في الوقت الذي حدد فيه الطب الحديث أسباب عدد من الظواهر الجسدية، التي تتكرر لدى كثيرين، مثل رفة العين، أو طنين الأذن، أو رعشة الجسم، وحصرها في بعض الأمراض مثل الشد العضلي، أو الإجهاد، أو الإرهاق، بقيت الخرافات الشعبية محتفظة بتفسيرات مغايرة لهذه الظواهر الجسدية، متمسكة بقوة انتشارها، حيث شخّصتها بمدلولات ميثولوجية، على أنها بشارة وسعادة، أو نذير شؤم، وظل كثيرون يتعايشون مع هذه التفسيرات ويقبلون بها بتلك المدلولات.

الأكثر انتشاراً

لا يتنبه كثيرون في مجتمعاتنا إلى أنهم يتمسكون بالخرافة أو يمارسونها بقبول، ويصورون الأمر على أنه مجرد موروث شعبي انتشر وانتقل عبر الأجيال، واستحال واقعا يتعايشون معه، تبعاً لتجارب عاشوها، وما زالت تتكرر معهم، فمثلاً رفيف العين والذي يعد الخرافة الأكثر انتشاراً في مجتمعنا، وعلى الرغم من معرفة كثيرين أنه انعكاس جسدي بسبب الإرهاق أو الإجهاد، إلا أنهم ما زالوا يصرون على أن رفيف الجفن العلوي للعين اليمنى أعلى الجفن هو إشارة لرؤية شخص غائب، أو اقتراب بشرى خير في أمر منتظر أو غير متوقع، فيما يدل رفيف إحدى العينين أسفل الجفن على سماع خبر غير سار.

ومن الخرافات المنتشرة بكثرة أيضا أعراض الكحة المفاجأة، التي فسرها علماء الطب بأنها الإصابة بأحد الفيروسات أو البكتيريا، أو الانسداد الرئوي والارتجاع المعدي المريئي، إلا أن الخرافة المنتشرة تعده دلالة على اغتياب الشخص من شخص آخر في ذات اللحظة.

تأثر بالجدة

تقول مها العمراني لـ«الوطن» ـ وهي فتاة عايشت كثيرا وعبر سنوات عدة خرافات مماثلة ـ إنها عاشت في كنف جدتها في إحدى القرى، وتواصل «تأثرت بجدتي التي كانت تفسر ما يحدث من خلال مدلولات الجسد أو الطقس، وفي كل مرة ينجح تفسيرها، مما جعلها تصدق وتؤمن بتلك الأشياء، حتى بات الأمر مزعجاً لمن حولها، وذلك من خلال إعادة أي حدث وتفسيره بمدلول مسبق، حتى أصبح عدد من الأشخاص يطلقون عليها لقب «المتشائمة»، وهو ما تسبب لها فى الإحساس بالعزلة، وجعلها تحاول كبت نفسها ومنع إظهار مشاعرها».

جزء من القناعة

يرى الباحث الاجتماعي منصور الساعدي أن عددا من الشعوب ما زال يعيش ويصدق خرافات بعينها، وقال لـ«الوطن» «حتى وقتنا الراهن ما زال هناك كثير من فئات المجتمع التى تصدق خرافات محددة كنوع من التفاؤل والحاجة للبهجة، وهذا ما نسمعه من جداتنا أو أمهاتنا رغم تديّنهن وإيماننم العميق، إلا أن التعايش مع تلك الخرافات منذ وقت طويل جعلها جزءا من قناعاتهن ومعتقداتهن تجاه الحياة، وحتى لو لم يصدقنها فإنها تبقى حاضرة بشكل دائم في أحاديثهن اليومية عن الشعور بدنو رؤية غائب، أو خبر وظيفة، أو الحمل لقريب، أو الحصول على مبلغ مالي».

مجرد تخيلات

يفسر الساعدي الخرافة بأنها «الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات، دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة».

وأضاف «ترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث إنها عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال، أي هي تعني أي معتقد غير عقلاني أو ممارسة لا عقلانية يقوم بها الأشخاص، وتنقسم إلى أنواع، فمنها الخرافة المرتبطة بالدين، ومنها الثقافية، ومنها الاجتماعية، وذلك حسب منظور واعتقادات الناس الواهية التي كانت منتشرة قديماً، والتي تتنوع حسب خيالاتهم، وحسب الأحداث التي كانت تقع في زمنهم.

وقد وجد علماء النفس أن المؤمنين بالخرافة يفترضون أن هناك اتصالا بين أحداث غير مترابطة تحدث بشكل متزامن، تجلب لهم الحظ، أو تحميهم من الحظ السيئ. وبالنسبة لكثير من الناس، فإن الانخراط في سلوكيات خرافية، يوفر حسا من السيطرة ويقلل من القلق، وهذا هو السبب في أن مستويات الخرافة تزداد في أوقات التوتر والقلق».

لكل زمن خرافاته

يشير المدون في العلوم التاريخية والإنسانية محمد المعلم إلى أن «الخرافة تعد حكاية رمزية أو حكايات شعبية بين النّاس، أو قصص يرويها كبار السّن لأحفادهم، وهي تنتشر لدى مختلف الدول والحضارات، ولم يكن لها زمن تاريخيّ محدد، بل عُرِفت على مدى العصور والقرون، وانتقلت من جيلٍ إلى جيل، وتداولها الناس فيما بينهم حتى وصلت إلينا، لذلك هي ليست محددة بزمنٍ معيّن، فقد كان لكل زمن خرافاته التي تداولها الناس بين بعضهم بعضا، أي أنّها منذ آلاف السنين ولا يزال منها ما هو حيّ إلى الآن لم يمت عبر السنين».

وأضاف «آمنت الشعوب على مدى العصور بخرافات مختلفة وحكايات عجيبة، كانوا يفسرون عبرها الظواهر الطبيعية والخوارق بمفهومهم، مما وّلد عددا غير محدود من الخرافات، أما الخرافات في الوطن العربي فقد تعددت على مدى العصور، واعتقد أهلها أنها صواب وتناقلتها الألسن، وهي تختلف من بلد عربي إلى آخر لكنها تبقى حاملة ذلك المضمون الغريب للخرافات».

اهتمام بالتنجيم

لا يجمع كثيرون على تعريف شامل محدد للخرافة، لكن أحد التعريفات التي يمكن أن تحقق توافقا بين كثيرين بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية والاجتماعية والدينية، يقول إنها «التخوف الاعتباطي من بعض العناصر، وافتعال علاقة بين ظواهر وأخرى لا تحظى بتأييد العلم والعقل، ولا حتى الدين».

وتحضر الخرافة في جميع البلدان، بما فيها الدول المتقدمة صناعيا وتلك المصنفة كدول متخلفة أو من دول العالم الثالث، بما فيها أوروبا وأمريكا، وكثيرا ما تداخلت مع التنجيم، أو اعتبرتا معنى واحدا، وليس أدل على انتشارها من القول إنه كان في بريطانيا نهاية القرن الماضي نحو ألفي منجم يعملون احترافيا بالتنجيم ويتقاضون مبالغ ضخمة، واكتسب بعضهم شهرة كبيرة جعلته نجما في وسائل الإعلام بما فيها التليفزيون.

وفي ستينيات القرن الماضي خصصت أكثر من 1000 صحيفة أمريكية مساحات للتنجيم، ونشرت إحدى دور النشر البريطانية 750 ألف نسخة من كتاب تنجيم في طبعته الأولى.

الأخطاء والمصدر

يرى كثيرون أن الخرافة لها مصادر عدة، فقد رأى عالم الإثنوغرافية السير إدوارد تايلور أن «جذور الخرافة تنتمي إلى نوع من النقص والتخلف الفكري»، فيما يرى هيجل أن الخرافة حاجة طبيعية لمحاولة تفسير كثير من الحوادث الطبيعية، مثل الزلزال والكسوف والخسوف، وهي الحوادث المثيرة للرعب والفزع في قلوب الناس.

ولعب عدم فهم الناس بشكل صحيح للظواهر وعدم قدرتهم على ربطها بعلتها في انتشار الخرافات التي بقيت عبارة عن تفسيرات واهمة عن بعض الظواهر التي لم تتم دراستها بشكل جيد.

عنصر من الثقافة

يسهم انتشار الخرافة مجتمعيا وتأثيرها على سلوك الأفراد في جعلها عنصرا من عناصر ثقافة المجتمعات، ويبدو البعض مغرما بتقديم تفسيرات سطحية للظواهر، وقد يفعل بدل أن يبحث عن العلة الحقيقية التي قادت لحدث ما، وقد ورد في القرآن الكريم أن الجهل والتقليد الأعمى وعدم التفكر واتباع الهوى من العوامل المباشرة في خلق الخرافات.

ولعل دعوة الأنبياء إلى العلم ونبذ الخرافة يؤكد على انتشارها، وعلى مواجهتهم صعوبة في تخليص مجتمعاتهم منها، حيث كانوا يقابلون بالرد «نتبع ما ألفينا عليه آباءنا».

تعريف الخرافة

«التخوف الاعتباطي من بعض العناصر، وافتعال علاقة بين ظواهر وأخرى لا تحظى بتأييد العلم والعقل، ولا حتى الدين».

خصائص أساسية للخرافة

تطلق على شيء لا يمتلك تفسيراً عقلانياً لنفسه

تقيم علاقة العلة والمعلول بين أمرين لا صلة بينهما أساساً

خرافات أمريكية

في يوم زفافها شنقت فتاة نفسها وهي تصرخ.. السكان في بنسلفانيا يؤكدون رؤية الفتاة الميتة كل فترة في نفس المنطقة التي انتحرت فيها.

توفيت ليليان جراي عام 1950 عن عمر 77 سنة، يقولون إن مقبرتها تشهد حوادث غريبة لدرجة أنها تخرج بنفسها من القبر في الليل.

شهد طريق باترسون في ولاية «تكساس» معركة دامية في فترة الحرب الأهلية، يقال إن الذهاب إلى الطريق في منتصف الليل وركن السيارة وإطفاء الأنوار سيجعلك تستمع إلى أصوات غريبة وترى ضبابا يلتف حول السيارة تلميحاً للأشباح الموجودة.

فقد طفل والده في حريق منزله، وقام بالهرب إلى الغابة، ومنذ ذلك الحين يقال إنه يخرج على المارة من حين لآخر وهو مشتعل بالنيران، ويقوم بحرق كل من يصادفه.

خرافات يابانية

قتل زوج زوجته وشق فمها من الأذن للأذن.. يقال إن الزوجة تخرج الآن بكمامة وتسأل الأطفال الوحيدين في الشارع هل أنا جميلة فإن أجابوا لا قتلتهم، وإن قالوا نعم أزالت الكمامة وسألتهم من جديد، فإن قالوا لا قطعتهم نصفين، وإن قالوا نعم شقت أفواههم مثلها.

خلال تصفح الإنترنت تظهر لك غرفة حمراء، تسأل هل تحب الغرفة الحمراء، يقولون إن ضغطت لإغلاقها تعود ثانية وتسألك بالصوت، فإن أغلقتها ثانية تظهر لك قائمة، سيكون اسمك بينها، وسيكون هذا آخر ما تراه.

خرافات مصرية

أمنا الغولة، تستخدم لإخافة الصغار، وتحكي عن امرأة شريرة جدا ومخيفة تظهر لتأكل الأطفال الصغار، حيث كانت جميلة وتزوجت من الشاطر حسن لكنها لم تنجب، فنقمت على الأطفال.

أبو رجل مسلوخة، يظهر لك إن فتحت الباب ليلا ولا يوجد أحد غيرك بالمنزل، وهو رجل بساق واحدة مشوهة، شكله مرعب، خطف الأولاد الأشقياء الذين يسهرون بالليل بمفردهم ولا يسمعون كلام أمهاتهم.

صاحب العيون الزجاجية، وهو جني مخيف له عيون من الزجاج، يخيف الأطفال الأشقياء ويخرج من أسفل الفراش، ومن أسفل قدم الطفل يسحب الأطفال إلى العالم السفلي تحت الأرض ولا يرون أمهاتهم من جديد.

النداهة، جنية في صورة امرأة جميلة جدا تغري الرجال بصوتها الساحر، فيسيرون وراءها حتى يختفون تماما وبعدها يجدون جثثهم غارقة في الترع والمصارف.

القطة السوداء، يعتقد أنها نذير شؤم وفأل شر ونحس، وسبب للخوف والفزع الشديد، ويرجع ذلك إلى أنه قديما اعتمد السحرة والمشعوذين على جماجم القطط السوداء في عمل تعويذاتهم السحرية، فقاموا بقتل الكثير من القطط السوداء ويعتقد الجميع أن أرواحها عادت لتنتقم من الجميع.

خرافات

يكره بناء المنزل الجديد إذا كسرت فأس البنّاء.

المرأة التي تكثر من أكل الشيكولاته ستنجب فتاة.

انتفاخ وجه الأم وبروز البطن أثناء الحمل وارتفاعه من علامات الحمل بصبية.

أكل المرأة الحامل للموالح واللحوم وكان البطن منخفضا وصغيرا فيكون الطفل ذكرا.

الخرزة الزرقاء تمنع الحسد والتشاؤم.

رفة العين الشمال تنذر بالمتاعب والأحداث غير السارة.

الحكة والهرش في باطن اليد اليمنى تعني الرزق.

الهرش في الحاجب يعني زيارة ضيف لك عن قريب.

الضحك الكثير يتبعه وقوع المصائب.

التبسم للقمر يهدينا أحلاما جميلة.

النمش من تراب الجنة نثر على الوجه.

النيازك دموع النجوم.

إذا ذكرت شخصا 30 مرة يأتيك في المنام.

إذا آلمك قلبك فجأة فهذا يعني حدوث شيء سيئ لشخص تحبه.

يدك الباردة تدل على أن أحدا ما يشتاق إليك.

الحازوقة إشارة إلى أن أحدهم يفكر بك.