لا تكن صلباً فتكسر، ولا ليناً فتعصر، فالمؤمن كيس فطن. يجب أن نسير وفق هذه العبارة في تعاملاتنا اليومية مع الناس؛ لنعش في أمان، ونؤدي رسالتنا في الحياة بسلام.

علينا أن نتحدث بلطف، ونختار من الكلام ألينه، وأجمله وأنقاه وأعذبه، مع كل من نعرف ومن لا نعرف، مع مراعاة ترك مسافة كافية بيننا وبينهم؛ نستطيع من خلالها تهيئة خط رجعة مناسب نعبره ونسلك مسالكه في حال انهيار أو تصدع جسر التواصل والاتصال مع كل من هم معنا ونحن معهم في دروب الحياة.

ولنكن على يقين أن الرجوع إلى الخلف لا يعني بالضرورة الخوف والضعف والخَوَر، فالسهم يرجع إلى الخلف قبل انطلاقه من قوس الرامي وهذا سر قوته، وعلينا الأخذ بمقولة «تحدث بلطف، واحمل عصا غليظة».

وفي هذه الحال لا خوف علينا عند خوض بحر الحياة، لأننا أخذنا بكل وسائل النجاة التي سخرها الله لنا من لين ولطف في القول والعمل، وحلاوة في لسان، وحمل عصا الغليظة نستخدمها وقت الحاجة، نهش بها عن أنفسنا أخطاء الآخرين وتجاوزاتهم، ولتأكل كل ما يأفكون.