عرّف الباحث النرويجي دان أولويس (التنمر) على أنه تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت إلى الأفعال السلبية من جانب واحد أو أكثر من الأشخاص الآخرين....وهو بكل بساطة مضايقة الآخرين إما جسديًّا بالضرب أو الإيذاء المتعمد أو لفظيًّا بالتجريح بالكلام أو رمي التهم جزافًا أو بإصدار التشبيهات والنكات غير الملائمة وغير ذلك، أو عاطفيًّا كالعنصرية ضد لون أو جنس أو عرق والتحرش الجنسي وما شابه ذلك، وتطور التنمر عبر الزمن حتى (تحور)(إلكترونيًّا) في هذا العصر.

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بأحد المتنمرين في نهار رمضان ضد امرأة مسكينة تعمل بجد واجتهاد تحت الشمس الحارقة، وقام بالتعدي عليها لفظيًّا والأدهى والأمر هو التصوير والنشر ولعب دور الوصي على الآخرين، وقد كانت هناك ردة فعل حكومية وشعبية قوية للدفاع عن تلك المسكينة (المتسترة) المحتشمة والتي كانت تمارس حقها الطبيعي بالكسب المشروع، ولم تمر الحادثة مرور الكرام، بل استنهضت نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد سلمان، الذي وجه عاجلاً بإيجاد مقر ثابت ونظامي للسيدة خزنة زيد التي تعرضت للتنمر والتشهير بها عبر منصات التواصل الاجتماعي وانتصر سمو نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير الشاب أحمد بن فهد بن سلمان لتلك البائعة المسكينة بعد توجيهه الكريم لأمانة المنطقة الشرقية تجهيز مقر لها بشكل عاجل في أحد أسواق الخضار بالدمام.

وقد لا يخفى على الكثيرين الآثار الكبيرة التي قد يعاني منها ضحايا التنمر صغارًا وكبارًا. وقد وجدت دراسة حديثة أن واحدا من بين ٨ شباب حول العالم لديهم سلوكيات انتحارية؛ حيث يوجد ارتباط كبير بين الأمر ومحاولات الانتحار، وذلك وفقًا لما جاء في صحيفة «الإندبيندنت» البريطانية وقد حذرت دراسة بريطانية من أن ما نسبته 17% من الأطفال يفكرون في الانتحار بسبب التنمر في المدرسة، بواقع طفل واحد من بين كل ٥ أطفال....

طبعًا التنمر يؤثر عاطفيًّا في جميع الأعمار وليس مختصًا بالأطفال فقط مرورًا بالمراهقين وحتى الناضجين وكبار السن ومن أخطر أنواع التنمر هو (التنمر الوظيفي) الذي سوف نزوره في مقالات مستقبلية ويعاني كله ملايين الموظفين حول المعمورة...

ياليت أن نترك الناس بحالها ونبتعد عن (اللقافة) وتقمص شخصيات المحقق (كونان) والتدخل بخصوصيات الغير ومن القبح بمكان أن تجمع بين (الطامتين) اللقافة والتنمر، وحدثني أحد (الثقات) أن منظمة الصحة العالمية تعتزم أدراج (اللقافة) كأحد الأمراض الخطيرة، وصدق من قال (الفاضي يعمل قاضي)