في الوقت الذي بلغ فيه عدد السعوديين العاملين بأنشطة المواصلات سواء عبر سيارات الأجرة أو تطبيقات التوصيل حوالي 700 ألف، أعلنت وزارة النقل البدء بتطبيق توطين نشاط توجيه المركبات بنسبة 100%، وذلك بقصر العمل على السعوديين سواءً على المركبات أو الخاصة أو من خلال المنشآت، ما سيؤدي لرفع السعوديين العاملين في هذا المجال. ومثلت تلك التطبيقات مصدر دخل كعمل إضافي أو كعمل مؤقت خلال فترات معينة لنحو 200 ألف سعودي في 2016، وارتفعت نسب العاملين السعوديين بأنشطة التوصيل خلال خمس السنوات الأخيرة بواقع 500 ألف.

الهواتف الذكية

رفع تواجد تطبيقات النقل عبر الهواتف الذكية من أعداد السعوديين العاملين بمجال النقل، والذين يعمل عدد كبير منهم في المجال كعمل إضافي أو كعمل مؤقت خلال فترات معينة، في حين يعمل في المجال كوظيفة أساسية عدد لا بأس به من العاملين، والذين كان كثير منهم يعملون عبر سيارات الأجرة الخاصة، وانتقلوا مع تطبيقات النقل للعمل عبر هذه التطبيقات.

توطين 100%

أعلنت وزارة النقل مؤخرا عن تطبيق السعودية بنسبة 100% بتطبيقات النقل والمركبات الخاصة، والذي يعني توطين هذا النشاط بالكامل بعد سنوات من التدرج في نسب التوطين في المجال، وأشارت وزارة النقل إلى أن هذا الإجراء جاء لتعزيز فرص عمل أبناء وبنات الوطن في النشاط، بعد أن نهضوا به وحققوا نجاحات تؤكد جدارتهم بتوفير المزيد من الفرص فيه، الأمر الذي تدنّت معه نسبة الأجانب العاملين من خلال هذه المنشآت إلى 4% فقط من إجمالي العاملين في النشاط، وليتم بالإجراء الحالي توطين جميع فرص العمل في هذا النشاط بنسبة 100%.

وأشارت الوزارة إلى أن الهيئة العامة للنقل بشراكتها مع العديد من الجهات الحكومية ومنها وزارة الداخلية، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وصندوق الموارد البشرية، أطلقت العديد من المبادرات واتخذت العديد من الإجراءات التي عززت من فرص عمل السعوديين والسعوديات في هذا النشاط، وكان أبرزها تعديل نظام المرور ليسمح بعمل المركبة الخاصة، كما تم توقيع اتفاقية مع بنك التنمية الاجتماعية لتمويل شراء مركبات خاصة للعمل في النشاط، إضافة إلى توقيع اتفاقية مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وصندوق الموارد البشرية لدعم السعوديين بما نسبته 40% من الدخل، بما لا يتجاوز 2400 لمن يؤدي عدد رحلات معينة في وقت الذروة، حيث قدمت الوزارة دعما للعاملين خلال جائحة كورونا الذين يشكل العمل بالنشاط دخلهم الأساسي بمبلغ 3 آلاف ريال لمدة 3 اشهر.

ارتفاع العاملين السعوديين

وارتفعت نسب العاملين السعوديين بأنشطة التوصيل خلال خمس السنوات الأخيرة، حيث أظهرت بيانات لشركة كريم وهي إحدى أولى الشركات العاملة في تطبيقات التوصيل بالمملكة أن عدد السعوديين العاملين في التطبيق خلال 2016 بلغ 200 ألف سعودي، لتعلن وزارة النقل مؤخرا أن عدد السعوديين العاملين بتطبيقات النقل والتي زاد عددها بشكل كبير خصوصا بعد جائحة كورونا بلغ 600 ألف مواطن، في حين استفادت مؤخرا 100 ألف سيارة أجرة عامة من قرار استئناف العمل عبر تطبيقات توجيه المركبات، ليصل عدد السعوديين العاملين بهذا النشاط إلى ما يقارب 700 ألف مواطن، ويتوقع أن يزداد هذا العمل خلال الفترة القصيرة القادمة بنسبة 4%، بعد انسحاب 4% من العاملين الأجانب بهذا النشاط مع تطبيق قرار التوطين الكامل بنسبة 100%.

ضبط المضايقات

وذكر المتحدث الرسمي لهيئة النقل عبد الله صايل أن هناك إقبالا كبيرا على العمل في مجال النقل عبر التطبيقات الإلكترونية من قبل الشباب السعودي، ويقدمون الخدمة بكفاءة عالية وحرفية، ويرفعون من مستوى هذه الخدمات في البلاد، مشيرا إلى أنه من الضروري على العاملين السعوديين في هذا المجال في حال تعرضهم إلى أي نوع من المعاملة السيئة أو المضايقات أن يقوموا بالتواصل بصورة سريعة مع الهيئة العامة للنقل خاصة في ظل إلزام المملكة بتوطين العمل في هذا المجال، وجاء توضيح متحدث النقل بعد تكرر شكاوى عدد من العاملين في مجال التوصيل لمضايقات من قبل المشرفين عليهم في الشركات التي يعملون بها، ويتوقع أن تنخفض هذه الشكاوى مع تطبيق التوطين.

تنوع التطبيقات

أشار عدد من العاملين بأنشطة التوصيل إلى أن تعدد تطبيقات التوصيل، والدعم المقدم من قبل الحكومة، ووجود توجه لاستخدام خدمات التوصيل ضمن عدد من تطبيقات التسوق الإلكتروني، بالإضافة لإمكانية عمل الموظفين في النشاط كعمل إضافي أتاح لهم الاستفادة من العمل في هذا النشاط بشكل أكثر فعالية.

وذكر الكابتن عبد الله الزاهر العامل في عدد من تطبيقات التوصيل والنقل أنه تمكن خلال فترة الجائحة من الاستفادة من تطبيقات التوصيل، بعد أن توقف عمل تطبيقات النقل فتحول عمل أغلب العاملين بتطبيقات النقل للعمل بتطبيقات التوصيل، والتي كانت تعمل بشكل جيد جدا خلال فترة الجائحة، واستمر نشاطها حتى بعد الجائحة، مضيفا أن سهولة التسجيل في التطبيقات وعدم وجود تعارض بين العمل في تطبيقات متعددة أتاحا فرص عمل إضافية للشباب، جعل بعضا منهم يتفرغ للعمل في أنشطة النقل والتوصيل، بعد أن كانت عملا إضافيا بالنسبة لهم، مضيفا أن الدخل الشهري يتفاوت بين 4 آلاف ريال إلى 9 آلاف ريال حسب عدد المشاوير.

في حين اعتبر الكابتن حسن الناصر أن أنشطة التوصيل أصبحت أكثر ضمانا وأمانا سواء بالنسبة للعاملين فيها أو للمستفيدين منها، حيث إن العاملين في تلك التطبيقات تمكنوا من جعلها وظيفة إضافية لهم والعمل فيها بأوقات فراغهم دون الانقطاع عن أعمالهم الأساسية، ودون أن تحرمهم من مواصلة الدراسة أو الالتحاق بعمل ثابت، مشيرا إلى أن أغلب شكاوى العاملين في المجال تتمثل في اشتراطات بعض التطبيقات المتعلقة بأنواع السيارات وموديل صنعها، حيث يتم إيقافهم من العمل بالتطبيق لتجاوز سياراتهم سنة الصنع المحددة بالرغم من مناسبة السيارة للعمل، وهو ما يجعل الكثير من الشباب يترددون في العمل لأن السنوات المحددة لصنع السيارات تشترط أن تكون السيارات جديدة، فأقل عمر للسيارة هو 5 سنوات، وهذا العمر نسبيا تعتبر فيه السيارة جديدة، مشيرا إلى أن بعض التطبيقات رفع نسبته من عملية التوصيل ما جعل الكثير يتوجهون لتطبيقات بنسب أقل، خصوصا مع تعدد تطبيقات التوصيل، مضيفا أن من يعتمدون على تطبيقات التوصيل كدخل أساسي يصل دخلهم الشهري إلى 10 آلاف ريال، في حين يتفاوت المبلغ الذي يحصل عليه غير المتخصصين بين 2000 ريال و5 آلاف ريال شهريا، حسب المشاوير والخدمات التي يعمل عليها.

الالتزام بالأنظمة

ونبهت هيئة النقل العام ضمن عدد من بياناتها منشآت توجيه المركبات للالتزام بالأنظمة والتعليمات التي حددتها وزارة النقل ووزارة العمل وأنظمة الإقامة والمرور، مشيرة إلى أن عمل الأجانب بهذه التطبيقات ويعرض المنشآت إلى الغرامات المالية وإلغاء الموافقة، وإيقاف الخدمات وحجب التطبيق، كما يعرض السائق للغرامات المالية المقرة في نظام النقل العام، والتي تصل إلى 5000 ريال، وإيقاف الخدمات، كما يعرض السيارة للحجز.

وتطبق الهيئة هذه الأنظمة مع بدء توطين هذا النشاط بشكل كامل، حيث تشترط الهيئة على المنشآت العاملة بالنشاط والتطبيقات الالتزام بالشروط والمتطلبات التي حددتها وزارة النقل، والتي كان أبرزها الارتباط بمنصة وصل المرتبطة بمركز المعلومات الوطني، وقصر العمل بالمركبة الخاصة على السعوديين الذين تنطبق عليهم الاشتراطات وأنظمة الجهات ذات العلاقة.

وأشارت الهيئة في بيان سابق لها إلى أنها قامت بمراجعة جميع الشروط وتعديلها لتسهم في السماح لكل مقدمي هذه الخدمة بالعمل في المملكة، وفق إطار نظامي، مضيفة أنه رغم التسهيلات التي قدمتها الهيئة لهذه المنشآت للعمل إيماناً منها بأهمية استخدام التقنية في جميع المجالات، وتحقيقاً لرغبات المستفيدين، إلا أن الهيئة ما زالت تلحظ عدم الالتزام من بعض المنشآت بجميع الاشتراطات، لا سيما السماح لغير السعوديين بالعمل فيها من خلال هذه التطبيقات، وأكدت الهيئة أن حرصها على تسهيل عمل هذه المنشآت لا يتعارض مع حرصها على تطبيق الأنظمة، ولا سيما المتعلق بالجوانب الأمنية، والمتمثل بالارتباط بمنصة وصل أو بحق أبناء الوطن بالعمل في هذا المجال دون وجود منافسة غير عادلة، من قبل الإخوة المقيمين القادمين للعمل بالمملكة بمهن محددة، خاصة حيث إن عدد السعوديين الراغبين العمل في هذا المجال يغطي الطلب المتوقع، وأنهم قد حققوا مستويات عالية في تقييم الخدمة، والذي يتم من قبل الركاب، مشيرة إلى أن أرباب العمل أو أرباب الأسر الذين لديهم عاملين أو سائقين تحت كفالتهم ويعملون من خلال التطبيقات في نقل الركاب، سيكونون محل مساءلة وعرضة للغرامات المالية، ووقف الخدمات وحجز المركبات.

أبرز بنود نظام ممارسة نشاط الأجرة العامة:

- تتم ممارسة النشاط من قبل منشآت سعودية مملوكة بالكامل لسعوديين وبعد الحصول على ترخيص بذلك.

- يكون الحد الأدنى لعدد السيارات اللازمة لممارسة النشاط كالآتي:

1 - في مدن الرياض، جدة، الدمام، (الدمام، الخبر، الظهران، سيهات، القطيف) 50 سيارة.

2- في باقي مدن المملكة 15 سيارة.

- يجوز للمنشأة نقل الركاب بشكل عرضي من المدينة محل الترخيص لمدينة أخرى

- يجوز للمنشأة نقل الركاب من وإلى المطارات والموانئ ومحطات النقل العام والسكك الحديدية، على أن تخضع لأحكام سلطات تلك الجهات ولوائحها بما في ذلك دفع أي رسوم تحدد من قبل تلك الجهات

- يجب توافر صفات خاصة في السائق، منها الأمانة، والاستقامة، والإلمام بالقراءة والكتابة، ومعرفة شوارع المدينة ومعالمها الرئيسية، والمقدرة على قراءة الخرائط، وبتوافر هذه الصفات تصرف له بطاقة سائق من الوزارة.

الدخل الشهري للعاملين بتطبيقات التوصيل:

- المتفرغون للعمل= 4 آلاف – 10 آلاف ريال

- العاملون كعمل إضافي= 2 - 5 آلاف ريال

عدد السعوديين العاملين بتطبيقات التوصيل 600 ألف

عدد سيارات الأجرة الملتحقة بالتطبيقات 100 ألف

العدد المتوقع للسعوديين العاملين بعد تطبيق التوطين الكامل 700 ألف