هـناك شوارع تجارية تقع على جوانبها إدارات حكومية ومدارس ومعاهد يمكن الاستفادة من بعض جوانبها التي تقع على الشوارع التجارية حال ما يتم اقتناص جزء من مساحاتها التي تطل على تلك الشوارع التجارية بعمق لا يقل عن عشرة إلى خمسة عشر مترا، ليعود ريعها إلى مالك المرفق ليكون رصيدا نقديا تحتفظ به لحاجات المرفق من ترميمات وتعديلات وإضافات.

فمثلا الوحدة الصحية السادسة ومركز التشخيص المبكر ومركز علاج النطق ثم معهد الأمل للبنات، تلك المباني تشغل مساحات شاسعة وتقع كلها على أربعة شوارع أو ثلاثة أهمها شارع عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، بما لا يقل طوله عن 800 متر. وهناك أيضا معهد الأمل للبنات وبجواره أرض فضاء حكومية تليها أرض تابعة للتعليم، وثم مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز ويليه مجمع معاهد الأمل للصم بنين والصم بنات، ولا تقل مجموع أطوالها على شارع الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- عن الـ 900 متر، يليها سور لا يقل طوله عن الـ 700 متر يحيط بمبنى معهد سلاح الحدود أيضا، يطل على شارع الإمام أحمد بن حنبل، ومن ثم مجمع معاهد الأمل للصم بنين والصم بنات، تليه ثانوية العليان للبنين ثم مبنى معهد التربية الفكرية بنات ومركز متعددي الإعاقة، تلك تقع على شارع الإمام الشافعي ،جميعها تضم مساحات شاسعة لا يقل طولها على هذا الشارع عن الـ 900 متر، وهذه بمجموعها تشكل مسافة 3300 متر طولي.

وكل واحدة من هذه المباني تقع إما على شارع تجاري واحد أو على شارعين تجاريين، لو بنيت تلك المسافات كمحلات تجارية لأنتجت أكثر من 660 محلا تجاريا لا يقل دخلها السنوي عن 20- 25 مليون ريال على الأقل، وهذه ستحل كثيرا من الإشكالات التجارية، وتستفيد تلك الدوائر الحكومية من وارداتها تلك دون أن يصيبها أي ضرر أو نقص، وتلك ثروة عقارية مهدرة يجب الاستفادة منها، وتلك المباني تقع ما بين حي الريان وحي السلام فكيف بالمرافق الحكومية الأخرى خاصة المدارس، علما بأنه ليس من الضرورة أن تكون تلك المرافق تطل على مثل هذه الشوارع التجارية التي تعج بالحركة المرورية.

لذا يجب أن نفعل ذلك لتستفيد تلك المرافق من تلك المساحات الشاسعة لأنها ستعمل على تنمية الاقتصاد وفقا لما تضمنته رؤية 2030 لا سيما في هذه الظروف.

هذا بمدينة الرياض، جازما بأن هذا الإهدار حاصل في كثير من المدن سواء في الدوائر الحكومية وفروعها أو في المدارس، والدور متوقف على دراسة مجلس الشورى لهذا الإهدار، ومن ثم على زارة المالية ووزارة التخطيط والاقتصاد والجهات المالكة لتلك المباني العمل لما فيه تحقيق مفهوم تلك الرؤية وبالله التوفيق.