فقط عندما ظن كثيرون أنها قدمت كل ما يمكنها تقديمه في كرة القدم، تصدرت اللاعبة الدولية اليابانية يوكي ناجاساتو عناوين الصحف العالمية، ربما مع أهم خطوة لها في مسيرتها حتى الآن، حينما صنعت التاريخ في سبتمبر الماضي، وأصبحت أول امرأة تلعب في دوري محترفين للرجال في اليابان.

أصداء واسعة

ما يجعل خطوة ناجاساتو أكثر خصوصية هو أنها ترتدي حذاءها جنبا إلى جنب مع شقيقها الأكبر جينكي، بيد أنها وصفت ذلك بالأمر العادي، وقالت «بالنسبة لي هو مجرد زميل في الفريق»، مضيفة «مضى زمن طويل منذ أن قضيت وقتا كافيا معه بسبب لعبي لكرة القدم في أرجاء مختلفة من العالم، الآن اكتشفت جانبا آخر منه، وبدأت أعرفه بشكل أفضل مما كنت أفعل من قبل»، وكان انتقال ناجاساتو إلى اليابان قد حظي باهتمام إعلامي دولي كبير، اعترفت معه بأنها لم تكن تتوقع بأن لعبها لفريق رجال سيجد هذه الأصداء الواسعة، وذكرت لموقع FIFA بأن ما حدث يحمل «رسالة إيجابية للفتيات والنساء، ويمثل تحديا كبيرا بالنسبة لها، ورؤية بالنسبة للآخريات بأن ذلك ممكن».

دافع أساسي

جاء توقيع ناجاساتو للعب في صفوف فريق هايابوسا اليفين على سبيل الإعارة من ناديها الأمريكي الأم شيكاجو ريد ستارز، وكان دافعها الأساسي وراء هذه الخطوة حاجتها للبقاء في حالة بدنية لائقة وممارسة كرة القدم بشكل منتظم قبل أن تعود مجددا إلى فريق راسينج لوسيفيل في دوري الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة القدم النسائية (NSWL) بدءا من موسم 2021، إلا أنها كشفت عن هدف آخر تسعى لتحقيقه في مغامرتها مع هايابوسا الساعي للانضمام للدوري الياباني للمحترفين، وأشارت إلى إنجاز ذلك «ربما سيستغرق أربع أو خمس سنوات، وآمل أيضا بأن أكون المرأة الأولى التي تحقق ذلك، ولكنني حاليا أستطيع مساعدة الفريق للوصول إلى تلك المرحلة».

فرص متكافئة

كانت ناجاساتو شخصية أساسية في مساعدة اللعبة على النمو، ليس فقط في بلدها اليابان، ولكن أيضا في ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، حيث ألهمت اللاعبات الشابات لمواصلة مطاردة أحلامهم، بيد أن اللاعبة اليابانية سبق وأن تحدثت عن تأثرها بالنجمة الأمريكية ميجان رابينوي، المتوّجة من الفيفا بجائزة أفضل لاعبة في 2019، وبما قدمته لكرة القدم النسائية وللعبة بشكل عام، وتتحدث عنها قائلة «كان لها كثير من التأثير الإيجابي على اللعبة خلال كأس العالم الماضية.. كنت أفكر فيما يمكنني فعله منذ ذلك الحين، أريد الاستمرار في كسر الحواجز في كرة القدم وفي الحياة لخلق مزيد من الفرص المتكافئة حتى نرى القدرة والموهبة قبل الجنس والعرق».

ذكرى مميزة

تمتعت ناجاساتو بالفعل بمسيرة رائعة في مجال السيدات، فقد مثلت اليابان في 3 بطولات كأس العالم ودورتين أولمبيتين، ومنذ عام 2004 خاضت 132 مباراة دولية أحرزت خلالها لبلدها 58 هدفا، وتألقت الفتاة البالغة من العمر 33 عاما في كأس العالم التي استضافتها ألمانيا علم 2011 وساهمت في فوز اليابان بلقبها، ووصفتها بالذكرى والتجربة المميزة والخاصة لها ولزميلاتها، بيد أنها تحدثت عن أبرز ما ميز تلك التجربة برمتها «لم تكن وسائل الإعلام اليابانية مهتمة بتغطية أي من المباريات، لم تبد اهتماما كبيرا حتى وصلنا ربع النهائي.. كان ذلك ممتعا للغاية، لا أعتقد أن أي شخص توقع منا الفوز بكأس العالم».

تطوير اللعبة

يبدو أن كرة القدم للسيدات في اليابان تنمو وتتطور، ودائما ما تقدم أداء جيدا للغاية في مشاركاتها المونديالية، ويعتبر اليابانيون أن ناجاساتو كانت تمثل جزءا كبيرا من ذلك، بيد أن ناجاساتو تتطلع إلى خطوات أخرى لتطوير اللعبة هناك، وذكرت في تصريحات سابقة «نحتاج إلى دوري احترافي ناجح في السنوات الخمس إلى العشر القادمة، أريد أن أرى مزيدا من اللاعبات الدوليات يأتين إلى اليابان للعب في الدوري، وهذا سيساعد في تنمية ورفع مستوى اللعب، نحن بحاجة إلى ذلك.. أيضا نحتاج إلى التأكد من أن مستوى اللعبة في دوري المحترفين لدينا تنافسي وتزداد جودته بمرور الوقت، واللعب مع وضد أفضل اللاعبين سيساعد كثيرا». ـ

-ناجاساتو لاعبة يابانية دولية

-فازت بكأس العالم مع اليابان 2011

-مثلت بلادها في 3 بطولات كأس عالم

- 2 دورة أولمبية

- 132 مباراة دولية

- 58 هدفا دوليا

- شاركت فريق هايابوسا إلى جانب شقيقها الأكبر جينكي

ـ احترفت شقيقتها الصغرى أسانو في الدوري الألماني

- لعبت لتشيلسي الإنجليزي وفولفسبورج وفرانكفورت الألماني

-فازت بجائزة هدافة دوري البوندسليجا 2013