في وقت يترقب الناتج الاقتصاد العالمي خسائر تريليونية قد تتجاوز بحسب تقديرات حديثة 86 تريليون ريال بسبب تأثير التغير المناخي وتأثير انبعاثات الكربون التي باتت حاليا قضية الاقتصادات المتقدمة والنامية معا، انضمت قطاعات أخرى إلى قائمة الأكثر تصديرا للكربون عالميا ومنها الملابس التي يتم صنعها في بعض الدول من خامات رخيصة تضر البيئة عند تحللها ومحلات بيع التجزئة والبقالات والسوبر ماركت من خلال النفايات البلاستيكية.

الانبعاثات الزراعية

أورد تقرير لموقع «The ecoexport» العالمي، قائمة ضمت 7 أنشطة تتسبب في تصدير الانبعاثات الكربونية حول العالم، وتلحق الأضراربالممتلكات والاضطرابات التجارية، الناجمة عن زيادة مستويات الأحداث المناخية القاسية، وفقدان الإنتاجية، واضطرار الحكومات إلى إعادة توزيع الموارد الشحيحة لمواجهة التغير المناخي.

ولفت التقرير إلى الأنشطة المرتبطة بالزراعة ودورها في تغير المناخ، ومنها إزالة الغابات في غابات الأمازون المطيرة؛ فخلال شهر واحد، أفقدت الحرائق 870 ميلا مربعا- بزيادة قدرها 278% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

كما أن الزراعة الحيوانية مسؤولة عن 13-18% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم؛ إذ إن معظم الانبعاثات الزراعية 65% هي غاز الميثان وأكسيد النيتروز، والتي تأتي في الغالب من الأبقار.كذلك، يعد حرق الأراضي للزراعة مشكلة إضافية تواجهها الدول حول العالم؛ يؤدي تدمير هذه الأرض إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون.

تسعير انبعاثات الكربون

قدرت دراسة لشركة Swiss Reinsurance أن يخسر الناتج الاقتصاد العالمي نحو 10% من قيمته بحلول 2050، بما يعادل 23 تريليون دولار بسبب تأثير التغير المناخي على قطاعات الزراعة والأمراض والبنية التحتية، إضافة إلى الإنفاق الحكومي وغيره.

تُظهر توقعات التقرير، أن أشد البلدان فقرا، ستكون الأكثر تضررا، حيث ستشهد البلدان الأعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، وهي مجموعة من أغنى دول العالم، انخفاضا بنسبة 5% في حجم اقتصاداتها، مقارنة بـ9% في أمريكا الجنوبية، و17% في الشرق الأوسط وإفريقيا، و25% في دول «رابطة جنوب شرقي آسيا، أو «آسيان».

وقالت الدراسة إن مخاطر المناخ يمكن إدارتها، من خلال إجراءات سياسية عالمية منسقة، وتحقيق هذه الغاية يتطلب أن نرى المزيد من الإجراءات السياسية، بشأن تسعير انبعاثات الكربون، مقترنة بتحفيز الحلول القائمة على الطبيعة وتعويض الكربون.

وترجح الدراسة أن يؤدي ارتفاع الحرارة بمعدل 2 إلى 2.6 درجة مئوية، إلى خسائر اقتصادية عالمية بنسبة 11 إلى 13.9%، أي أعلى بنحو 10% من خط الأساس.

صناعة الأزياء

تضم قائمة مصدر انبعاثات الكربون بخلاف القطاع الزراعي الأزياء والملابس والتي تمثل نحو 10% من الانبعاثات الكربونية عالميا، حيث إن الملابس المصنوعة من مواد رخيصة، تحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة تصدر انبعاثات كبيرة، علاوة على تصنيع الملابس في دول الآسيوية، تعمل معظم المصانع فيها اعتمادا على الفحم والغاز.

كما أن تسارع حركة الأزياء والموضة تسبب في زيادة معدل تدوير الملابس؛ علاوة على أن اتجاهات الموضة تقود 85% من المنسوجات والملابس إلى النفايات سنويا لمواكبة الموضة.

وسائل المواصلات

تعد وسائل المواصلات المصدر الأساسي وراء غازات الاحتباس الحراري؛ حيث تمثل انبعاثات الطرق والسكك الحديدية والجوية والبحرية 24% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

ويقف الشحن التجاري وراء 40% من إجمالي انبعاثات النقل والمواصلات، في حين أن سفر الركاب مسؤول عن 60%.

الطاقة والوقود

يتسبب الوقود التقليدي في تلوث البيئة وذلك في ظل المستويات المتدنية للطاقة المتجددة في الأنشطة الحياتية، حيث تتسبب صناعة الوقود في كثير من الضرر البيئي، مع توسع العالم في استهلاك النفط يوميا وما ينتج عنه من أضرار بيئة مرتبطة الصناعات المختلفة وتأتي الأشكال الرئيسية للضرر الاقتصادي من خلال المخاطر المادية المرتبطة بذلك.

النفايات البلاستيكية

مصدر آخر لابتعاثات الكربون، وهو تجارة المواد الغذائية بالتجزئة؛ حيث أدى التزايد السكاني في جميع أنحاء العالم إلى زيادة في استهلاك الغذاء.

ويأتي ضرر محلات السوبر ماركت والبقالات وغيرهما من بائعي المواد الغذائية بالتجزئة من خلال نفايات التعبئة والتغليف التي تنتجها؛ إذ إن 800 ألف طن من النفايات البلاستيكية سنويا تأتي من تجار التجزئة.

توزيع مصادر الانبعاثات في العالم

الملابس: 10% من الانبعاثات عالميا

المحلات والمتاجر: 800 ألف طن من النفايات البلاستيكية تأتي من تجار التجزئة سنويا

وسائل النقل: 24% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية

الزراعة الحيوانية: 13-18% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري