وأنا أشاهد الاحتفاء بزيارة رئيس وزراء العراق للمملكة، وما صاحبه من مظاهر افتخار على صفحات التواصل الاجتماعي بالزيارة بين قيادات البلدين، تذكرت كتاب رشيد خيوّن، الذي اخترته عنواناً لهذه المقالة.

لن أتحدث عن الزيارة وأهميتها، بل عن الكتب التي قرأتها حول العلاقة ما بين البلدين.

أول كتاب قرأته يتحدث عن التقاطعات السياسية والشعبية بين البلدين، هو كتاب (حرب الصحراء/‏‏ غارات الإخوان على العراق) وهو مذكرات لـ«جون غلوب باشا»، كتبها كتجربة عاشها في عشرينيات القرن الماضي، حينما كان يعمل في قوات الجو الملكي البريطاني ببغداد. وفيه يتحدث عن الصحراء النجدية، وعن الملك عبدالعزيز، وعن قبائل الإخوان، وأثر التغييرات في بداية الدولة السعودية الثالثة، وعلاقة تلك المتغيرات بما يجري في الساحة العراقية، وانعكاساتها في واقع الحياة على البدو جنوب العراق. حوى الكتاب مفاهيم واسعة وبحوثا عميقة في علاقة البدوي مع أرضه في الجزيرة العربية، كما لم يغفل علاقة الناس وخصوصاً البدو مع ملكهم عبدالعزيز. كتاب توثيقي لمرحلة مهمة من تاريخ المملكة وعلاقتها بالعراق دولة وشعباً وتاريخا. الكتاب الثاني: «قصة الأشراف وابن سعود» لعلي الوردي. ورغم أن الكتاب كان يتكلم عن العلاقة التاريخية بين الملك عبدالعزيز والأشراف (الحسين بن علي وأبنائه)، إلّا أنه تحدث في كثير من ثناياه حول ما حدث من انعكاسات على الشعبين السعودي والعراقي كنتيجة طبيعية لتلك العلاقات. وتحدث عن كيفية معالجة تمردات الإخوان على الحدود ما بين البلدين، وكيف كانت العلاقة ما بين الجيوش والعساكر في نجد وبغداد وماهية الفروق بينها. كتاب سياسي وتاريخي رغم ما يطغى عليه من الجانب الاجتماعي الذي هو أصل دراسات الوردي .الكتاب الثالث: لخيوّن،كتبه بعد حضوره لمهرجان الجنادرية 2010، وجاء كانطباعات عن الأماكن والأشخاص والثقافات المتنوعة ما بين نجد والحجاز. تحدث عن الفنادق الضخمة، والثقافة العربية وتجلياتها، وعن الشعب والناس، والأماكن التاريخية وأثرها في البشر، وأسهب في حديثه عن الدرعية وتاريخها، وجدة وتفردها، والطائف وامتداداتها عبر الزمان . كتاب ممتع ينحو منحى كتب الرحلات.

الكتاب الرابع: «وريثة العروش» لـ «بديعة» ابنة ملك العراق علي بن الحسين. ورغم أنها لم تكتب كثيراً عن السعودية وقيادتها في الكتاب، إلا أنها أدرجت شهادة تاريخية عظيمة عن سمو أخلاق القيادة السعودية و مواقفها في المحن، ذكرت كيف حمت السفارة السعودية حياتها هي و زوجها وأبناءهم أيام الانقلاب على الملكية، وكيف كثّفت السفارة مساعيها لتأمين إخراجهم من السفارة لخارج العراق. أدرك أن ما صدر من كتب تجاه العلاقة ما بين البلدين، كثير ومتنوع، لكني على وقع الزيارة التاريخية تذكرت ما علق بخاطري من كتب، فأحببت مشاركتك.