النقطة (13) في سباق آسيا تعني التأهل، والأكيد أن الهلال مطالب بكسب اللقاءين المتبقيين في الأدوار الأولية بعد أن فرط في فوز قريب المنال من لاعبيه أمام استقلول الطاجيكي، بسبب التهاون وعدم احترام الخصم، فحدثت الخسارة الثقيلة التي تعد درسا يفترض أن يستفاد منه، وهو الجانب الذي لم يجسده لاعبو الهلال خلال المباراة، فكانت القاضية للفريق الذي سقط في وحل الثقة الزائدة فضلاً عن سهولة ضرب الدفاع الأزرق، اللافت أن الضيوف لعبوا بذات التكتيك الذي سبق وأن فرضته فرق تعثر أمامها الهلال إبان طيب الذكر (رازفان)، فتوالت خسائر النقاط لأنها عرفت من أين تؤكل الكتف، والقادم قد يكون موحشا للهلاليين إذا ما وضع مدرب الفريق حلولا لتركيبة الفريق، وتحديداً التنظيم الدفاعي خاصةً البليهي الذي لا يتعامل مع الكرات العرضية بالشكل المطلوب، فضلاً عن سوء التمركز، في حين أن الشهراني الذي يعد أكثر اللاعبين مجهودا بالملعب، ولكن دون جدوى إيجابية وبالذات في حال دعمه للهجوم، حيث يفتقد التمرير الجيد، وبذات الوقت مركزه منطقة عبور للخصوم، أما الكوري فحدث ولا حرج في سوء الالتحام والتراجع للخلف عندما يكون وجهاً لوجه مع اللاعب المنافس، والمقلق دائماً عطيف الذي يعد نقطة ضعف في الافتكاك والتمرير، عموماً الهلال لم يتعاف بالشكل المطلوب، ولا زالت طريقة رازفان السلبية المتجسدة على محيا العطاء سلبية في الهجوم وانكشاف بالدفاع والقادم لا يبشر بالخير، إذا لم تتدارك الإدارة واللاعبين الوضع، لأن المؤشرات توحي أن هلال البطولات يتوارى في ظل الهوان التكتيكي الذي يجسده وسط الميدان.
الهلال يحتاج لمدرب متمكن يعرف التنظيم في المناطق الخلفية ويستفيد من النزعة الهجومية، والحديث عن العناصر الأجنبية قد يطول ومبكراً، لأن الأمر يتطلب تغيير السباعي، وبات تواجد حارس مرمى وقلب دفاع متمكن يجيد استخلاص الكرات العرضية مطلباً، بعد الأخطاء الفادحة التي رسمها المعيوف، ومحور متمكن وصانع ألعاب يتميز بالتسديد من خارج الصندوق.
في مشوار آسيا قد يكون النصر الأكثر اقترابا للتأهل، والهلال وضع نفسه في الزاوية الضيقة والجهد المضاعف الذي سيبذله لاعبوه لانتزاع النقاط الست سينعكس سلباً على الأداء خلال المشوار المتبقي من الدوري، خلاصة القول أن الفرق السعودية أحرجت نفسها في البداية، وصراع الرمق الأخير يتطلب ترتيبا مختلفا، وهذا لا يملكه إلا من لديه مدرب كفء وإدارة متفاعلة تعرف التعامل مع لعبة النهاية، والأهم في هذه المرحلة تواجد لاعبين يقاتلون حتى آخر رمق.