قدمت السعودية مبادرة وقف إطلاق النار، لإنهاء الأزمة في اليمن وتحقيق السلام والاستقرار فيها، بعد سنوات الصراع المريرة بين جيش الشرعية الوطني وميليشيا الحوثي الإيرانية، سنوات سوداء ليس من السهل أن ينساها الشعب اليمني المنكوب بالفقر والفاقة والجهل والمرض ولعنة الأيديولوجيا الطائفية الحوثية.

السعودية رمز السلام تقدم مبادرتها لإنهاء الأزمة، لإدراكها بأنه لا مخرج لليمن من محنته سوى بالانخراط في عملية مصالحة بين الفرقاء داخل المشهد اليمني السياسي، ولقربها ومعرفتها بالمعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب اليمني منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وعلى مؤسسات الجمهورية.

دون أدنى عجب واستغراب، لقيت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من دول العالم ومعظم المنظمات الأممية والعربية.. دولة الشرعية اليمنية، ومنظمة دول مجلس التعاون والجامعة العربية والأمم المتحدة وأمريكا، وغيرهم رحبوا بهذه المبادرة، إلا ميليشيا الحوثي الإرهابية كان لها موقف مختلف من المبادرة!!

المتأمل للواقع اليمني لا يستغرب أو يتعجب من موقف ميليشيا الحوثي من المبادرة، لأنه يعلم يقينا أن القرار ليس بيد تلك الجماعة، وأنهم ليسوا إلا حطبا لمحرقة الأطماع الإيرانية!! ويعرف أن تلك الجماعة صنعت لتعيش على الأزمات، ولا شيء غير الأزمات، مثلها مثل الجماعات الإيرانية كافة في العراق ولبنان وسورية، فجميعها ميليشيات طفيلية لا تنمو وتتمدد إلا على حساب الأوطان والشعوب.. المبادرة السعودية فرصة حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار، ولأن ميليشيا الحوثي تعاني من فوبيا السلام، ستظل تعمل من أجل إفشال المبادرة، وتلك وظيفتها القذرة، منذ نشأت وبلي بها اليمن، فبقاؤها مرهون ببقاء الأزمة اليمنية ونزف الجرح اليمني.

ستشرق شمس السلام على اليمن عاجلا أم آجلا، وستحكي الأجيال أي إجرام مارسته ميليشيا الحوثي الإرهابية.