«الرجل طفل كبير.. اهتمي به..راعيه.. ولا تتمسكي برأيك.. قدمي له التنازلات.. لا تجادليه.. أغرقيه بوابل المشاعر.. قدمي له كل شيء دون أن يطلب فأنت المرأة».

نصائح يقدمها رجال وسيدات للمقبلات على الزواج، أو المتزوجة حديثا وتعاني من بعض العقبات. تتخبط المرأة في بعض الأحيان، فلا تعلم ما لها وما عليها، فتجدها تقوم بأبسط الأعمال التي يفترض على الزوج القيام بها لنفسه، والتي قد تصل إلى حد العناية بنظافته الشخصية، وكل هذا بسبب النصيحة التي تقول (أنت مسؤولة عنه فهو كالطفل الكبير).

ليس طفلاً

ترى المعالجة الأسرية الدكتورة رنا باناجة أنه لا يمكن التعامل مع أي من أطراف العلاقة الزوجية على أنه «طفل»، فالطرفان بالغان راشدان، والمطلوب منهما تجاه بعضهما هو الاحترام والتفاهم والحوار لبناء علاقة زوجية صحيّة.

وعن كيفية التعامل مع أحد الأطراف في حال بدر منه تصرف أو سلوك غير مقبول، أو سلوك قد يسبب حرجا في الحديث عنه، أشارت إلى أنه «من أساسيات نجاح العلاقات الحوار، وكذلك وضع الطرف نفسه مكان الطرف الآخر (المُواجدة) وتقبله، واللُطف فيما بين الزوجين».

وتؤكد أن «العمل على إنجاح العلاقة الزوجية هو مسؤولية الطرفين، وليس مسؤولية المرأة فقط، ومع ذلك تدخل المرأة في بعض العلاقات الزوجية وهي مُلقّنة لمفاهيم مجتمعية خاطئة تخص هذه العلاقة، منها أنها المسؤولة عن الرجل مسؤولية كاملة حتى فيما يتعلق بأموره الشخصية، وينبغي عليها مراعاته وكأنه طفل عنيد، وهذا غير صحيح فالطرفان لديهما مسؤوليات اتجاه نفسيهما، واتجاه بعضهما، واتجاه العلاقة».

ووضحت «العطاء باعتدال ينبغي أن يكون من الطرفين، فهو مهم حتى لا يتحول لأمر مرهق على الشخص الذي يبذل دائما».

على النقيض

أشارت باناجة إلى وجود معتقدات فكرية متبناة حديثا من قِبَل بعض الزوجات وهي الأنانية المفرطة واعتناق مذهب (أنا ومن بعدي الطوفان)، فلا يهمها سوى الاعتناء بنفسيتها وما يريحها وتحقيق ذاتها دون الالتفات لحاجات العلاقة الزوجية والأسرية من الزوج و/أو الأبناء، وهذا يسبب مشاكل في الزواج، فالتطرّف سواء في الحالة الأولى التي أشرنا إليها - العطاء بلا حدود - أو في هذه الحالة الثانية - التصرف بأنانية ـ في الأغلب يؤدي إلى خلل في العلاقة الزوجية والأسرية بشكل عام، والمطلوب هنا هو الموازنة ما بين حاجات الطرفين الشخصية، وما بين حاجات العلاقة فيما بينهما.

مفتاح الشخص

يوضح المستشار الأسري محمد سالم الحربي أن «النصيحة الناجحة مع شخص ليس بالضرورة أن تكون ناجحة مع كل الأشخاص».

وحول مسألة تطبيق بعض الزوجات أو الأزواج لكل ما يسمعونه من نصائح في العلاقة، والتي قد لا تجدي نفعا في بعض الأحيان، قال «يوجد ما يسمى بـ«الفردية»، وبالتالي فلكل شخص مفتاح وطريقة، وتعميم النصائح أمر خاطئ».

وتابع «في هذه المسألة تحديدا، وعند تقديم النصيحة للزوجين ينبغي دراسة شخصية الأطراف وحالاتهما النفسية وغير ذلك».

وأكد أن أكثر ما يسبب زعزعة العلاقة ويؤدي أحيانا إلى الانفصال هي مسألة «المقارنة» في العلاقة سواء المقارنة بحياة المشاهير أو الأقرباء ونحوه، ولذلك لا ينبغي سماع النصيحة إلا من مختصين حتى لا تؤدي النصيحة إلى نتائج عكسية».

وحول مسألة الدلال بين الزوجين وطرقه، وبالتالي تعامل الزوجة مع الزوج على أنه طفل كبير، أوضح أن «هذه المسألة خاضعة لرغبة الطرفين، وللأمور التي يتفقان عليها، ولكن الحاجة الأساسية التي ينبغي أن يشعر بها الزوج هي حاجة الاحترام والتقدير».

نصائح تقليدية تقدم للزوجات

- الرجل طفل كبير

- اهتمي به

- راعيه

- لا تتمسكي برأيك بمواجهته

- قدمي له التنازلات

- لا تجادليه

- أغرقيه بوابل المشاعر

- قدمي له كل شيء دون أن يطلب

نصائح مختصين

-العلاقة مسؤولية الطرفين

-طرفا الزواج بالغان راشدان

-العطاء بلا حدود والأنانية المفرطة كلاهما يسيء للعلاقة

-النصيحة لا تقدم عامة بل لكل فرد حسب شخصيته