تقوم شركات الأدوية بعمل تجارب سريرية لطرق وأساليب علاج الأمراض، فمثلاً في حالة لقاحات فيروس كورونا COVID-19 قام عدد من شركات الأدوية العملاقة، بالتعاون مع الجامعات، أو المراكز البحثية، وتحت إشراف هيئات وإدارة الأدوية، بعمل تجارب سريرية للقاحاتها، ربما كون العالم أجمع يتابع مستجدات هذه اللقاحات، قد لا يعلم الفرد أن مثل هذه التجارب السريرية تجري بشكل يومي ومستمر، لأنواع مختلفة من الأمراض والأدوية، حيث تشير الدراسات إلى أنه ومنذ عام 2010 فإنه يجرى بمعدل 10 تجربة سريرية يومياً.

ينجم عن هذه التجارب السريرية عدد من الأبحاث التي تتحدث عن نتائج هذه التجارب، والتي تسهم في رفع كفاءة وفاعلية الطرق والأساليب العلاجية، ولكن مع العدد الكبير لهذه التجارب والنشر المتواصل لنتائج المراجعات المستمرة لهذه الاختبارات السريرية، فإن متابعة نتائج هذه التجارب للتعلم منها لا تعد أمرا سهلا.

أتمتة الوصول لنتائج هذه الدراسات بحد ذاته لن يسد الحاجة إلى توفير الوقت لمعرفة نتائج هذه الدراسات تحديداً، بل ما سيكون ذا فائدة أكبر هو إمكانية مقارنة نتائج هذه الاختبارات السريرية مباشرة، كما لو أراد الطبيب المعالج معرفة نتائج الدراسات الحديثة في كفاءة أسلوبين مختلفين لعلاج مرض معين، مثلا هل العلاج الكيميائي أفضل من العمليات الجراحية للتعامل مع مرحلة معينة من الإصابة بالسرطان.

لسد الثغرة سابقة الذكر في مجال معرفة ومقارنة نتائج الدراسات السريرية قاد الدكتور بيرون والاس (Byron Wallace) في عام 2019 فريقا بحثيا مشتركا بين جامعة نورث إيسترن (Northeastern University) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث قام الفريق ببناء منصة إلكترونية تحتوي على نتائج ما يزيد عن ألفي بحث علمي محكم منشور تتحدث عن نتائج تجارب سريرية مختلفة.

هذه المنصة يمكنها اختصار كثير من الوقت على الباحثين بحيث تقوم باستخدام عدد من تقنيات معالجة النصوص التي تستطيع تحديد المعلومات الأكثر أهمية في تلك الأبحاث، ليس ذلك فحسب، بل إن النظام الذي يعمل داخل هذه المنصة تمكن من تحديد أكثر من 10 آلاف معلومة مهمة داخل هذه الأبحاث، وبذا فيمكن للمختصين الوصول لهذه المعلومات القيمة عن التجارب السريرية ومقارنتها بمختلف التجارب الأخرى في ذات المجال.

وفي عام 2020 عمل الدكتور بيرون على زيادة حجم قاعدة بيانات المنصة التي قام بتطويرها، وذلك بالتعاون مع كلية كنجز بلندن (Kings College London) البريطانية، حيث تمكن من زيادة كمية المعلومات التي تحتويها المنصة بنسبة بلغت 20 % عما كانت عليه.