جاء قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بضرب الجماعات المتحالفة مع إيران في سورية، في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية، التي شنت ضد أهداف أمريكية في العراق الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على أفراد من الولايات المتحدة، وقوات التحالف في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.

فالضربة الأمريكية التي استهدفت كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، هي رد مرحب به ومدروس، يوازن بين الحاجة إلى الرد على الهجمات بالوكالة الإيرانية، مع ضمان عدم غرق دول مثل العراق في عنف واسع النطاق، وعدم استقرار يمكن للحلفاء استغلالها لتعزيز نفوذهم.

تأهب واستعداد

وفيما شكل هجوم أربيل أول اختبار لبايدن مع إيران، وهو تصعيد واستفزاز نفذته الميليشيات المتحالفة مع إيران، أسفرت عن مقتل متعاقد مدني وإصابة 9 آخرين.

و شكلت الصواريخ الـ14 التي أطلقها وكلاء إيران، أول هجوم كبير من قبل هذه الجماعات يحدث تحت مراقبة إدارة بايدن.

أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية بأن البنتاجون وضع قواته في العراق، في حالة تأهب قصوى، تحسبا لهجمات انتقامية على خلفية الضربات الأمريكية الأخيرة، التي استهدفت حلفاء ايران في سوريا.

فهي تساعد حكومتي أربيل وبغداد على منع وكلاء إيران من تشويه سمعة سلطتهم، كما تسعى تلك الحكومات إلى تجنب الانجرار إلى صراعات سياسية وعسكرية مع وكلاء إيران - الأمر الذي من شأنه أن يخدم الميليشيات - وبدلاً من ذلك، تحافظ على تركيزها على معالجة الأزمة الاقتصادية.

العمل العسكري

ليس من الضروري أن تحاكي السياسة الأمريكية تجاه إيران، موقف المواجهة الذي تتبناه إدارة ترمب، ولكنها يجب أن تمارس استخدام القوة ضد الجهات، التي تهدد الأفراد الأمريكيين.

ويجب أن يكون الهدف المباشر للعمل العسكري الأمريكي ضد وكلاء إيران، هو حماية أفراد الولايات المتحدة والتحالف المشاركين حاليًا في حملة هزيمة داعش.

ويجب التأكد من أن وكلاء إيران لا يقوضون ويشوهون مصداقية حكومتي أربيل وبغداد.

حيث يعالج رئيسا الوزراء مصطفى الكاظمي ومسرور بارزاني، حاليًا عددًا كبيرًا من الأزمات، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية التي قد تدفع العراق إلى حافة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، لذا فإن شن الجيش الأمريكي لمثل هذه الضربات، يمارس ضغطًا على إيران ووكلائها. وهذا بدوره يخفف من تضاؤل ​​رأس المال السياسي الذي تعاني منه أربيل وبغداد، كما يقلل العمل العسكري الأمريكي من احتمالية رد بغداد أو أربيل باندفاع على هجمات الميليشيات، وهو رد فعل يمكن أن يضعف مكانتهما ويلعب لصالح الميليشيات.