ظهرت ملامح إبداعه وموهبته الفنية منذ صغره عندما كان طالبا في ابتدائية المدرسة العزيزية بجازان، ينشد الأناشيد في احتفالات المدرسة. وفي متوسطة معاذ بن جبل كان الفنان محمد عمر يغني في الرحلات الكشفية، بالإضافة للغناء في المراكز الصيفية. كان دائما ما يستمع عبر المذياع للفنانين السعوديين مثل عبدالحكيم وعبدالله محمد ومحمد علي سندي وطلال مداح وسعد إبراهيم ومحمد عبده، وغيرهم. بالإضافة لفناني اليمن: محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله وعلى بن علي الآنسي. كان أيضا يطرب للأغاني العربية، لكنه لم يكن يخفي عشقه الكبير لـ (عبدالحليم حافظ)، يحفظ الكثير من أغانيه، وكثيرا ما يرددها بين جدران بيته ليسكن صداها في قلوب إخوته ووالديه، وفي التاسعة من عمره حضر عرضا لفيلم (أبي فوق الشجرة) بنادي التهامي، فردد فرحاً (جانا الهوى جانا).

زيارات تاريخية

لا ينسى محمد عمر لقاءه وهو ما زال طالبا في المدرسة بالمذيعين بدر كريم - رحمه الله - وحسين نجار، أثناء زيارتهما لجازان، لتسجيل برنامجيهما (في الطريق) و(المواهب). ثم بدأ يصدح بصوته في المناسبات الخاصة لأهالي جازان، يشاركه على آلة العود صديقه الفنان أمان عبدالله الذي يعزف له أغاني طارق وطلال وعبدالله محمد ومحمد عبده. في يوم من الأيام كان الموسيقي عبده مزيد في زيارة لجازان وكان مدعوا في منزل والد الدكتور حمود أبو طالب، وكانت الدعوة قد وجهت أيضا له ليغني في حضور مزيد. فغنى في تلك الليلة وأمان يعزف على العود، فأعجب مزيد بموهبة محمد عمر وأشار عليه بالقدوم إلى جدة، ويرتب له بعدها للذهاب إلى الرياض والالتحاق بمعهد الموسيقى بالأمن العام عند (العميد طارق عبدالحكيم).

الانتقال والتعارف

انتقل محمد عمر إلى جدة وأحيا بها العديد من الحفلات والمناسبات الشعبية في حواريها، كان أول من التقى بهم الفنان طاهر حسين الذي لم يخف إعجابه بصوته، حتى ترجمه بأول لحن يقدم لـ(محمد عمر) من كلمات هاني فيروزي بعنوان (تسامحنا)، والتقى أيضاً بالموسيقار سراج عمر، الذي استمع إليه وتوسم بصوته خيرا، كما أهداه عوداً. ثم ذهب للقسم الموسيقي بـ(إذاعة جدة) والتقى صالح جلال الذي كان يقدم برنامج (فنون من بلدي)، ليسجل أغنيتين، وهما (لو قلبك حجر) و(يا دافع الهم والعسير)، والتقى أيضاً بالإذاعة الموسيقار عمر كدرس.

شط الحجازي

نسق عبده مزيد مع محمد عبده موعداً للقاء محمد عمر، فالتقى به وأشاد بموهبته، وأثمر اللقاء عن تعاون بينهما في أغنية (تدلل يا قمر شط الحجازي) من كلمات (دايم السيف)، وتعد أول أغنية يسجلها عمر. كان التسجيل بمنزل محمد عبده الذي كان يُسجل ألبوماً خاصاً له يضم مجموعة من الأغاني من بينها (غنى الحمام) و(يا طائر السعد). وسجل عمر معه أغنية (تدلل ياقمر شط الحجازي) لتطرح بشريط عبده نفسه، قبل ظهور نظام «نسخة أصلية» للأشرطة.

مزيد من الانفتاح

كان عبده مزيد واقفاً أثناء التسجيل بجوار محمد عمر إيماناً به وبما يحمل صوته من موهبة أكرمه الله بها، جال وصال بها في المجالس الفنية ليُعرفه على أبناء وأساتذة الوسط الفني من شعراء وملحنين وفنانين، فالتقى وتعرف على الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل ليأتي العمل الثالث له، من ألحان سامي إحسان وكلمات محمد العبدالله الفيصل في أغنية (اتحدى شعوري)، كما تعاون فيما بعد مع طاهر حسين في أغنية (نوى المرواح) ولكن هذه المرة من كلمات الأمير خالد الفيصل.

لقاء الكبار

بعد أن انتشر صيت محمد عمر محلياً دعمه الأمير محمد العبدالله الفيصل لينتج له مجموعة من الأعمال بمصاحبة (الفرقة الماسية) بمصر، حيث تشاطر الألحان محمد شفيق وسامي إحسان رحمهما الله، وكانت أغاني (أنا الجاني) و(مرحبا) و(الله الله يا الدنيا)، وزعت على إذاعتي الرياض وجدة، بالإضافة إلى الإذاعات العربية، فبدأ العالم العربي يتداول اسم محمد عمر إذاعياً. ولا ينسى عمر عندما التقى قمم الغناء في مصر بالأستديو مع (الفرقة الماسية) بإذاعة (صوت العرب)، حيث التقى بـ(نجاة الصغيرة) و(وردة الجزائرية) و(فايزة أحمد)، ويعدها لقاءات كانت بالنسبة له دافعا معنويا كبيرا للغناء.

ألبوم

أول البوم لمحمد عمر كان مع (شركة النظائر) الكويتية، ضم 5 أغان من ألحان الكويتي خالد الزايد بعنوان (خذنا الكلام)، كتب كلماتها الأمير (خالد بن يزيد)، وأغنيتين من كلمات الأمير تركي بن عبدالرحمن بعنوان (أقبلت) و(يا ليت)، ولمبارك الحديبي أغنيتين هما (فقدناك) و(توادعنا). وهنا يتذكر عمر إشادة الموسيقار الكويتي أحمد باقر، وإطلاق لقب (الصوت الذهبي) عليه.

ران هجري

التقى محمد عمر الموسيقار محمد الموجي في إحدى زياراته لـ (باريس) واستمع إليه وأعجب بأدائه كثيرا، وسعِد الموجي بطلب الحاضرين بأن يتعاونا في لحن، ولكن لم تسمح الظروف بعد عودتهما بأن يلتقيا فنياً، وقد تعاون مع الملحن أحمد صدقي في قصيدة (أيها العاشق ران هجري)، ولا ينسى محمد عمر لقاءه أيضا بالفنان محمد عبدالوهاب أثناء وجوده بالأستوديو، وكان الفنان محمد ثروت يسجل أغنية من ألحان عبدالوهاب بعد موعد عمر.

دعم طلال

ازداد الانتشار عربيا لمحمد عمر، وأصبح اسمه يتردد كثيرا ضمن المشاركين في المهرجانات العربية والخليجية، فقد شارك عمر في المهرجانات الوطنية بدول الخليج كافة، كما غنى مع رجاء بلمليح في المغرب، وشارك بمهرجانات تونس ومصر.

في كواليس حفل بالقاهرة وهو في بداية مشواره، التقى بطلال مداح صاحب الجماهيرية العريضة، وهو يجري حواراً مع الإعلامي وجدي الحكيم، الذي داعب طلالاً وسأله: هل يسرك أن يغني الصوت الشاب محمد عمر معك بالحفل الآن؟ فقال طلال مداح: أكيد من دون أي أعذار.

الجنادرية

اشترك محمد عمر في غناء عدد كبير من الأوبريتات والأغاني الوطنية، من أهمها على الإطلاق (أوبريت الجنادرية) بحضور الملك عبدالله، عندما كان ولياً للعهد -يرحمه الله- عام 2003، تحت عنوان (عرين الأسد)، من كلمات الأمير خالد بن سعود الكبير، واشترك في غنائه مع محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن.

سيد الغيد

لا ينسى السعوديون (وشم على ساعدي) قصيدة علي محمد صيقل التي خلدها محمد عمر كأغنية وطنية تتردد في كل المناسبات، وإلى جانب ذلك غنى عمر لأبرز شعراء وكتاب الأغنية في المملكة والخليج، حيث غنى للأمير عبدالله الفيصل (لا تحاول) و(حظي العاثر) و(اشتقت للمغرب) وغيرها، وللأمير بندر بن خالد الملقب بـ(المشتاق) أغاني عدة منها (منصور راح الليل) و(اصيح يا خلي) (عزته يا فيصل) (يا خفيف الروح)، ومن قصائد الأمير خالد الفيصل غنى (لا تصدي) (نوى المرواح) (الدقايق) (تدلل يا قمر شط الحجازي)، وللأمير محمد العبدالله الفيصل غنى عددا من الأغاني منها (ابتدى شعوري) (أنا الجاني) (رسائل محبة) (سامحيني) (مرحبا يا عيون) (نصيبي في الهوى)، وللأمير بدر بن عبدالمحسن غنى (بمشي على الرمضاء) (سيد الغيد) (لين العود) وغيرها، ومن قصائد الأمير بندر بن فهد بن سعد غنى (الموج) (أمل ظامي) (غصون الزهر) وغيرها، وللأمير خالد بن سعود الكبير غنى (السهم الخطير) (روح الروح) (لا واعذابي) (لو على بالك طريت)، وتعاون مع إبراهيم خفاجي في (التجارب) (لا تخليني هنا) (هيا هات) وغيرها.

التجارب علمتني

تعاون عمر لحنياً مع ملحنين كبار كطلال مداح في أغنية (لا تعبتي يا قمر) و(يوم الفرح) (عسل) (اضحك وانا بضحك)، ومن ألحان محمد عبده غنى (تدلل يا قمر شط الحجازي)، و للملحن (الموسيقار طلال) غنى عددا من الأغاني منها (حظي العاثر) (غضي النظر يا عين) (عشقت حرف العين) (غريبة الديرة وبعيدة) (أنا الموعود انا)، وتعاون مع كدرس في واحدة من أشهر أغنياته (التجارب علمتني)، و(ما يطيق الصبر) (مافي يدي) (مسافر في عيونك) (الموج من كف البحر) وغيرها، كما غنى من ألحان سامي إحسان (التقيتك) (الدار عقبك) (الله يا الدنيا) (أمة سعودية) (خفيف الروح) (خذها تراها) (رسائل محبة) وغيرها، وغنى من ألحان سراج عمر (بمشي على الرمضاء) (الله يرد خطاك) (لين العود) (يا موعد الخلان) (يا راية العز) (يا مصلي)، ولطلال باغر (ليل الشموع) (ريم فتان) (هلت ليالي العيد)، وتعاون مع صالح الشهري في (أنا من باع عمره) (هلا باللي له القلب داعي) (يابو فيصل).

*محمد بن علي عمر آل محمد

*ولد في مدينة جازان 1960