فيما تسعى كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل في الأحساء، مع شركاء الجامعة الإستراتيجيين إلى تسجيل محصول الأرز الحساوي في أيام منظمة الغذاء والزراعة تزامنا مع فترة حصاده، كشفت البيانات الإحصائية لإجمالي عدد الحيازات الزراعية المنتجة للأرز الحساوي، عن نحو 400 حيازة زراعية تنتشر في واحة الأحساء الزراعية، بطاقة إنتاجية 480 طناً في السنة.

وأكد الناشط البيئي والزراعي عبدالله العامر لـ«الوطن» أن الأحساء تشتهر بإنتاج هذا النوع من الأرز الذي يعرف محلياً بـ«العيش الحساوي»، ويعد من أهم محاصيلها الزراعية، ويزرع تحت درجة حرارة عالية في فصل الصيف تصل إلى 48 درجة مئوية، ويتميز بحبته الحمراء التي يصل طولها إلى 1 سنتمتر، ويحتاج إلى وفرة في المياه وإلى التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء، وهو ما توفره تربة الأحساء.

وتتركز زارعة هذا الأرز في شمال الأحساء، وتحديداً في بلدتي القرين والمطيرفي، ومدينة الهفوف.

وجاءت بذور الأرز من الهند والعراق منذ حوالي 300 سنة مع التبادل التجاري في ذلك الوقت، وتعد بلدة القرين «15 كلم إلى شمال واحة الأحساء الزراعية»، الأشهر في زراعته، وأول من زرعه فيها هم عائلات: العصاوي، الناصر، العباسي، ويصل سعر الكيلوجرام الواحد منه ما بين 20 إلى 50 ريالا.

طريقة الزراعة

تبدأ عملية زراعة الأرز الحساوي بحرث التربة وتنظيفها من الشوائب، حيث تترك للتشميس عدة أسابيع من أجل تهيئتها، وتتم مرحلة زراعته على مرحلتين، الأولى: اختيار مكان للبذور في مايو ويونيو، ونثر الحبوب في مشتل ذي مساحة جيدة، وتغطى بطبقة من الطين السميك، ثم تروى بالماء بشكل يومي في البداية ثم ينظم الري بعد كل 4 أيام، حتى تكبر تلك البذور وتتحول إلى شتلات، ويستمر ذلك لمدة شهرين.

أما المرحلة الثانية، فيتم فيها نقل الشتلات إلى الأرض المخصصة خلال يوليو وأغسطس، وتغرس الشتلات في أرض مغمورة بالماء، وتستمر عملية الري في مدة 4 أيام، والتوقف لمدة 5 أيام ويعاود الري مرة أخرى، وهكذا يستمر إلى أن يأتي موسم الحصاد.

ويحصد هذا الأرز يدوياً، ويربط على هيئة حزم، وينقل ليفرش ويترك لعدة أيام إلى أن يجف، وبعدها تتم عملية الدراس «التذرية»، وهي عملية فصل الشلب عن النبتة الأصلية للأرز، ويتم ذلك آلياً ويحتاج إلى عملية أخرى لنزع القشر الخارجي، وبعد تنقيته يفصل الأرز الصافي.

مياه الري

نفت أبحاث في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء، المزاعم الدارجة في أوساط المجتمع باستهلاك زراعة الأرز الحساوي كميات كبيرة من مياه الري، وأكدت أن استهلاك النخلة من مياه الري يفوق استهلاك الأرز الحساوي، وأن الاحتياج السنوي للنخلة من المياه قرابة 200 لتر ماء يومياً، والأرز الحساوي أقل من تلك الكميات في الموسم كاملاً، إذ إن فترة موسم زراعة الأرز الحساوي 3 أشهر فقط في السنة.

وتستخدم حاليا تقنيات حديثة للترشيد في ري الأرز الحساوي وزيادة الإنتاج، من بينها ربط المياه في التربة، ووضع ألواح وطبقات النانو للتقليل من كميات تصرف المياه في منطقة الجذر (30 إلى 50 سم فقط).

5 فوائد رئيسة

كشفت الأبحاث المتخصصة في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل 5 فوائد رئيسة للأرز الحساوي، وهي:

1 - وجود مادة الحديد بنسبة عالية، حيث يقدم للمصابين بآلام المفاصل والكسور، ويقدم للمرأة النفساء تعويضاً لها عما تفقده من هذه المادة الأساسية ويعوضها عما فقدته من دم.

2 - يسهل عملية امتصاص الكولسترول والأحماض الأمينية.

3 - مصدر مهم للكربوهيدرات والبروتين والألياف فيعطي الإحساس بالشبع لفترة طويلة.

4 - مفيد لخفض نسبة الإصابة بالسكر.

5 - مفيد للقلب في الحماية من الإصابة بتصلب الشرايين.

6 - يحتوي على مضادات أكسدة عالية ومواد فعالة لها دور كبير في المساهمة من الوقاية من أمراض القلب والشرايين وبعض أنواع السرطانات.

جهود للنهوض بالأرز الحساوي

1 - تشكيل فرق بحثية من كليات جامعة الملك فيصل.

2 - إقامة ورشة عمل للاطلاع على الأبحاث حوله بوجود الباحثين والمزارعين.

3 - التعرف على المعوقات وتحويلها إلى مبادرات ومن ثم إلى مشاريع بحثية.

4 - إصدار مجلة خاصة عنه فيها جميع الأبحاث

مقترحات تطويرية

1 - الاستفادة من المياه المجددة للتوسع في زراعته

2 - تأسيس جمعية للمساعدة في الخدمات الزراعية وما بعد الحصاد والتسويق

3 - تحويله كوجبة أساسية وزيادة الرقعة الإنتاجية