في الولايات المتحدة الأمريكية يعد مجال التجارة الإلكترونية أحد المجالات التي تتورط الشركات العملاقة فيها بين الفينة والأخرى في مساءلات قانونية، وتحديداً المساءلات القانونية التي تتعلق بالنشر في تقاريرها، ما من شأنه أن يؤثر على قرارات المستثمرين بالبيع أو الشراء، وتشير الإحصائيات إلى أنه ومنذ عام 1990 تم النظر في آلاف القضايا في هذا الشأن.

التنبؤ بنتيجة القضايا المنظورة في المحكمة يعد ضرباً من الخيال، رغم ذلك ما زال كثيرون يحاولون الوصول لطريقة، يمكن من خلالها معرفة ما ستؤول إليه الأمور حين يتم انتظار حكم في قضية معينة.

التقارير ربع السنوية أو السنوية التي تصدرها شركات التجارة الإلكترونية، تسهم بشكل مباشر في مبيعات هذه الشركات، هذا التأثير يشمل العملاء الذين يتسوقون من هذه المواقع الإلكترونية، أو حتى المستثمرين الذين يمتلكون حصصا في هذه الشركات على حد سواء.

الدكتورة ستيسي تايلور «Stacey Taylor» وبالتعاون مع البروفيسور فلادو كيسيلج «Vlado Keselj» بجامعة دالهوسي «Dalhousie University» الكندية نشرا في بحث لهما أن هناك احتمالية ليست بالبسيطة في مجال التنبؤ بمخرجات القضايا المتعلقة بشركات التجارة الإلكترونية، وتحديداً قضايا التقارير التي من شأنها التأثير على قرارات المستثمرين، حيث وجدوا أنه بالإمكان استخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي لتحديد «نبرة» هذه التقارير، ومن ثم تحديد ما إذا كان أسلوب كتابة هذه التقارير المالية يحتمل أن يكون له أثر على قرارات المستثمرين، ومن ثم يتم التنبؤ بالحكم المتوقع في مثل هذه القضايا.

على سبيل المثال من الممكن أن تقوم شركة تجارة إلكترونية، باستخدام عبارات من شأنها أن تضخم إنجازاتها، ولكن مع مرور الأيام يتضح من أرقام تلك الشركة، أنها لم تحقق كثيرا، إذا كانت هذه التقارير سبباً في خسارة أحد المستثمرين، فإنه في الغالب إذا رفع المتضرر قضية للنظر في خسارته المالية، سيتمكن من كسب قضيته، وعلى هذا الأساس تم بناء خوارزمية الدكتورة ستيسي، وقد تمكنت هذه الخوارزمية من النجاح بنسبة تجاوزت 80 %.

يذكر أن القضايا التي أمكن التنبؤ بنتيجتها، تمت تسويتها في السابق بإجمالي يفوق 1.6 تريليون دولار أمريكي، وذلك بعد أن تم اختبار هذه الخوارزمية على قضايا رفعت على 96 شركة تجارة إلكترونية أمريكية. فلو توافرت هذه الخوارزمية لشركة ما قبل إصدار تقاريرها، لكان بالإمكان أن تعلم هذه الشركة إن كانت «نبرة» التقرير الذي ستصدره قد توقعها في مشاكل مع المستثمرين لاحقاً.