كان أهالي منطقة عسير يبادرون بإطلاق أعيرة نارية كثيفة من البنادق في أحد رؤوس الجبال الشاهقة، في السابق كإشارة وابتهاجًا بدخول رمضان، أو إشعال النيران في الهضاب المرتفعة لإبلاغ الناس بدخول العيد ويعتبر «المشعال» إعلاناً رسمياً كما كانت هذه العادة تستخدم لإعلام الناس باقتراب موعد السحور أو دخول وقت الأفطار.

إعلان الفرحة

بعدما يتم إعلان دخول شهر رمضان المبارك أو العيد ووصول الخبر سواء بالراديو أو التلفاز، يتم إشعال النار بقمة جبل وعادة ما يرتفع لهب النار في هذه العادة إلى أكثر من 4 أمتار ويتم استخدام أنواع من الخشب فيها مثل النيم والطلح والشث والعرعر، أو سماع أصوات البنادق.

الاستعداد والتجهيزات

تبدأ ربة البيت بتنظيفه، وتفرش المجالس بقماش أبيض مع الكلف ويتم إعداد وجبة الإفطار من عجينة ونحوها حتى تكون جاهزة للخبز في الصباح وبعد صلاة الفجر يخرج الناس الفطرة «الزكاة» تعطي للأرحام والأقارب والجيران، ثم أكل عدد من ثمرات النخيل، ولبس الجديد والخروج للصلاة في المشهد وبعد العودة من المصلى نقوم بزيارة كبير العائلة، ومازالت عادة إشعال النيران وإطلاق الأعيرة مستمرة في الوقت الحالي على أسطح المباني والمنازل بعد انقراض فكرة إشعالها على الجبال.

عادات قديمة

فبالرغم من مرور سنين طويلة على عادات عرفناها وألفناها في السعودية لا يزال بعضها لم يتغير أو تندثر مع مرور الزمن وتعدد الأنماط، تبعاً لاختلاف مظاهر الحياة في المدن والقرى السعودية، ولاسيما في تزايد التواصل الاجتماعي، والتقارب الأسري، ففي رمضان هنالك تقليد لدى بعض العائلات، يتمثل في تخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري، وفي عسير ترسخت لديهم بعض العادات الرمضانية من خلال تجهيز الأكلات الشعبية، وتزيين المنازل، وإشعال النيران على رؤوس الجبال قديما.