يعد شارع الموسيقى «وهو الاسم الذي أطلقه سكان حي الحلة عليه»، والذي يقع في حي الحلة وسط الرياض، أحد أشهر الشوارع التاريخية التي لا تزال تنبض بالحياة، باعتباره مقصد كثير من محبي الموسيقى، سواء لشراء مختلف الآلات الموسيقية الشرقية المختلفة مثل العود والطبلة والقانون والناي، أو الغربية مثل الأورج والجيتار.

وكان حي الحلة سابقا مقصدا لراغبي تعلم العزف على مختلف الآلات الموسيقية وتحديدا العود نظرا لتواجد عدد لا يستهان به من الفنانين ومعلمي العزف فيه، إلا أن أعداد قاصدي السوق لغرض تعلم العزف بات قليلا اليوم مع انتشار المعاهد الموسيقية المتخصصة والمعتمدة.

منجم للموسيقى

يمثل السوق منجما لا ينضب لعشاق الفن والطرب نظرا لاحتوائه على ما يزيد عن 30 محلا تبيع مختلف الآلات الموسيقية، إضافة إلى المحلات المتخصصة في تصليح الآلات المعطوبة.

كما بات السوق، اليوم، مقصدا كذلك لمحبي التحف الأثرية فتجدهم يتجولون داخله، ووسط محلاته بحثا عن آلة موسيقية أثرية، حيث يصادفون فيها أعوادا يزيد عمر بعضها أحيانا عن 70 عاما، ويصل سعر الواحد منها إلى عشرات الآلاف من الريالات، كل بحسب شهرة ماركته، أو شهرة الصانع له وتاريخه وعمر العود.

مقصد الكبار

شهرة السوق الذي يزيد عمره عن نصف قرن حفزت كثيرا من كبار ومشاهير الفن على زيارته والاطلاع على محتويات محلاته مثل الفنان الكبير طلال مداح والفنان عيسى الأحسائي وغيرهم كثير من كبار الفنانين.

وشهد السوق خلال السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا حتى من الإناث الراغبات باقتناء أدواتهن الموسيقية، وأفاد أحد العاملين في السوق، أن مشهد الفتيات الباحثات عن اقتناء آلة موسيقية وتعلم العزف عليها بات مألوفا اليوم، وزاد بشكل كبير عن السنوات السابقة.

شهرة واسعة

لم تقتصر شهرة السوق على داخل السعودية، بل امتدت إلى دول الخليج ومصر والعراق وغيرها، حيث يأتيه سائحون من هذه الدول لشراء بعض الآلات مثل العود والربابة إضافة إلى بعض المقتنيات التذكارية.

وأوضح أحمد الهويش، وهو أحد عشاق السوق ومن مرتاديه بشكل دائم أن «السوق يشهد إقبالا من الشباب باختلاف ميولهم، فتجد بعضهم يبحث عن الأورج، وآخرين عن الغيتار، وأكثرهم عن العود»، موضحا أنه صادف فيه كثيرا من مشاهير الفن الذي كانوا يرتادونه.

بدوره، أوضح الشاب الفنان عبدالله الفيصل أنه من مرتادي السوق منذ 12 عاما لعشقه الكبير للمكان، وقال «الروح الموجودة في السوق ومن قاطنيه تجعل الشخص يأتيه مرارا وتكرارا دون ملل».

وأفاد أنه مغنٍ وعازف على آلة الجيتار، وأنه قد بدأ للتو تعلم العزف على الأورج، وقد شارك في عدد من الحفلات والفعاليات داخل السعودية.

تسمية مسببة

أوضح أحد قدامى العاملين في السوق أن هذا الأخير حمل اسم سوق التراث الشعبي لأنه كان يحتوي مختلف أنواع موسيقى التراث الشعبي من عرضة ملكية والتيران والعود ومختلف الآلات الموسيقية، وأضاف «شهد السوق خلال السنوات الأخيرة تحسنا كبيرا نظرا لقيام أصحاب المحلات بتحسين واجهات محالهم سواء من ناحية الديكورات أو جلب آلات موسيقية متنوعة قديمة وحديثة».

وتابع «يحتوي السوق على عدد من الأعواد الأصلية والمصنعة داخل السعودية أو خارجها مثل مصر والعراق والكويت، ومن صناع أعواد مشاهير مثل محمد فاضل وفؤاد جهاد وفوزي منشد وورشة سالمين ويوسف المطرف وفتحي أمين وأحمد محمد».

وعن أسعار العود، أوضح أن «الأسعار للمبتدئين تبدأ من 200 ريال وتصل إلى 500 ريال، أما الأعواد ذات الجودة المتوسطة فتبدأ أسعارها من 800 ريال وتصل إلى 1500 ريال للعود الواحد، أما الأعواد الاحترافية والتي لها شهرة سواء من اسم ماركتها أو اسم صانعها فيصل سعرها إلى عشرات الآلاف من الريالات».

وعن الفروقات بين الأعواد الاحترافية أو الأعواد الغالية الثمن عن الرخيصة، قال «نوع الخشب المستخدم ودقة الصناعة إضافة إلى الإضافات التي تضاف للعود مثل الصدف وغيره هي ما يميز العود، وأفضل أنواع الخشب المستخدمة وأشهرها هي خشب الجوز وخشب السيسم وخشب البلوط وخشب الورد».

غياب التقدير

على الرغم من شهرة السوق وتاريخيته، وكونه منبعا للفن والطرب ومعلما سياحيا في الرياض، إلا أنه لم يلق التقدير الملائم من قبل الجهات المختصة لتطويره وتحسينه وجعله معلما راقيا وأنيقا، ومقصدا للجميع، على الرغم من مطالبات عدد من أصحاب المحلات وزائريه بتطويره.

شارع الموسيقى

شارع في حي الحلة وسط الرياض

يحمل رسميا اسم سوق التراث الشعبي

تنتشر فيه محلات بيع الأدوات الموسيقية

تباع فيه قطع أثرية من هذه الأدوات

زاره عدد من كبار الفنانين ومشاهيرهم