أثارت تصريحات أطلقها رئيس هيئة المساحة والجيولوجيا سابقا، الدكتور زهير نواب، وتعلقت بخطورة حجر الجرانيت المستخدم في المنازل، وأنه يفرز غازا يسبب مخاطر ومضار كبيرة، مخاوف شديدة، امتدت حتى طالت الأواني الجرانيتية المستخدمة في المطابخ، وأثارت لغطا كبيرا حول سلامتها وصحة الطبخ فيها.

وكان نواب كشف لـ«الوطن» مخاطر حجر الجرانيت داخل المنزل، وقال «حجر الجرانيت يفرز غازا يسمى غاز «الرادون» يتحلل، وفي حال تجمعه فإنه يسبب أخطارا ومضار كبيرة».

واستطرد «كان لدي حجر جرانيت داخل حديقة المنزل احتفظ به لجمال شكله ومقاومته للأحماض والخدش، وحرصت على وضعه في مكان مفتوح لأنه عندما يصله الهواء ويدخل إليه فلا مضار منه نهائيا».

وأضاف «سبق وتعاونت مع جهة حكومية عملت على مدى قياس الإشعاع الذي ينبعث من هذه النوع، مما دفعهم لتركيبه بالخارج بدلا من المناطق الداخلية».

مراقبة

حول مخاطر استخدام الجرانيت في أواني الطبخ المنزلية، أكدت وزارة التجارة لـ«الوطن» أنها تختص بالرقابة على المنشآت التجارية، والتأكد من التزامها بأنظمة حماية المستهلك، والتي تشمل نظام مكافحة الغش التجاري ونظام العلامات التجارية، ونظام البيانات التجارية، وتقوم بجولات رقابية دورية على المنشآت التجارية في جميع مناطق المملكة، للتحقق من التزام هذه المنشآت بالأنظمة.

وأضافت «هناك تنسيق وتعاون مستمرين بين الوزارة والجهات الحكومية ذات العلاقة، ومنها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والهيئة العامة للجمارك، تتوحد من خلالها الجهود الحكومية لمتابعة السلع والمنتجات، وذلك لمنع دخول أي سلع مقلدة أو مغشوشة أو تشكل خطراً على سلامة المستهلك».

لا يدركون المخاطر

كشفت جولة ميدانية أجرتها «الوطن» على محلات بيع حجر الجرانيت والسيراميك، أن معظم البائعين والعاملين في هذا المجال، ليست لديهم أي فكرة عن أضرار مترتبة على استخدام حجر الجرانيت، مشيرين إلى أنه يباع لاستخدامه في الفلل والقصور والشقق السكنية، وأن له أنواعا كثيرة منها الهندي والصيني والسعودي، ويختلف سعرها حسب النوع.

من جانبهم، أوضح عدد من البائعين أن أواني الطبخ المصنوعة من الجرانيت تشهد إقبالا كبيرا على اقتنائها، وعلى الأخص في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تفضلها السيدات عن غيرها من الأواني لعدة أسباب، فلها تركيبة صلبة وقوية متصلة بمقابض سهلة الاستخدام ومصنوعة من الباكليت عالي الجودة، ومتاحة بشكلين، المقبض المائل أو المقبض القصير، ولها ميزة في توزيع الحرارة بالتساوي، كما تمتاز بحفظ المذاق لأنها مصنوعة من مادة موصلة للحرارة.

كما أكد آخرون أن الأسباب التي دفعت السيدات للاعتماد على أواني الجرانيت في الطبخ، هي أنها عديمة الالتصاق، وسهلة التنظف يدويا، وتعمر لفترة طويلة دون أن يحدث فيها أي تغير أو خدش، وتتراوح أشكالها بين 250 و500 ريال، حسب أشكالها وتصميمها وعدد قطع الطقم منها.

خلط بين الأواني والصخور

يشير مختصون إلى أن ثمة خلطا بين ما يسمى بالأواني الجرانيتية والصخور الجرانيتية، ويقولون أن الأواني مصنوعة من الألومنيوم، ومغطاة بطبقة من البوليمرات «وهي مادة جزيئاتها كبيرة ومتعددة»، وكلما كانت خامة البوليمرات أفضل يبقى ثباتها الحراري أفضل، والتصاقها بالألومنيوم أشد.

ويوضحون أن أواني الجرانيت استمدت اسمها لأن شكلها «المنقوش» مأخوذ من شكل الجرانيت، لكن لا علاقة لها بالصخور الجرانيتية، وبالتالي ليست لها المخاطر التي تنجم عن صخور الجرانيت، المستخدمة في الحمامات والتي تفرز غازا مشعا له عدة مخاطر.

أنواع من الحجر المشع

يفسر أحد أهم رجال التعدين في منطقة نجران والمملكة، أحد أكبر المصدرين للرخام والجرانيت داخل وخارج المملكة، صالح سالم آل حيدر، حديث المخاطر ويقول «قد يكون هناك نوع من أنواع الحجر مشع، وهو الذي تكثر به بلورات الأورثو كليز، وقد يتجمع به غاز الرادون بنسبة ضئيلة جدا، وخطورته أن يستخدم فـي الأماكن المغلقة وتحت درجة حرارة عالية، وهذا النوع يقال إنه يتواجد في بريطانيا وأسكتلندا تقريباً، حتى أن هناك نوعا من أنواع الخشب قد يوجد فيه هذا الغاز، ولكن بنسبة ضئيلة جدا ولا خطورة منه، أما الجرانيت السعودي فهو صخور نارية، ولا يمكن أن يمتص غاز الرادون، وأكبر دليل على ذلك أن الإنسان عاش وما زال منذ مئات السنين بين الجبال وداخلها، ويسكن داخل بيوت مبنية من حجر الجرانيت كاملة، ولم نسمع عن خطورة هذا الغاز».

ويضيف «علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنه قد يكون الحديث عن المخاطر هو شائعات صادرة عن بعض الشركات، التي تعثرت صادراتها بسبب نمو وتطور صناعاتنا الوطنية».

ويكمل «يأتي غاز الرادون من خلال تحلل بعض المواد الطبيعية المشعة مثل اليورانيوم والتوريوم، في التربة والصخور، كجزء من عمليات التحلل الإشعاعي ينتج عنها غاز الرادون، ويتسرب الرادون من خلال التربة إلى السطح، وربما يدخل المنازل والمدارس والمباني ومناطق العمل، من خلال الشقوق والثقوب في القواعد، وربما في بعض الحالات من خلال آبار المياه ومن مواد البناء المختلفة، وأي مبنى قد يوجد فيه الرادون سواء جديدا أو قديما، تقوم الدول المتقدمة بنشر خرائط للمناطق المأهولة، تحدد مواقع الإشعاعات الطبيعية بما في ذلك غاز الرادون، وتتوافر في الأسواق العالمية أجهزة يدوية تستخدم بشكل شخصي لقياس مستوى غاز الرادون في المنازل».

ويكمل «المستوى الآمن لغاز الرادون أقل من 2 بي سي اي لكل ليتر من الهواء في الأماكن المغلقة، ويمكن تقليل مستواه بزيادة مستوى التهوية في أقبية المنازل والأدوار السفلية من المباني من خلال تحسين مستوى التهوية الطبيعية».