في كل اجتماع لسمو ولي العهد نستبشر خيرا، ونفرح برؤى حاضرة ومنجزات قادمة، ونطمئن أننا نمضي للمستقبل بثبات ويقين صادق، بأننا نملك الكثير ولدينا الأكثر.

اجتماع سموه الأخير بشأن صندوق الاستثمارات العامة، وكلمته التي ألقاها عن الخطة الاستراتيجية للصندوق حتى عام2025، يجعلنا نشاهد المستقبل بحماس وطموح لا حدود له، ونرى - بعون الله- استحالة وجود المستحيل، ولن يعيقنا عن تحقيقه شيء. كلنا يعي أن صندوق الاستثمارات العامة هو الحفظ المبين لمقدرات بلادنا، وروحها التي تمنحنا والأجيال التي تلينا كل نجاح وفلاح في قراراتنا وأعمالنا ومنجزاتنا.

صندوق الاستثمارات أصبح أكثر تنوعا وأكثر دخلا، وأصبحت المشاريع والاستثمارات فيه محل اهتمام العالم أجمع، دولا وكيانات اقتصادية متقدمة، لما يملكه من قوة مالية وفكرية، قادرة على إبهار العالم بمنتجات تفوق الوصف، وتختصر المسافات وتصل بنا للقمم دائما.

صندوق الاستثمارات أتى كي لا يكون النفط حلنا الوحيد، فنبقى أسرى تقلباته، ارتفاع أسعاره أو هبوطها، وألا نكون تحت رحمة تطور العلم في البحث عن حلول بديلة عنه.

مثل هذا الفكر يحقق عمق معنى ألا تضع البيض كله في سلة واحدة، وهي أبسط النظريات الاقتصادية، بل يقدم خيارات بديلة، ودورة مالية قصيرة وطويلة المدى، تسمح بتنوع فرص وخلق مناخات عملية، لأفكار جديدة قادرة على مواكبة التحديات.

كلنا يعلم أن الملاءة المالية لصندوق الاستثمارات هي الفيصل في هزيمة المستحيل، وصناعة المنجز العالمي الذي من خلاله يتداعى العالم كله، للبحث عن مكان في خضم النهضة الاقتصادية، والفكر الاستثماري المالي الجديد الذي تعيشه بلادنا، ونملك من الكفاءات البشرية ما يجعلنا نطمئن على قدرتنا في التنافسية والتكاملية، وتقديم المصالح الخاصة وفرضها على الآخر.

وفي خضم هذا الفرح بالصندوق وما يقدمه لنا من باقات وأمنيات، أتمنى لو يجد الصندوق وقتا مستقطعا في خضم مسؤولياته، ويسمع لرأي كاتبة تعشق وطنها قبل أي شىء، وتنتمي لمجتمع تتمنى له أجمل شىء، أن يلتفت الصندوق للمجتمع المحلي ويضخ فيه بعض أفكاره وخبراته، فيؤسس شركات متخصصة تسمح بتنمية المجتمعات البلدية والقروية، وفق منظور عالمي متقدم، فيجدد في أحيائنا، ويسمح بلمسات جديدة عليها، تضفي عليها رونقا وألقا يجعلها راحة لناظريها وساكنيها، فيرتب المشهد ويضخ جودة الحياة، وأفكار السعادة في الأزقة والطرقات، فنجد المكتبات العامة، والمتع الجميلة، ونرى المركز العلمي القادر على الاكتشاف والابتكار لشبابنا، ونصافح البيئة الأجمل لمساجدنا ومدارسنا داخل كل حي.

وبعدها يتجه الصندوق للقرى والمدن الصغيرة، فيضخ فيها استثمارات تتلاءم مع مجتمعاتنا، وتوفر وظائف، وتغير من توجهات وأفكار بسيطة للأفضل، من خلال برامج تتسم بالجدية والتفاعلية، وتسمح باستقرار أبنائها في قراهم ومدنهم، دون البحث عن هجرات للمدن الكبيرة، وتكون متنفس من في المدن، يهربون لها في الإجازات وأوقات المطر والمناسبات.

كلنا يعلم أن سمو ولي العهد شغله الشاغل أن يترجم رؤى وتوجهات الملك سلمان - حفظهما الله - في تنمية المناطق والمحافظات، ومنح كل مواطن الحياة الكريمة، ليستفيد من خيرات بلاده في صناعة حياة آمنة مطمئنة له مع أهله وأقرانه.

من يتصفح برامج الرؤية يجد أنها تنتصر لكل خير وتسعى إليه، وصندوق الاستثمارات إحدى أهم الأدوات الفاعلة والقادرة على تحقيق الرؤية، وصناعة منجزاتها من خلال برامج الصندوق وأفكار منسوبيه، التي تضيف للحياة حياة من خلال استثماراتها النوعية، وقدرتها على دعم ميزانية الدولة، وبالتالي توفير عشرات الآلاف من الوظائف، وإنعاش حركة الاقتصاد.

كلما شاهدنا سمو ولي العهد في فعالية، تأكدنا أننا في حضرة منجز، وعلى وعد بمنتج يتحدث عنه القاصي والداني.. ويجعلنا نسارع الخطى لنلبي طموحات سموه كل حسب قدراته ومقدراته، فنحن جميعا جسد واحد متعاضد، لأجل ألا يذهب تعب سموه هدرا، ويضيع علينا وقت نحن بأمس الحاجة فيه لنعمل ونعمل ونعمل..