمل المسؤوليات بترتيب الصف الخليجي الداخلي وبدعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي».

ثقة متبادلة

أشار العقيلي، إلى أن مستقبل المصالحة جيد وواعد وسيتعزز بالجهود المشتركة لإنهاء الحالة السابقة سواء لجهة تعزيز الثقة المتبادلة، وتجنب كل ما يثير القلق حول الأمن الداخلي والأمن الجماعي لجميع الأطراف. أو بالتضامن وبالعمل المشترك والجاد لتحصين منظومة الأمن الجماعي وصيانة الاستقرار الإقليمي. من أجل تسخير الطاقات للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بدول مجلس التعاون، وفي مقدمتها المشروعات الكبرى مثل القطار الخليجي الذي سيعزز تبادل السلع والاستثمارات وانتقال الأفراد من سياح أو زوار أو تجار.

استدراك الوقت

لفت العقيلي إلى أن لدى الشعوب الخليجية الأمل بتعويض ما فات في السنوات الماضية من بناء اقتصادي وتنموي واستدراك الوقت في الفترة المقبلة لأنها مرحلة دقيقة لا سيما وأن العالم يواجه جائحة كورونا وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية، مما يتطلب جهودا جماعية خلاقة لمعالجة الوضع والتغلب على الصعوبات.

إيمان بالشعوب

أوضح العقيلي أن لدى خطاب ولي العهد يظهر إيمانه بالشعوب الخليجية والعربية أنها مهيأة لأن ترث الدور الأوروبي في النهوض والنمو الاقتصادي مع الصين والنمور الآسيوية.

وهذا يتطلب بيئة آمنة ومستقرة ومنسجمة في سياسة مكوناتها السياسية، وقادرة على مواجهة التحديات والخلافات السياسية، ومن المؤكد أن المصالحة الخليجية التي وضعت مبادئ وركائز العلاقات الثنائية والجمعية بين أطراف المنظومة الخليجية ومصر، وهذا سيؤدي لبلورة رؤية مشتركة حول الأولويات السياسية لدول المنطقة ومحددات علاقاتها الإقليمية والدولية، بما يردم الهوة بين أعضاء المنظومة وبين مشروعاتهم السياسية.

مشيرا إلى أنه من الأهمية أن تنسجم جميع أطراف المنظومة أمنيا وسياسيا لتذليل الصعاب ومعالجة التحديات بصورة جماعية فاعلة وفق آليات سياسية رشيدة مثل تلك التي تتبعها التجمعات الإقليمية الناجحة.

إعلاء الوحدة

قال أستاذ الإعلام السياسي والباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور خالد الفرم: لا شك أنه في قمة العلا كان القرار الإستراتيجي السعودي بارزا بإعلاء الوحدة الخليجية على ما عداها من تفاصيل، والنهوض بالعمل السياسي المشترك لمواجهة التحديات المحدقة بدول الخليج؛ فقمة العلا نجحت أن تكون كما وصفها سمو ولي العهد، جامعة للكلمة موحدة للصف الخليجي.

تطلعات الخليجيين

أوضح الفرم أن الرؤية السياسية للمملكة، تأخذ بعين الاعتبار ضرورة حماية الأمن الإقليمي الخليجي وتحصين الأمن القومي العربي، وهذا يستدعي تقدير حجم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية المتنامية، والتي تشكل تحديا لدول المجلس؛ ما يعني حتمية مواجهة هذه المخاطر بموقف سياسي موحد حيال ملفات المنطقة، وكتلة اقتصادية متماسكة في مواجهة تداعيات أزمة كورونا أو التفاوض مع الكتل الاقتصادية الكبرى، والعمل على تحقيق تطلعات المواطن الخليجي نحو هذا المجلس الذي بات هو طوق النجاة لشعوب المنطقة في عالم لا وجود فيه للدول المنفردة بل للمنظومات والكتل والاتحادات.

قراءات تحليلية لكلمة ولي العهد

مواجهة التحديات

حماية الأمن الإقليمي الخليجي والأمن القومي العربي

إيمانه بنهوض الشعوب العربية تنمويا واقتصاديا

الاندماج الخليجي في الاقتصاد السعودي

توحيد الموقف الخليجي في كل ملفات المنطقة

خلق بيئة آمنة ومستقرة لكل الدول

استدراك الوقت وتعويض ما فات بالنهضة الاقتصادية والتنموية