المعركة اليوم في مأرب ليست معركتها وحدها فهي تخوض بالنيابة عن العرب جميعا معركة الدفاع عن جزيرة العرب، ضد الفرس والمجوس، وانتصار مأرب انتصار للجزيرة والعرب أجمعين، وعلى العرب وأبناء الجزيرة ألا يقفوا متفرجين، وأن يهبوا إلى مقدمة الصفوف للدفاع عن دين الله وعن أرضهم وعن وطنهم، وألا يسمحوا للمتمردين بتلويث هذه الأراضي الطاهرة.

فالمعركة اليوم في مأرب ليست معركة فئة أو حزب أو جماعة أو قبيلة إنها معركة الإسلام ضد أهل الضلالة والبدع، وإنها لفخر وشرف كبير أن يجتمع المدافعون عن مأرب على قلب رجل واحد وهدف واحد وهو الدفاع عن مأرب الأرض الطاهرة الشريفة واجهة الجزيرة العربية، فالمساس بمأرب يعد مساسا بالجزيرة العربية كاملة.

مأرب في الواجهة اليوم تعيد للإسلام والعرب أمجادهم، وأنه لمن الواجب في هذه المرحلة الخطيرة التي تهدد أمن جزيرة العرب ودول الخليج العربي، عقد قمة استثنائية طارئة لمجلس التعاون الخليجي، وأيضا الجامعة العربية، يتم فيها تدارس ووضع خطط لمواجهة العدوان الحوثي الإيراني على مأرب، وسرعة المشاركة في التصدي لهذا العدوان، ومناشدة العالم بإدانة هجمات الحوثيون الإرهابية على المدنيين بمأرب، ووقف تهديدات الحوثيون المتواصلة على مخيمات النازحين والتجمعات السكنية داخل مدينة مأرب.

الصمت المطبق تجاه جرائم الحوثيون اليومية على مدينة مأرب يعد جريمة أخرى، ونحن نستغرب من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عدم قيامهم بواجبهم في إدانة عدوان وهجمات الحوثيون الإرهابية على مأرب، وخاصة استهدافهم الأحياء السكنية وتجمعات المدنيين والأماكن العامة المكتظة والمزدحمة بالسكان.

إطلاق الحوثيين الصواريخ المحرمة دوليا على مدينة مأرب وتفجير الطائرات المسيرة المفخخة في أوساط التجمعات العامة داخل مدينة مأرب يعتبر تجاوزا لكل المواثيق الدولية التي تحرم وتجرم استهداف المدن العامة والأحياء السكنية، ويعد تحدياً منهم للعالم أجمع، ولكن عدوانهم هذا يجعلنا نشك في أن هناك تساهلا وتهاونا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من خلال الصمت المخيم عليهما.

على العرب وكل من لديه انتماء إلى جزيرة العرب، ويشعر بالغيرة على الإسلام والعروبة أن يهب مسرعا للمشاركة في شرف المعركة بالدفاع عن مأرب والتصدي لأعدائها، أعداء اليمنيين، عملاء الفرس الإيرانيين. أيضا وهو الأهم، فالمعركة اليوم على أشدها وعلى الجميع ألا ينتظروا مساعدة العالم، فالعالم لا يعترف إلا بالأقوى، وعلى المدافعين عن مأرب أن يثبتوا قوتهم وعزيمتهم وثباتهم في الميدان، وأن يستمروا فيما هم عليه من ثبات وتصدٍ لجحافل الحوثيين والتشتيت لقوتهم وتمزيق جموعهم، فإن لم ندافع عن أنفسنا فلن يدافع عنا أحد، المعركة معركة شرف لمأرب وللإسلام والعروبة، فيا أهل العروبة والإسلام ويا أحفاد عمر وعثمان وعائشة هبوا للدفاع عن مأرب ولا تتركوها وحدها، فإن لم ننصر مأرب في هذا الوقت الحرج فمتى سننصرها؟.

مأرب هي خاصرة الجزيرة وأي طعن لها يعد طعنا للجزيرة، والحوثي ليس عينه على مأرب فقط وإنما عينه الكبرى على جزيرة العرب، الضرورة تستدعي اليوم مساندة مأرب والوقوف إلى جانبها، ونصرتها واجبة بالقلم وبالسلاح وبالمال وبالنفس، ولنكن جميعاً أنصاراً وناصرين لمأرب، ومن يخذل مأرب في هذا الوقت سيخذله الله، ومن يخونها سيخونه الله، ومن يمكر بها سيمكر الله به، ومن يغدرها سيغدر الله به.

على المواطنين في مناطق الحوثيين ألا يسمحوا لأولادهم بالالتحاق بالميليشيا الإرهابية فإنها تقودهم إلى المحرقة، فمأرب خيرها يعم اليمن أجمع وهي لم تعتد في أي يوم من الأيام على أحد، والحوثي هو العدوان بذاته وعينه، وهو الإجرام والإرهاب، وهو سفاك الدماء والسفاح، والمعركة اليوم هي ضده وضد إجرامه وإرهابه، ولن تتوقف المعركة إلا بقطع جمجمته كما قطعت جمجمة أخيه من قبله. علينا أن نقاتل الحوثي إلى آخر نفس من حياتنا، فإما الشهادة وإما النصر، وخيار آخر غير الخيارين المذكورين يعد خيانة وغدراً بمأرب وبدماء الشهداء، صوب مأرب أيها الأحرار هبوا لنصرتها.