يجد عدد كبير من الشباب في شهر رمضان المبارك فرصة للحصول على دخل إضافي، أما عبر العمل في وظائف مؤقتة، او وظائف بأجر يومي، أو من خلال بيع الأطباق الرمضانية عبر أكشاك صغيرة في الطرقات والتي تتميز في شهر رمضان بأصناف لا يتم عرضها في باقي شهور السنة وهو ما يجعله موسما للوظائف المؤقتة ذات الدخل المرتفع مقارنة بباقي شهور العام.

رغم أن اغلب الباحثين عن الدخل الإضافي عبر الوظائف المؤقتة او عربات البيع من طلاب المدارس والجامعات الذي يستغلون فترة رمضان والإجازة في العمل مؤقتًا، إلا أنها أصبحت مغرية أيضًا للعاطلين عن العمل، وحتى الموظفين ممن يبحثون عن دخل إضافي، فاصبح أصحاب المحلات التجارية لا يبحثون عن موظف مؤقت لأن الموظف بنفسه يجول على المحلات يبحث له عن عمل مؤقت بعضهم ليوم واحد وآخرين لشهر، في حين تطول المدة مع آخرين لموسم كامل قد يمتد بين 3 إلى 6 أشهر.

عربات البيع

يرى محمد المحمد الذي تنقل على مدى عامين بين 5 وظائف بأنه وجد العمل بأجر يومي أكثر مناسبة له ولظروفه، وأوفر دخلًا لأنه يعمل في المحلات القريبة منه ولا يتكلف على المواصلات ومصروفات البنزين، مضيفا أن أولى تجارب عمله كانت في منطقة صحراوية بعيدة عن مدينته، وكان يقضي بها أسبوعين قبل أن يعود في إجازة وقد اضطر لفسخ العقد والخروج من الوظيفة قبل إتمام المدة بسبب صعوبة الوظيفة وظروفها، وعمل بعدها في شركة تبعد عن مدينته مشوار ساعة، وكان الراتب غير متناسبًا مع ما يصرفه على المشوار الطويل في الذهاب والإياب، وعمل بعدها في محاسبًا في مغسلة ملابس قريبة من منزله ولكن أزمة كورونا أفقدته وظيفته بسبب الظروف التي مر بها صاحب العمل، قبل أن يقرر أن يضع له طاولة بالقرب من الكورنيش ويبيع فيها المشروبات الباردة، وشاي الجمر، وشاي الكرك وأنواع من الحلا الذي كان تجهزه أمه فكان مدخوله الشهري من تلك الطاولة بساعات عمل مسائية فقط يفوق راتب في جميع الوظائف التي عمل بها، مضيفًا أنه لا يعتبر دخلًا ثابتًا ولا مستقرًا فكثيرًا ما يضطر لتغيير مكانه بسبب وجود مهرجانات، أو منع البلدية له البيع، فبحث له عمل صباحي إضافي فاصبح يعمل صباحًا في سوق السمك كمحاسب بأجر يومي، وفي المساء يضع طاولته حتى ولو أمام باب منزله ويبيع شاي الكرك والحلا، وقد أغنته هذه الطرقة عن البحث عن وظائف في أماكن بعيدة أو غير مناسبة.

العمل بأجر يومي

حيدر علي والذي اعتاد منذ أن كان في المرحلة الثانوية أن يعمل في أحد السوبرماركت الكبيرة في وظيفة مؤقتة طوال شهر رمضان، فاصبح الآن بعد أن التحق بالجامعة يعتبر الوظيفة المؤقتة جزءًا من جدوله طوال العام، فيعمل في وظائف مؤقتة تتناسب وجدوله الدراسي، وإجازته السنوية، مضيفًا أنه يعتبر نفسه يمتلك خبرة في أكثر من مجال بالرغم من عدم حصوله على أي شهادة خبرة من أي مكان عمل بها، حيث كانت أطول فترة عمل عملها لمدة 3 شهور في وظيفة مسائية بصيدلية وبدون عقد رسمي وإنما باتفاق مع صاحب العمل، وأغلب الأعمال التي عمل بها كانت بنفس الطريقة حيث لم يحصل على وظيفة بعقد رسمي، ولم يبحث عن هذا الجانب كونه لا يرغب بالالتزام الكامل بما لا يتناسب وظروفه، مشيرًا إلى أنه خلال فترة دوامه المؤقتة هو موظف ملتزم بوقت الدوام ونشيط، وهذا الأمر أعطاه سمعة جيدة بين أصحاب العمل الذين أصبحوا يطلبوه للعمل معهم في المواسم كشهر رمضان، وفترة الإجازة، والأعياد، مضيفًا أنه بعد تجاربه المتعددة في الوظائف المؤقتة وبرواتب تعتبر متوسطة حسب ساعات العمل، وأيضًا بساعات عمل مرنة فإنه لا يخطط للعمل بعد تخرجه في وظيفة ثابتة وإنما سيعمل على مشروع خاص به وسيستعين بالشباب الراغبين بالعمل المؤقتة لأنه تجربة مفيدة للشباب، وأعتقد أيضًا أنها مفيدة لصاحب العمل الذي يمكنه أن يقلل من عدد موظفيه عند الحاجة كونه غير ملتزم معهم بعقود طويلة، مؤكدًا أن هذه الطريقة لا تتناسب مع العاطلين الباحثين عن وظائف ثابتة فهي لن تضاف لهم كسنوات عمل، ولا خبرة، ويستحسن أن يبحثوا عن وظائف دائمة تضاف لسنوات خدمتهم، وتضيف لخبرتهم الشخصية، ويستطيعون من خلاله الترقية إلى مستويات أعلى، فالاستقرار الوظيفي يبقى مهما للموظف حتى إن بدأ حياته من خلال الوظائف المؤقتة.

التنقل بين الوظائف

أما سمية العبد الله فالوظيفة المؤقتة بالنسبة لها هي الطبخ، بالرغم من أنها موظفة في قطاع حكومي ولكنها تستغل شهر رمضان المبارك في زيادة دخلها الشهري من خلال طبخ الأطباق الرمضانية والتجهيز لها قبل شهر رمضان، فتقوم بتجهيز المفرزنات قبل شهر رمضان وتبيعها كأطباق معدة للطبخ، بينما تبدأ مع بداية شهر رمضان بطبخ أطباقها الخاصة كالهريس، والعصيد، والثريد، وخبز الرقاق، وتبيعها على زبائنها إما بشكل يومي أو من خلال تعاقد بعض الأسر معها طوال شهر رمضان حيث استطاعت أن تطور من طريقتها في التسويق لنفسها بعد دخول ابنتها معها كمساعدة فوضعت لها قائمة أطباق يومية سيتم توفيرها بشكل يومي، وقائمة أخرى سيتم توفيرها للزبائن عبر مجموعة اشتراك كاملة للشهر، مضيفة أن هذه الطريقة أعانتها على عدم وجود فائض في الطعام نهاية اليوم حيث لا يتم طبخ الأطباق إلا بضمان وجود زبائن سيشتروهم إما كمشتركين أو كأفراد يحجزون أطباقهم بشكل يومي قبل عرضها، مضيفة أن هذه الطريقة أفادتها كثيرًا واراحتها من العمل لساعات طويلة في كميات كبيرة من الطعام لا تستطيع أن تبيعها كاملة، بالإضافة إلى أنها وفرت لها دخل إضافي ممتاز جدا، مشيرة إلى أن ابنتها تخطط للعمل ببيع الطبخ المنزل بشكل دائم بحيث لا يتعارض هذا العمل ودراستها وحياتها العلمية.

استقرار وظيفي

سامي الزمر الذي يعمل بشكل دائم بوظائف مؤقتة، بالإضافة لعمله الرسمي في إحدى شركات القطاع الخاص فيرى أن الوظيفة المؤقتة تتميز بمرونتها ولكنها لا تمثل أي استقرار وظيفي أو ضمان مادي، ولا يمكن لأي شخص أن يعتمد على الوظيفة المؤقتة كمصدر دخل دائم له، مشيرًا إلى أنه يستغل وقت فراغه بعد الدوام في زيادة دخله عبر العمل مع الباعة حيث تنقل بين البيع في الأسواق الجائلة، وبائعي الأسماك والدواجن، وبائعي الخضار، ومحلات الملابس وجميعها كوظائف مؤقتة أطولها كان في بيع الأسماك في سوق السمك والذي استمر تقريبًا طوال موسم الربيان لحوالي 6 أشهر حيث كان يشرف على العمالة وينظم الحسابات اليومية، كما كان عمله المؤقت الأول في موسم الرطب حيث كان يجول على المزارعين عارضًا عليهم بيع ما لديهم من رطب وكان يتقاضى أجرًا يوميًا، مضيفًا أن تجربته في العمل المؤقت طويلة وبدأت من طفولته حين كان يضع له بسطة في حيهم في الإجازة الصيفية، ومن ثم عمل في الأسواق الجائلة، ولكنه بعد أن أنهى دراسته كان يبحث عن عمل دائم يستقر فيه ويحصل من خلاله على ضمان وظيفي يخدمه في عمر التقاعد، ويخدمه في الظروف الصحية، وكانت فترة أزمة كورونا أكبر تجربة جعلته يتمسك بخيار الوظيفة الدائمة، فصرف الرواتب من ساند خلال فترة التعطل عن العمل كانت تجربة كان يمكن أن لا يستطيع وأسرته النهوض منها لو كان يعمل بوظائف مؤقتة ولم يبحث له عن وظيفة ثابتة، مشيرًا إلى أنه اكتسب الخبرة الحياتية من خلال الوظائف المؤقتة، واكتسب العلاقات التي قادته لوظيفته الحالية، بالإضافة لاستمرار عمل في وظائف مؤقتة كدخل أضافي وليس كدخل رئيسي، مضيفًا أن الشباب الذين لا يوجد لديهم التزامات عائلية قد يفضلون المؤقتة ولكن بمجرد وجود التزامات ومسؤوليات أسرية سيبحثون عن الدخل الثابتة من أي وظيفة.

اشتراطات صارمة

يرى مسؤول الموارد البشرية في إحدى شركات القطاع الخاص حسين العلي أن الوظائف المؤقتة هي حاجة لصاحب العمل، وللباحث عن العمل، وقد تم خلال سنوات توفير وظائف مؤقتة لطلاب المدارس الثانوية والجامعات بأجور وبشهادات خبرة رسمية ولكن لم يكن الإقبال عليها كبير جدًا بسبب اعتبار أصحاب العمل تلك الوظائف أشبه بالوظائف الدائمة وليس المؤقتة، فكان يتم التعامل معهم بصرامة غير متناسبة مع عاملين بوظائف مؤقتة، فرأينا أن كثير منهم لم يستمر، ولم تلقَ إقبالًا كبيرًا، على عكس الوظائف المؤقتة التي يتم طرحها من قبل المحلات يتم الإقبال عليها لأنها لا تخضع لاشتراطات صارمة وكثير منها يكون بأجر يومي، وليس شهري حتى من قبل المتاجر الكبيرة، فيتم استدعاء الموظف للعمل أثناء الحاجة له ولا يأتي للعمل عند لا يكون هناك احتياج له وبذلك يكون صاحب العمل قد وفر على نفسه راتب شهري لموظف قد يكون لا يحتاج له بوقت يتناسب مع الراتب الشهري الممنوح له، بالإضافة لإتاحتها الفرصة للعديد من الشباب للعمل المؤقتة والحصول على مبالغ جيدة يمكن أن يحصل عليها طالب، أو موظف يعمل في عمل إضافي، مشيرًا إلى أن بعض تلك الوظائف يتم فيها الاتفاق على مدة معينة وعلى راتب معين، ولكن الأغلب يفضل الأجر اليومي، وقد يكون هذا جانب إيجابي وسلبي للباحث عن الوظيفة فهو إيجابي إذا كانت حاجته للوظيفة لملئ وقت الفراغ والاستفادة من فترة إجازته، وقد يكون سلبي إذا كان بحثه عن الوظيفة للعمل بشكل دائم، فالعاطل عن العمل ينبغي له ان يبدأ عمله بوظائف دائمة ليكتسب الخبرة التي يحتاجها في حياته العملية، والتي يمكن لا يحصل عليها في الوظائف المؤقتة.

مزايا العمل الموسمي

لا تخضع لاشتراطات ومواعيد مرهقة

كثير منها يكون بأجر يومي وليس شهري حتى من قبل المتاجر الكبيرة

فرصة لاكتساب الخبرة التي يحتاجها الباحث عن عمل في حياته العملية

زيادة الدخل الشهري والحصول على شهادت خبرة تفيد في التوظيف الدائم