ست سنوات من الحرب ضد الحوثيين.. ماذا بعد ؟ والى أين تتجه بنا الشرعية ؟ وهل ستتخذ إجراءات استراتيجية جديدة، لخوض الحرب ضد الحوثيين بطرق أكثر جدية، للتحرير وتحقيق تقدمات على الأرض، واستعادة الدولة وعدد من المناطق المحتلة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين ؟ وهل ستعمل على تحقيق طموحات أبناء الشعب اليمني، الذين ينظرون إليها على أنها الفارس الذي طال انتظاره لإنقاذهم من بين أيدي انقلابي غاشم، يعمل على استبدادهم وظلمهم ؟.

وهل يا ترى ستعمل الشرعية على تلافي عدد من الأخطاء، التي حصلت خلال الست السنوات الماضية من الحرب ؟. مرت ست سنوات من الحرب، وحظيت الشرعية بتأييد دولي وعربي في حربها ضد الانقلابيين، وكان لزاماً عليها أن تستغل هذا الإجماع والتأييد في حسم الحرب، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل الخلل هو في الشرعية ؟ .

لقد كانت الحرب في السنة الأولى ضد الحوثيين صادقة وحاسمة، ولو كانت استمرت بحماسها وعزيمتها، لكانت انتهت بالقضاء على الانقلابيين، ولكن لا نعلم ما هو التحول الذي حصل في مجريات الحرب، وتحولها المفاجئ الي خط آخر أدى الى أطالة الحرب واستقواء الانقلابيين، هناك لغز غامض في هذه الحرب، وهناك شبكة خطيرة عملت على دعم الانقلابيين، ومساندتهم في حربهم ضد الشرعية والشعب اليمني.

الأخطاء التي حصلت لابد من تلافيها، والعمل على تدارسها، وإيجاد الحلول لها، وبدء المعركة ضد الحوثيين بطرق جديدة وأكثر همة، فالقائد الناجح هو الذي يخطط ويعمل على تدارس الأسباب التي أدت الي تأخر الحسم العسكري وحلحلتها، وإزالة العقبات والصعوبات التي واجهته، وكسب مزيد من التأييد الدولي والإقليمي والشعبي والخارجي والمحلي، وعدم الوقوع في الأخطاء مجدداً، حتى يتم التقدم إلي تحقيق انتصارات تكون ملبية لأهدافه ومبادئه، وأهداف ومبادئ المقاومين الجمهوريين الأحرار.

تتملكني الحيرة والألم على مرور ست سنوات مضت من الحرب، فقد ظهر جلياً أن هناك لاعبا سياسيا خارجيا يعمل ضد الشرعية، فخلال هذه السنوات عمل هذا اللاعب على محاربة الشرعية من الداخل، وإشغالها بعدد من القضايا، كقضية الانتقالي في الجنوب وغيرها من القضايا الهامة، التي جعلت من الشرعية تواجه عددا من الجبهات، كجبهة الحوثي ومن ورائه إيران، وجبهة الانتقالي ومن وراءه. الشرعية في مهمة صعبة للغاية وشاقة، فليس من السهل القضاء على انقلابيين حوثيين لهم جذور إمامية قديمة، ويستندون على طبقة و طائفة سلالية، ولهم إرث خبيث تمكن من تأسيس نفسه على الأرض، واستغل قبضته وتغلغله في أجهزة النظام السابق، الذي سهل له عددا من المهام للتمكن من تأسيس نفسه فكرياً وسياسياً وعسكرياً، وسهلت له مخابرات النظام السابق التحركات، والسفر الى إيران ولبنان لأخذ الدورات العسكرية والثقافية، وتمكنت أيدي ومخابرات إيران من التغلغل في اليمن، وكانت تسرح وتمرح على مرأى ومسمع من مخابرات النظام السابق، التي كانت مشغولة بتكميم الأفواه وملاحقة الصحفيين وقمع المعارضين، وتركت الملعب مفتوحاً للحوثيين ومخابرات إيران، وسهلت لهم إقامة دويلة خاصة بهم في صعدة، تمكنوا بعدها من مد نفوذ دويلتهم رويداً رويدا إلي أن تمكنوا من الانقلاب على الدولة الأساسية.

الحرب ضد الحوثيين، تحتاج إلى عزيمة وتكاتف كل القوى الوطنية والجمهورية، من أجل استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي الإمامي الظالم. الشرعية اليوم أمام مفترق طرق، إما أن تحافظ على نفسها وتوجد لها قوة جبارة تضرب الحوثيين بيد من حديد، وإما أن تنهار وتعود الإمامة من جديد، لتخيم بظلمها على كل أرجاء اليمن، وهذا لن يحدث ولن يسمح به الأحرار، حتى وان قاتلوا الحوثيين بالحجارة. نتمنى للشرعية التوفيق والنهوض من مرحلة الوهن والضعف، إلى مرحلة القوة والتحرير، وبسط نفوذها على كل الأراضي اليمنية.