أكد أكاديميون متخصصون في الجغرافيا الحيوية والطبيعية، أهمية درء مخاطر وأسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعية في المملكة، وذلك في إطار مبادرتي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر».

وبينوا أن هناك أشجارا تم استيرادها، استعمرت أراضي المملكة، وهددت الغطاء النباتي وقلصت مساحته إلى حدود ضيقة، وهددت بقية الأشجار.

ومن بين أسباب التصحر، التي يجب درؤها: التغيرات المناخية، والاستغلال المكثف للموارد الطبيعية، وعوامل طبيعية وحيوية، قلة الأمطار، وتكرار ظاهرة الجفاف، وتدهور الغطاء النباتي، وزيادة النشاط السكاني، وارتفاع درجات الحرارة، والرعي الجائر والتحطيب، وهبوب الرياح، والأساليب الزراعية الخطأ.

2300 نوع

أكد رئيس قسم الجغرافيا، وأستاذ الجغرافيا الحيوية في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الأحساء الدكتور سعيد القرني، أن الغطاء النباتي في المملكة حاليا يتضمن 2300 نوع، وهي قليلة مقارنة بمساحة المملكة 2.2 مليون كيلو متر مربع، مشيرا إلى أن في المملكة حاليا 97 نوعا شجريا بنسبة 4 %، والشجيرات تصل إلى 565 نوعا بنسبة 25 % من الغطاء النباتي الطبيعي «الفطري»، والأعشاب 1632 نوعا، وأن العائلة «النجيلية» هي أكثر العائلات النباتية في المملكة.

غابة المانجروف

قال القرني إن «الغطاء النباتي الرعوي والشجري في المملكة، كان في السابق يشكل 76 % من مساحتها، وتحول 10 % من النباتات السائدة إلى نباتات توسعها وتوزيعها الجغرافي محدود، ومن ثم تتحول بعد عدة سنوات إلى نباتات نادرة ومهددة بالانقراض».

وعزا أسباب تدهور الغطاء النباتي إلى التوسع العمراني، مستشهدا في ذلك بأن في المملكة سابقا غابة متصلة من أشجار «المانجروف» من ميناء الملك عبدالعزيز حتى ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية، هذه الغابة لم يعد منها حاليا إلا بقايا قليلة جدا تحيط بجزيرة تاروت.

بيئة هشة

أضاف القرني أن بيئة المملكة «هشة» وسريعة الحساسية لأي تأثير بيئي، وأن أي إخلال بنظامها الطبيعي يتطلب عشرات السنوات لاستعادة التوازن.

وأوضح «في المملكة ظهرت مشكلة نتيجة إدخال كثير من الأنواع النباتية، وهي أنواع يطلق عليها»غازية«، ومن بينها: نباتات»التبغ الكاذب«، والتي غزت بعض الأودية وأدت إلى تدمير الغطاء النباتي فيها واستعمرت السدود، وقضت على بعض الأنواع الأخرى، ونبات آخر»مكسيكي«، وهي نباتات مستوطنة عندما تزرع في»التعاقب النباتي الأول«، تستعمر الموقع في غضون أيام معدودة، ويتكبد المزارع مبالغ طائلة لمكافحتها، إضافة إلى نبات»الداتورا«، كما تسبب»الطلح الأمريكي«في القضاء على أشجار السدر والطلح، وهو يستهلك كميات من مخزون المياه الجوفية، كما تسببت حركة السيارات والعوادم والرعي الجائر والأمراض الفطرية في الجذور والإصابات الحشرية في القضاء على أنواع السدر والطلح، مؤكدا إدخال ونجاح زراعة نباتات في متنزه الأحساء الوطني، من بينها: الحفوراتي، واليسر، والأراك وأثبتت تفوقها على نباتات أخرى، وكذلك نجاح زراعة الجميز، وهو من ألذ أنواع التين، ونبات العدنة من أجمل النباتات، والورد الدمشقي في مناطق أخرى».

مشاكل بيئية

من جانبه، شدد أستاذ الجغرافيا في فرع جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في الأحساء الدكتور عمر حياتي، على أهمية التعامل مع الموارد البيئية الطبيعية من حيث استخدامها وتوفير الظروف اللازمة لاستمرارها باعتبارها عناصر حيوية وضرورية لبقائه، إذ تظهر المشاكل البيئية الناجمة عن النشاطات البشرية في البلدان المتقدمة والنامية، مع التأكيد على التنمية المستدامة لتجنب المخاطر البيئية.

الآثار البيئية للتصحر

نقص في عمق التربة نتيجة تعريتها وانجرافها وزيادة العواصف الترابية

نقص في محتوى المادة العضوية في التربة ومن ثم خصوبتها

تكون قشرة صلبة على سطح التربة وتملحها أو تحولها لقلوية

زيادة في تكوين الكثبان الرملية وفي معدل تحركها

تدني نوعية المياه الأرضية ونقص في كميتها

نقص الغطاء النباتي الطبيعي والإنتاج الزراعي وفشل بعض الأنواع النباتية في التكاثر

نقص أعداد الحيوانات نتيجة الهجرة والنفوق

انعدام فرص التطور الصناعي المرتبط بالمنتجات الزراعية