(1)

كنت أكره الشيخوخة، وأصبحت أخافها.. في بلغاريا يقولون: «لا تسأل الشيخ عن المكان الذي يؤلمه، بل عن المكان الذي لا يؤلمه»، حين نُترك على السرير، بجوار أدوية لا حصر لها، نتأمل السقف، نعرف القليل من الزوار، نواجه نظرات الشفقة، لديك قصص لمن التم حولك، ولكن النسيان يأكل أطرافها.. جسد طري، وخبرة صلبة.. كالخوخة تمامًا!

(2)

وما يجعل الشيخوخة بغيضة، أنك ستضطر للطاعة، والانقياد خلف رأي تدرك أنه خطأ، ولكن لا يمكنك الاعتراض، ولو اعترضت.. لا أحد يهتم!

تنضم - مضطرًا- إلى قطيع لطالما لعنته، صوت هزيل، وأسئلة كثيرة، تتأمل الأطفال وجهك لأنك بلا أسنان، وحكايات مكررة يأتي أغلبها غير صالح للنشر!

(3)

الروائي البرتغالي «غوزي ساراماغو» عندما اقترب من التسعين، حيث أوشكت مخاوفه من الكهولة أن تتحقق.. قال: «لا الشباب يعرف ما يستطيع، ولا الشيخوخة تستطيع ما تعرف».. لكنه مات في الـ87 من العمر!

(4)

وفي عيد ميلاد نجيب محفوظ الـ93 قالوا له: عقبال المائة عام!، فصرخ: لييييييه؟!

وحين سُئل عن جملة قديمة له حين قال: في مصر عشنا وشفنا العجب، فما قوله الآن؟!، قال: «مش قادر أشوف العجب!».

(5)

الشيخوخة بالنسبة للشباب في فقدان الشغف، وانعدام الرغبة، وتقبيل أولاد العائلة لرأسك!

هي للرجل اقتراب الموت، وللمرأة الموت بعينه!

والعجز أذى!

ثم أن هذه التجاعيد، مهما «تجيء عيد»، فهي تقول لك: كم كانت تلك المعارك تافهة!