تتشابه عادات فطور العيد في عسير من محافظة إلى أخرى، إلا من اختلافات قليلة، كما هو الحال مع باقي مناطق المملكة العربية السعودية، ويبرز التشابه أكثر ما يكون في الاجتماع في المنازل بعد أداء الصلاة، حيث تجتمع الأسر في الغالب في منزل واحد، وعادة ما يكون منزل الوالد أو الأكبر سنا في العائلة، ويتناول الجميع وجبة الفطور ثم يذهب كل إلى منزله بعد الإفطار عند البعض، بينما يبقى البعض الآخر مجتمعا لتبادل الأحاديث، بينما يفضل البعض أداء بعض الرقصات الشعبية وغيرها، ويقوم البعض الآخر بعمل مسابقات وتوزيع هدايا العيد.

ويقدم عادة قبل الفطور القهوة والشاي والضيافة العربية المعتادة مع التمور والشوكولاتة، أما غالب أنواع الأطعمة الشعبية المقدمة على مائدة فطور العيد في عسير تتكون من الحبوب كالقمح والذرة والدخن، وغيرها ومن الأطباق التقليدية الشهيرة المقدمة على مائدة فطور العيد العريكة والتصابيع والمبثوث أو البثيث والثريف، إضافة إلى الخبز البلدي أو ما يسمى بخبز التنور أو الميفا، كما يقدم عادة -إلى جانب خبز الميفا- آنيتان كبيرتان ممتلئتان، إحداهما بالسمن والآخرى بالعسل، ويميل البعض إلى إضافة أطعمة الإفطار الخفيفة المعتادة إلى جانب الأكلات الشعبية أو الاكتفاء بها.

تميل أكثر الأسر إلى تجهيز توزيعات العيد أو هدايا العيد، ويقوم البعض بإعداد بعض المسابقات كذلك المرافقة للهدايا والتوزيعات، وعادة ما يختص الأطفال بالنصيب الأكبر من هذه التوزيعات، والتي تكون في الغالب عبارة عن ألعاب وحلويات وشوكولاتة، أما توزيعات العيد للكبار فغالبا ما تكون عبارة عن عطور أو فواحات أو شوكولاتة، كذلك يتم توزيع ما يسمى بالعيديات، وهي مبالغ مالية تختلف قيمتها، وتوزع على الصغار والكبار.

كما تفضل الأسر أداء الرقصات الشعبية المختلفة، وتجتمع العائلة الواحدة معا لأداء هذه الرقصات رجالا ونساء، وبمشاركة الكبار والصغار، لإشاعة البهجة والفرح والسرور وتمضية الوقت، بينما يقوم البعض بأداء واجب الزيارة، خاصة زيارة الكبار مثل الجد والجدة والأعمام والأخوال وذوي الرحم خاصة منذ الصباح، وبعد أداء الصلاة مباشرة.

بقيت طقوس العيد هذا العام كما هي إلا من اختلاف قليل بسبب الجائحة؛ حيث اقتصرت التجمعات العائلية على أعداد قليلة بحسب توجيهات وزارة الداخلية، أما العادات فقد احتفلت الأسر وابتهجت بالعيد، كما جرت العادة، وهذا ما رصدته كاميرا «الوطن» من منازل ومحافظات مختلفة.