على امتداد يصل إلى نحو 1.8 كلم بين دواري العشة والفانوس في محافظة أبو عريش التابعة لمنطقة جازان، قدم شباب وشابات المحافظة نموذجا للتحول العملي، وترك انتظار حلم الوصول إلى وظيفة بعد التخرج من الجامعة جانبا، وبدأوا جملة من المشاريع الصغيرة المتنوعة، واقتحموا مجال العمل باحترافية ومهنية، وبدأوا تنفيذ مشاريع صغيرة وبسيطة نما كثير منها في بيئة تشهد تنافسية شريفة، تعرض فيها المنتجات بطريقة جاذبة، وتحقق لأصحابها إيرادات جيدة.

شارع للريادة

في الشارع الرئيس الممتد بين الدوارين، وفي الشوارع الجانبية الملاصقة، لجأت مجموعات شبابية أو نسائية إلى استئجار محال مختلفة، وخصص عدد منها لبيع الأطعمة المختلفة المعد بعضها منزليا، وبيعها بأسعار مختلفة، فيما تخصص بعضها الآخر كأكشاك للوجبات السريعة، ومطاعم، ومحلات بيع الألعاب، والتحف والهدايا، والإكسسوارات، والعطور، والورود، والعصيرات السريعة.

وعززت تلك المحلات، وتوسع الأسواق، وحتى المنازل التي يتم إعداد المنتجات فيها من توفير فرص عمل مختلفة للباحثات عنها.

إدارة أعمال

يؤكد هادي عروي لـ«الوطن»، أنه يدير عددا من المطاعم، وأنه بدأ العمل في هذا المجال منذ نحو 10 سنوات، ويشير بثقة إلى أنه حقق نجاحا كبيرا، وقال «تخرجت في الثانوية، واكتسبت مهنة التجارة من الوالد، وتأثرت بها، وعملي في إدارة المطاعم يحقق لي دخلا كبيرا، كفاني هم معاناة البحث عن الوظيفة وقد نسيتها إلى الأبد لأنني لم أعد أحتاجها، فأعمالي توفر لي كل متطلباتي وأسرتي».

وأضاف «والدتي هي داعمي الأكبر، وهي تحضر مناسبات افتتاح المطاعم، وأنه يحرص على توفير فرص وظيفية للعاطلين، وتدريبهم، وصقل وتنمية مهاراتهم، والحرص على التواجد يوميا للالتقاء بالزبائن، والاستماع إليهم، وتوفير متطلباتهم».

صناعة العطور

أوضحت صالحة محمد لـ«الوطن» أنها حولت منزلها إلى معمل لصناعة العطور وتركيبها، وبيعها، مشيرة إلى أن الإقبال والطلبيات كبيرة، وأن دخلها الشهري يتجاوز الـ4 آلاف ريال، معبرة عن سعادتها بفرض اسمها في سوق العمل، وتحقيق دخل معقول يجنبها هموم البطالة، مبدية اعتزازها بعملها واعتمادها على نفسها لتوفير متطلبات حياتها اليومية.

افتتاح محل

قالت لين عبدالله، إنها افتتحت محلا تقدم فيه أكلات ووجبات مختلفة، بمساعدة صديقاتها، مشيرة إلى أن المحل يشهد إقبالا كبيرا من قبل المتسوقين الذين يبدون حرصا متزايدا على شراء منتجاته المعدة في المنزل، والتي تحظى باهتمام كبير، مؤكدة أن العمل حقق لها مداخيل ثابتة وجنبها متاعب انتظار الوظيفة الذي طال لأكثر من 7 سنوات.

تجربة ناجحة

أشارت سمية جنيد إلى أنها رفضت الاستسلام، بعد عدم توفيقها في الحصول على وظيفة منذ تخرجها قبل 12 عاما في جامعة جازان، وأنها اقتحمت مجال العمل باحترافية ومهنية، بعدما اهتدت إلى فكرة تضمن لها تحسين دخلها، حيث بادرت إلى إعداد المأكولات الشعبية داخل منزلها، وبيعها بمساعدة بعض الصديقات، مضيفة أن تجربتها نجحت بشكل كبير، وحظيت الأكلات بالإقبال، مبينة أن دخلها يوميا يتراوح بين 300 إلى 400 ريال، مطالبة الجهات المختصة بدعمها ومثيلاتها، ومساعدتهن على النجاح.

مشروع مواكب

نفذت ثانوية موسى بن نصير في مكتب تعليم أبو عريش مشروعا أطلقت عليه اسم «بادر»، وهو يقدم حزمة من البرامج التدريبية لإكساب الطلاب عدداً من المهارات التي تؤهلهم لدخول سوق العمل.

وبين مشرف المشروع منذر الرفاعي لـ«الوطن»، أن المشروع، ضمن تحقيق مهارات إيجابية لعدد كبير من طلاب المدارس، وأعانهم على دخول سوق العمل، حيث مارس كثير منهم صناعة القهوة، والأفلام، والبيع في المحلات، وصيانة الجوالات، وقال «حرصنا على متابعة الراغبين بدخول سوق العمل، وعملنا على تشجيعهم، وغرس حب العمل في نفوسهم، مع تنمية مواهبهم، وتشجيعهم للاستمرار على العمل»، مؤكدا أن المشروع الذي تم تنفيذه يواكب رؤية 2030، وحقق أهدافا عدة منها تخريج جيل نافع للوطن والمجتمع، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، وإكساب الطلاب المهارات الحياتية، وتأهيلهم لسوق العمل.

من مكتسبات عمل الشباب:

تجنب انتظار الحصول على وظيفة

تقليل نسبة البطالة

تأمين إيرادات ومداخيل تلبي احتياجاتهم

تحقق لهم الاعتماد على الذات

تعزز سلوكياتهم الإيجابية

تكسبهم مهارات حياتية