ودعنا، قبل أيام، زميلنا الغالي عادل التويجري، الذي اختاره الله في ليلة فضيلة، وغادرنا إلى دار البرزخ. كانت حلقة السبت وداعية، حيث كان «عادل» حاضرا كالعادة، وفي الختام أرسل عبارات تحذيرية للاعبي «الهلال» وإدارته وجهازه الفني من مغبة الإفراط في التفاؤل بحسم الدوري، بعد الفوز على «الشباب». وأكد أن الأمور

ما زالت في الملعب، ومن يظن غير ذلك سيطير الدوري منه. ولا شك أن رؤية «أبي غيداء» - رحمه الله - واقعية، وتنم عن بُعد نظر، ومن ثم فإن إدارة الهلال، ممثلة في «الصامت» فهد بن نافل، الذي تسبق أفعاله أقواله، وحقق مكتسبات عديدة للنادي، كان آخرها التعاقدات التي أبرمها لتعزيز قوى الفريق في المشوار المقبل، تدرك ذلك جيدا.

صحيح حدث للفريق تعثر، كاد يفقده التأهل الآسيوي، فضلا عن الخروج من كأس الملك، وضياع السوبر الذي كان قريب المنال، لكن يفترض أن نكون واقعيين، فبقدر العمل الذي يقدمه «الهلال»، وطموح عشاقه، فهناك أندية أخرى لها الطموح نفسه، وتعمل من أجل الظفر بالمعطيات. عموما.. ليس عيبا أن تتعثر، لكن الإشكالية الاستمرار في التواري، والأكيد أن العودة مفرحة للعشاق، وتعد إنجازا لا يقل عن تحقيق البطولات، وهو ما يجسده الواقع الهلالي الذي تغيرت صورته بعد تولي الجهاز الفني الجديد، إلى جانب الوطني عبداللطيف الحسيني الذي قرب المسافة بينه واللاعبين في أول خطوة، وكان له دور كبير في تفعيل الطريقة الفنية بالانضباط التكتيكي الخلفي، ورتق مشكلات الدفاع، على الرغم من بعض الهفوات في الشق الأيسر، وعدم تعامل «الجحفلي» مع الكرات التي تصل للمناطق الخطرة بحذر، حيث إن سيناريو هدف التعادل لـ«الشباب» يذكرنا بالخطأ نفسه من اللاعب في لقاء السوبر أمام الأهلي في 2016، عندما جهز الكرة لـ«السومة»، وكان يفترض أن يشتتها عن مناطق الخطر. عموما.. الأهداف تحضر من تفاصيل دقيقة، ويتعين تجنب الأخطاء قدر الإمكان، واللعب بحضور كامل وقوي، لأن التعثر مستقبلا يعني الدخول في معمعة الحسابات الصعبة، ونزال الباطن منعطف خطر.

ختاما.. وصية «التويجري» شافية ودقيقة.. رحمك الله يا «أبا غيداء»، وجمعنا سويا في مستقر رحمته، وكل عام والجميع بخير.