انطلق مشروع «نيوم»، في إطار التطلعات الطموحة لرؤيتنا الوطنية 2030، بتحول المملكة العربية السعودية إلى نموذج عالمي رائد فيما يتصل بمختلف غايات الرؤية ومستهدفاتها، التي استندت في مرتكزاتها الاستراتيجية على ثلاثة محاور؛ المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وقد حوى المشروع في مضمونه تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، شملت مرتكزات الرؤية الثلاثة، والتي تمثلت في:

-1 مستقبل الطاقة والمياه، كموارد حيوية واقتصادية مهمة.

-2 مستقبل النقل، كوسيلة أساسية لتحقيق منجزات مطلوبة.

-3 مستقبل التقنيات الحيوية، لأهميتها في التعامل مع المبتكرات الحديثة والتمكين من إضافة إبداعات جديدة.

-4 مستقبل الغذاء، الذي يحتل أولوية دائمة في السياسات القومية الوطنية لأهميته الشعبية.

-5 مستقبل العلوم التقنية والرقمية، التي تمثل الأساس العلمي لانطلاقة الابتكارات والمشاريع المتقدمة تكنولوجيا.

-6 مستقبل التصنيع المتطور، الذي به يمكننا تحقيق نقلة نوعية وقفزة اقتصادية لمواردنا الطبيعية وميزاننا التجاري.

-7 مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، بما يمكننا من نقل صورتنا الوطنية وواقعنا الحقيقي، ويسهم في تغيير وتطوير بنية المجتمع واتجاهاته نحو مستهدفات مدروسة.

-8 مستقبل الترفيه، لأهميته في إنعاش النفس الإنسانية، والارتقاء بالهوايات والإبداعات المختلفة، لتكون منتجاً وطنياً يثري ثقافتنا وحضارتنا القومية باختلاف مناطقنا، بما يثري ثقافتنا الحضارية الوطنية.

-9 مستقبل المعيشة، الذي يمثل المرتكز الأساسي، وبه يتم تقييم مدى الجودة والنجاح في تحقيق الطموحات والرؤى المقصودة.

تميز مشروع «نيوم» بانطلاقته العالمية من أرضية شملت 3 دول مهمة في موقعها الإستراتيجي، وهي: السعودية، والأردن، ومصر، إذ تمتد أرضه في شمال غربي المملكة لمساحة 26.500 كلم2، وبإطلالة ساحلية تصل إلى 468 كلم، في منطقة تُعد عنق الزجاجة للبحر الأحمر في جزئه الشمالي، حيث خليج العقبة، وإلى البحر المتوسط عبر بوابة قناة السويس، والذي أهّل تلك المنطقة لأن تحتل مكانة مهمة في الإستراتيجية العالمية على مر العصور، بإشرافها على الطريق الملاحي المختزل ما بين الشرق الآسيوي، والغرب الأوروبي إلى الشرق الأميركي.

مشروع «ذا لاين» في «نيوم» وبما يحمله من معنى «الحداثة والمستقبل»؛ فإنه يشمل التقنيات المستقبلية لتطوير المنطقة بمزايا فريدة في نوعها وبمستواها التقني، بما يتضمنه من حلول ذكية وبنية متطورة لمدينة المستقبل، في مشروع حضري يستند في قاعدته على الذكاء الاصطناعي ومتطلبات التنمية المستدامة، بدءاً من النقل عبر؛ القيادة الذاتية إلى الطائرات ذاتية القيادة، إلى الأساليب الحديثة في الزراعة وإنتاج الغذاء، علاوة على الرعاية الصحية والتعليم المجاني المستمر عبر الإنترنت، وفق أعلى المعايير العالمية، مع توفير الخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة، والشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة، بما يعرف بـ«الهواء الرقمي»، ويتطلع المشروع لأن تكون المنطقة الأكثر أمناً في العالم، بتوظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، بما يعزز من كفاءة أنشطة الحياة العامة، وبما يضمن حماية السكان والمرتادين والمستثمرين. انطلاقة مشروع «ذا لاين» لمدينة المستقبل في نموذجه العالمي؛ ليؤكد مصداقية ما نخطط له من برامج وطنية، وما نستهدفه من تطلعات لمشروعنا التنموي نحو بناء السعودية الجديدة، ذلك الوطن الزاخر بموارده الطبيعية والبشرية، المتألق بمنجزاته ومبادراته الملهمة؛ لُتستثمر مقدراته في الصالح الوطني وفي التنمية الإنسانية، وبما ينعكس إيجاباً على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الشاملة، على المستوى الوطني والإقليمي على حد سواء؛ بما سيتولد عن المشروع من ارتفاع في الحركة البينية والتبادل التجاري والسياحي ونشاط الاستثمار بمختلف مستوياته، بين دول المنطقة من جانب، ودول العالم المختلفة من جانبا آخر.

«ذا لاين» هو المشروع التنموي الموجه للإنسان، والمُستهدِف تنميته بمختلف ممكناته التقنية والمهنية والعلمية والصحية والتعليمية، وبما يحتاجه من متطلبات الحياة الحديثة في إنشاء المدن ومرافقها الأساسية، من بنية تحتية وبيئة صحية ووسائل نقل ومبان واتصالات ومراكز أعمال وترفيه ومساكن نموذجية وبرامج تعليمية ومراكز بحثية، تترجم جميع متطلبات المدن الذكية وحاجاتها في مشروع تطبيقي، لتكون نموذجاً عالمياً يبلور فكرة مدن المستقبل، بكافة تقنياتها ومعاييرها المأمولة في تحقيق التنمية المستدامة بمجمل مستهدفاتها الدولية.

عندما يكون الإنسان هو محور التنمية وغايتها، فإن الاستثمار حصاده كبير ومردوده عظيم، في مضمونه وأهدافه القريبة والبعيدة، فالوطن يستند على أبنائه في بناء مجده وتسطير تاريخه وتحقيق مستقبله، تمكين الإنسان هو تمكين لوطن على قاعدة متينة من المقومات الثابتة، والمرتكزات الصلبة التي يرتقي بها إلى مصاف الدول العظمى والمكانة التي يستحقها.