أوائل الناس

أقدم إجراء جراحي

كان البشر يجرحون ويقطعون بعضهم منذ فجر الحضارة. الختان- يقال إنه أقدم إجراء جراحي- تمت ممارسته منذ أكثر من 15 ألف سنة، وربما كان حركة لتمييز الاعداء المهزومين خلال الحروب من الحلفاء.

وسجل تاريخي من الختان يأتي من صورة مصرية قديمة لـ2400 قبل الميلاد، وتشير الهياكل العظمية البالغة من العمر سبعة آلاف سنة من الكهوف الفرنسية إلى أن عمليات تصفية الروح والبتر قد أجريت في بداية العصر الحجري. أشار الدستور السامرائي لحمورابي (1754 قبل الميلاد) إلى جراحة الورم، وبحلول 200 ميلادي، أجريت حالات استئصال لسرطانات الثدي في العالم الروماني-اليوناني.

وأول تأكيد تاريخي لعملية ثقب المثانة كان من عمل الطبيب اليوناني أبقراط. وقد دعا جالين، وهو رائد يوناني آخر، إلى مبادرات لربط الجروح التي تركها الجراحون البدائيون في يومه.

وأول نجاح مدوّن لاستئصال الزائدة الدودية هو الذي قام به الجراح الفرنسي كلوديوس أمياند عام 1735 في مستشفى القديس جورج في لندن. المملكة المتحدة.

بدايات الأشياء

الخضوع لعملية جراحية بأمان

مع ظهور أول جراحة بدون ألم، وبعدها الجراحة التطهيرية في منتصف القرن التاسع عشر، تمكن الجراحون، أخيراً، من العلاج، حيث كان أسلافهم يُقتلون غالبا.

شهد عام 1879 أول إزالة ناجحة من ورم الدماغ (المملكة المتحدة)، 1880 أول عملية استئصال الغدة الدرقية (ألمانيا)، وعام 1883 أجريت أول عملية استئصال البوق (إزالة قناة فالوب، المملكة المتحدة). أجريت جراحة القلب الناجحة عام 1895 (ألمانيا) وجراحة القلب المفتوح بعد ثلاثين سنة (المملكة المتحدة).

رغم أنّ سجلات استئصال اللوزتين تعود إلى القرن الأولى قبل الميلاد (عندما أوصي بها من بين العلاجات الأخرى، كعلاج التبول اللاإرادي) حيث اخترعت أدوات جراحيّة عديدة لإجراء العملية، نجحت (الولايات المتحدة الأمريكية) في أول إجراء آمن عام 1909. تم فصل التوأم متّحد القِحفين (ملتصقين بالرأس) بنجاح للمرة الأولى في عام 1955 (الولايات المتحدة الأمريكية)، وتم تنفيذ عملية المجازة التاجية في عام 1967 (الولايات المتحدة الأمريكية). وأول عملية استئصال ناجحة للزائدة الدودية ذاتيا (أن يزيل الشخص زائدته بنفسه) كانت في شهر مايو من عام 1961، الروسيّ ليونيد روجوزوف مكتشف القطب الجنوبي. وعلى الرغم من اشمئزازه وضعفه، فإنه أزال الزائدة الفاسدة بنفسه وأخاط الجرح في ساعتين فقط.