لا تجافي مقولة أن «الحراس نصف الفريق» الحقيقة في عالم كرة القدم، بل ربما يكون الفريق بأكمله عندما يبدع ويتصدى للكرات ويحبط هجمات المنافسين. وعادة ما يتألق حراس المرمى بشكل لافت، لكن الجماهير والمتابعين والنقاد، لا يتذكرون كثيرًا من تلك الإبداعات، فمع أول غلطة أو خطأ يقع فيها أصحاب القفازات، واللاعبون المظلومون، خصوصًا عندما تكلف تلك الغلطة أو الخطأ الفريق خسارة بطولة أو لقب، أو حتى مباراة. وغالبًا ما وجد حراس المرمى أنفسهم في مرمى نيران الانتقاد، وكثيرًا ما تعرضوا لسهام التعليقات السلبية من كل حدب وصوب، كما حمّلوا في أحيان كثيرة مسؤولية الهزيمة حتى لو كان الفريق ككل في وضع سيء، ورغم أن بقية اللاعبين أخفقوا في الدفاع عن المرمى، كما لم يوفقوا في الهجوم وترجمة الفرص إلى أهداف.

غلطة الحارس بقيت دائمًا ذنبًا لا يغتفر، ويبقى في ذاكرة الجمهور طويلًا، فلا يُمحى ولا يزول بشهولة، بل غالبًا ما يقفز إلى الأذهان مع كل إخفاق للفريق، وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير، كما حدث لحارس مرمى الهلال المتألق عبدالله المعيوف في دوري أبطال آسيا، عندما أخطأ أكثر من مرة، مما جعل الجماهير تعيد الأخطاء السابقة له. في المقابل، تدفع محبة الجماهير لحراس مرمى فرقهم، إلى تذكرها أغطاء الحراس الآخرين لتبرير أخطاء الحارس الذي يعشقونه.

أخطاء فادحة

وقع عدد كبير من حراس المرمى في أخطاء فادحة حرمت أنديتهم ومنتخبات بلدانهم من بطولات كانت إلى حد ما في متناول اليد، وظلت تلك الأخطاء في الذاكرة لا تنسى مع مرور السنين، وعدّها المتابعون أخطاء كارثية، بالرغم من أن كثيرًا منها أفادت الحراس، وكانت سببًا في تعلمهم أشياء مفيدة كثيرة، فيما كان بعضها الآخر سببًا في إنهاء مشوار بعض الحراس بالرغم من أنه يشار إليهم بالبنان، وذلك لهشاشة قدرتهم على التعامل مع الضغوط التي يفرضها ارتكابهم أي هفوة.

خروج ينهي التألق

على الصعيد المحلي، برزت عدة أخطاء لحراس المرمى خلال السنوات الماضية، ففي عام 2007 كلف خروج حارس المنتخب السعودي الشاب حينها ياسر المسيليم الخاطئ من مرماه، الأخضر خسارة كأس آسيا أمام العراق، ولم يتذكر الجمهور التألق الذي ظهر به المسيليم خلال تلك البطولة القارية، ولم ينتبهوا إلى أنه كان أحد أهم عوامل بلوغ الصقور النهائي، إنما تذكروا الخطأ الذي كلف الأخضر خسارة اللقب.

غلطتان متتاليتان

وقع حارس مرمى الاتحاد السابق مبروك زايد في خطأين فادحين في نهاي دوري أبطال آسيا 2009 أمام بوهانج الكوري الجنوبي بخروج خاطيء في الهدف الأول، وعدم المتابعة الجيدة للضربة الحرة في الهدف الثاني، ما كلف العميد خسارة اللقب الذي كان يطمح لاستعادته.

إحباط الأصدقاء

وقع عبدالله المعيوف حين كان حارسًا للأهلي في أخطاء فادحة في نهائي كأس الملك 2014 وذلك في افتتاح ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة (الجوهرة). وجمع النهائي فريقي الأهلي والشباب، وأسهم المعيوف في خسارة فريقه بشكل كبير وبأخطاء أحبطت معنويات زملائه الذين كانوا يسعون لتعديل النتيجة، قبل أن يتلقوا الهدف الثالث بخطأ تمريرة خاطئه منه لمهاجم الشباب الذي أعاد الكرة لشباك الأهلي. خسارة بالأخطاء وقع حارس النصر وليد عبدالله في أخطاء فادحة أمام الوحدات الأردني خلال البطولة القارية في دور المجموعات، ما كلف النصر خسارة لن تنسى.

ذكرى مؤلمة

يتذكر الأهلاويون خطأي حارس مرمى الفريق السابق عبدالهادي الحداد في نهائي دوري كأس خادم الحرمين الشريفين موسم 1996 أمام الهلال عندما خرج من مرماه بشكل خاطئ منح مهاجم الهلال سامي الجابر فرصة تسجيل هدف الفوز لفريقه، وابتعاد الأهلي عن اللقب الغائب من سنين، وأدى ذلك إلى رحيل الحداد عن المرمى الأهلاوي. الأمر نفسه كرر حارس الأهلي تيسير النتيف في موسم 1999 أمام الاتحاد في نهائي نفس المسابقة، كما كرر الخروج الخاطئ من مرماه في نهائي كأس ولي العهد 2004 أمام الاتحاد ليسجل حمزة إدريس هدفًا بالرأس من خارج منطقة الجزاء ويمنح اللقب للعميد.

أمثلة عالمية

الأمثلة العالمية على الأخطاء الفادحة التي ارتكبها حراس عالميون تبقى بدورها كثيرة، ومنها: خطأ الحارس الألماني الشاب أندريه تير شتيجن حارس مرمى برشلونة الإسباني الذي أدى لخسارة فريقه بنتيجة 4/ 3 أمام سلتا فيجو في الليجا الإسبانية 2016، وبالتالي أوقف مسيرة ابتعاد برشلونة في صدارة الدوري الإسباني. ـ خطأ الحارس دافيد سيمان (2002) حارس مرمى أرسنال ومنتخب إنجلترا الذي ارتكب هفوة لا تغتفر عندما تقدم من مرماه في مباراة دور الثمانية في نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان مما منح النجم البرازيلي رونالدينيو هدفا تاريخيًا من ضربة حرة. وخطأ الحارس الألماني أوليفر كان، المرعب لجميع خصومه، الذي تصدى بشكل خاطئ لتسديدة البرازيلي ريفالدو، فأكملها رونالدو في الشباك، ومنح البرازيل لقب كأس العالم 2002. وخطأ حارس مرمى برشلونة فيكتور فالديز أمام ريال مدريد عام (2011) الذي يرتبك في مرماه عندما تأتي له الكرة وبالطبع ضد أي لاعب مهاري يكون الارتباك أكثر وأكثر، وهذا ما فعله النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا تحديدًا في كأس السوبر الإسباني حيث انقض عليه وقطع منه الكرة بكل سهولة وسجل في مرمى البرسا.

فرحة غريبة

أخطأ الحارس المغربي خالد العسكري عندما كان حارسًا لمرمى الجيش الملكي المغربي، فقد تصدى لركلة جزاء من لاعب المغرب الفاسي ضمن ركلات الترجيح المؤهلة للمربع الذهبي لكأس المغرب، ولكن لسوء حظه دخلت الكرة مرماه بطريقة غريبة، بينما انشغل هو بالفرحة أمام الجمهور في لقطة ربما كانت الأكثر تفاعلًا في عالم كرة القدم بالنسبة لحراس المرمى.

تلافي الأخطاء

يرى حارس مرمى الأهلي السابق عبدالهادي الحداد أن أخطاء حراس المرمى تبقى واردة في عالم كرة القدم، وهي جزء من أخطاء الفريق كاملًا، وأن حارس المرمى يجب أن يتلافى الأخطاء وذلك بالتدريب المستمر منذ الصغر، وتعلم الأساسيات مبكرًا وتطوير نفسه بشكل مستمر، مشددًا على أنه يجب على الجماهير عدم تحميل الحارس فقط المسؤولية بل يجب أن يتحملها الفريق كاملًا.

منظومة متكاملة

بدوره، بين حارس المرمى السابق، مدرب حراس صقور المستقبل السعودي المنتمي لبرنامج الابتعاث السعودي للاعبين، فريد خليل عسيري، أن الحارس الجيد قليل الأخطاء، ويكون الحارس جيدًا إذا كان مؤسسًا بشكل جيد منذ صغر سنه، وعمل على تطوير مهاراته، وإمكاناته. وبالنسبة للوقوع في الأخطاء فإن ذلك أمر وارد، لكن يجب عدم القسوة على حراس المرمى لأنهم يتأثرون بأداء الفريق ككل، والحارس فرد من المجموعة وتألقه مرتبط بتألق زملائه اللاعبين، ليكونوا منظومة متكاملة داخل الملعب.

أخطاء حراس في الذاكرة

1996

الحداد يخطئ والأهلي يخسر الدوري.

1999

النتيف يحرم الأهلي الدوري بخطأ قاتل.

2004

تقدم النتيف يمنح الاتحاد كأس ولي العهد.

2002

حارس إنجلترا يسهم بتقدمه عن مرماه في هدف تاريخي لرونالدينيو.

2002

تصدي خاطيء لأوليفر كان يتوج البرازيل بطلة للعالم.

2007

غلطة المسيليم تحرم الأخضر كأس آسيا.

2009

مبروك يخطئ والاتحاد يخسر اللقب القاري.

2014

المعيوف يتسبب في خسارة الأهلي للكأس

2021

المعيوف ووليد عبدالله يقودان الهلال والنصر للخسارة

حراس مرمى أخطاؤهم مكلفة

ياسر المسيليم

النادي

الأهلي

المنتخب

السعودية

تاريخ الميلاد

1984

بداية مشواره

2002

الاعتزال

مستمر

عبدالله المعيوف

النادي

الهلال، الأهلي

المنتخب

السعودية

تاريخ الميلاد

1987

بداية مشواره

2004

الاعتزال

مستمر

مبروك زايد

النادي

الرياض، الاتحاد

المنتخب

السعودية

تاريخ الميلاد

1979

بداية مشواره

1998

الاعتزال

2014

تيسير النتيف

النادي

الاتفاق، الأهلي، الاتحاد

المنتخب

السعودية

تاريخ الميلاد

1974

بداية مشواره

1993

الاعتزال

2013

وليد عبدالله

النادي

الشباب، النصر

المنتخب

السعودية

تاريخ الميلاد

1986

بداية مشواره

2006

الاعتزال

مستمر

أوليفر كان

النادي

بايرن ميونخ

المنتخب

ألمانيا

تاريخ الميلاد

1969

بداية مشواره

1975

الاعتزال

2008

أندريه تير شتيجن

النادي

برشلونة الإسباني

المنتخب

ألمانيا

تاريخ الميلاد

1992

بداية مشواره

2009

الاعتزال

مستمر

فيكتور فالديز

النادي

برشلونة، مانشستر يونايتد

المنتخب

إسبانيا

تاريخ الميلاد

1982

بداية مشواره

1992

الاعتزال

2017

دافيد سيمان

النادي

أرسنال، مانشستر سيتي

المنتخب

إنجلترا

تاريخ الميلاد

1963

بداية مشواره

1981

الاعتزال

2004

خالد العسكري

النادي

الجيش المغربي، الرجاء المغربي

المنتخب

المغرب

تاريخ الميلاد

1981

بداية مشواره

1994

الاعتزال

2012