أشار قانونيون إلى امتداد لائحة المحافظة الذوق العام الصادرة في 9 أبريل 2019 لتطال باصقي الشمة في الشوارع العامة والميادين، وذلك بعد تفشي تلك الظاهرة بشكل واضح ومزعج، حيث يبادر كثير من ماضغي الشمة إلى بصقها في الشوارع أو الميادين بعد الانتهاء من مضغها غير مكترثين بما يخلفونه من تذمر وإيذاء وإزعاج للآخرين، وغبر عابئين بمسؤوليتهم تجاه النظافة في الأماكن العامة.

تعريف الشمة

الشمة هي عبارة عن نبتة تجفف وتطحن، حتى تصير على شكل مسحوق أصفر مائل إلى الخضرة، يحتوي على التبغ المخلوط بمادة بلورية بيضاء، وينتشر استعمالها عن طريق المضغ في بعض البلاد العربية وكذلك في أمريكا والسويد.

وهي تعرف برائحتها النفاذة الكريهة، وتستعمل عبر وضعها في تجويف الفم أو بين الشفة السفلي واللثة بهدف استحلاب المادة الفعالة فيها، وهي النيكوتين، ويساعد على امتصاص هذه المادة من أغشية الفم وجود مادة قلوية ومسحوق وكربونات الصودا المائية، وغالبًا ما تخلف إصابات في الفم، فتغير لون الأغشية المخاطية المبطنة للفم، وتسهم كذلك في إصابات أخطر منها سرطانات الفم.

وتعرف الشمة بأسماء عدة حسب بلدان استخدامها، فتسمى في السودان (السعوط) وتسمى (النشوق، البرنوطي) في سورية والعراق و(التنفيحة أو الكالة) في المغرب والجزائر، و(النَّفَّة) في تونس، وتعد من أنواع المخدر من عائلة التبغيات، وتصنّع عادة من رماد عشبة الرمث وعشبة الورقة (ورقة التبغ)، ويعتقد كثير من الناس أن مضغ التبغ أو تنشقه أكثر أمانًا من تدخينه، ولكن يعادل تناول التبغ غير المدخن معدل 3 - 4 سجائر، حيث يَسمح استعمال التبغ غير المدخن بدخول كمية أكبر من النيكوتين إلى الجسم، وذلك بالمقارنة مع تدخين السجائر.

أحكام اللائحة

تقول المادة الثالثة من لائحة المحافظة على النظام العام «يجب على كل من يكون في مكان عام احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة».

وتضيف المادة السادسة «لا يسمح في الأماكن العامة بأي قول أو فعل فيه إيذاء لمرتاديها، أو إضرار بهم، أو يؤدي إلى إخافتهم أو تعريضهم للخطر».

ويرى قانونيون أن المادة السادسة تطال باصقي الشمة، لأن فعلهم ينطوي على إيذاء مرتادي الأماكن العامة ويضر بهم.

وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية قد أوضحت أن لائحة المحافظة على الذوق العام أشارت إلى أن عقوبة البصق تصل إلى 500 ريال، وفي حالة التكرار تصل العقوبة إلى 1000 ريال.

تحريم

سئل الشيخ ابن الباز رحمه الله عن حكم استعمال الشمة، فقال «جميع أجناس التدخين محرمة، وكلها خبيثة، وكلها ضارة، شمة أو غير شمة، فالواجب على العاقل أن يحذر ذلك، فقد اجتمع في هذا البلاء الضرر الديني والبدني والمالي، فهو من الخبائث المحرمة، وهو مع ذلك ضار ببدن الإنسان وصحته وضار بماله واقتصاده، وضار بدينه لخبثه وتحريمه، فالواجب على من يتعاطى ذلك أن يحذره ولا تجوز فيه التجارة، بل بيعه وشراؤه حرام، وهكذا تهاديه، وهكذا استعماله، فكما أن الخمر محرمة بأنواعها، فهكذا أنواع التدخين لما فيه من المضار الكثيرة والخبث العظيم».

مخالفة التوعية

يقول مدرب التنمية البشرية المهندس محمد آل شريف «بات مضغ الشمة وبصقها في الأماكن العامة والطرقات ظاهرة ملحوظة وسلبية، بالرغم من حملات التوعية التي تطلق هنا وهناك للتحذير منها، فإن اللامبالاة والجهل المعشعش في ذهنيات من يتعاطونها ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة، خصوصًا الطلاب والمراهقين، وهنا يجب أن نركز التوعية بينهم إلى جانب فرض عقوبات صارمة حول من يروّجها بينهم، كون العقوبة الحالية لا تجدي نفعًا».

ويذكر أن محلات وباعة جائلين يبيعون الشمة في الأحياء الشعبية بعيدًا عن أعين الرقابة، وقد شهد بيعها إقبالًا كبيرًا على شرائها، وعلى الأخص بعد رفع سعر السجائر واستخدام هذه المادة بديلاً عنها.

أضرار الاستخدام

يقول أستاذ وعالم أبحاث في المسرطنات فهد الخضيري إن «الشمة (التنباك) الممضوغ مادة مسرطنة تسبب سرطان الفم واللسان والبلعوم، وتحتوي على مادة الأفلاتوكسن المسببة لسرطان الكبد، وتعد من التدخين، ولها نفس الأضرار الصحية، وأهمها سرطان الفم واللسان والكبد، وهو سبب رئيس لسرطان اللثة والفم وللأسف يستخدمه بعض المراهقين هروبًا من اكتشاف رائحة التبغ».

ويضيف «دراسات على التنباك (الشمة والسويكة) أثبتت أنها سبب لأمراض نفسية وعصبية إضافة للقلق والاكتئاب بعد انتهاء مفعولها بساعات، وسرعان ما يدمن عليها الجسم ويطلبها أكثر وأكثر، ناهيك عن التصاقها المباشر بخلايا الفم الطلائية مما يزيد من التقرحات والجروح والالتهابات، والتمباك (التنباك) هو تبغ مطحون مسرطن تضاف له مواد تجعله شديد الفعالية والسمّية كالشب والنكهات، ويحتوي على بيكربونات الصوديوم (الشب) وهي تسبب نخر الأنسجة وحفر وتقرحات للخلايا الطلائية بالفم».

ويذّكر أجرينا أبحاثا على الشمة بمركز أبحاث التخصصي ووجدنا النوع الذي يخلط مع الشب (بيكربونات الصوديوم) وأنه يسبب سرطان فم أسرع وأشد من الشمة العادية والتي هي مسحوق من شجرة التنباك التبغ، ووفقًا لتقرير مترجم لدراسات منشورة لجامعة ASAM في الهند فإن الشمة والسويكة والتنباك مسميات لبودرة التبغ يضاف إليها مواد ضارة جدًا تختلف حسب المصنع وتسبب تلفا عصبيًا وعصبية زائدة تسبب التوتر وتحول المتعاطي إلى عدواني، كما تصيبه أحيانًا بالهلوسة والقلق والخوف من الناس والخوف من الموت.

أضرار استخدام الشمة

مادة مسرطنة تسبب سرطان الفم واللسان والبلعوم

تحتوي على مادة الأفلاتوكسن المسببة لسرطان الكبد

تسبب أمراضا نفسية وعصبية وقلقا واكتئابا

عقوبات البصق

500

ريال في المرة الأولى

1000

ريال عند التكرار