المطر هو إحدى نعم الله علينا عز وجل، وأهم مصادر الماء النقي، وهو تجمع لبخار الماء المتصاعد من المسطحات المائية المختلفة، والتي تتعرض لدرجات متفاوتة من العوامل البيئية المتنوعة، مثل درجات الحرارة، واتجاه الرياح والبرودة، والتي تعمل معا على تكثيف بخار الماء المتصاعد، وسقوط قطرات الماء مرورا بظواهر طبيعية مختلفة، مثل التبخر والتكاثف، والتي تشكل الغيوم، ومن ثم يهطل المطر على سطح الأرض. ولقد قال تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ» صدق الله العظيم.

في أغلب الأحيان يجذبنا منظر الغيوم، وذلك بسبب تأثيرها الإيجابي على الطقس المحلي. لكن ما لا يعرفه البعض، أن الغيوم تؤثر فينا كل يوم، وإن كنا ننظر لسماء زرقاء صافية، فإن الغيوم التي نراها هي أهم مكونات نظام الطقس العالمي المعقد،والذي يلعب دورا رئيسيا في دورة المياه على الأرض. فهي التي تحمل كميات هائلة من المياه العذبة، واعتمادا على خصائصها وأين ومتى تتشكل، يكون للغيوم تأثيرات كبيرة على المناخ، مما يؤثر على الجفاف ودرجة الحرارة على كوكب الأرض. لذلك ومن خلال فهم الغيوم، يمكننا أن نتنبأ بشكل أفضل، بمسار المناخ والتوزيع العالمي للمياه العذبة.

جميع الغيوم تشترك في نفس المكون الأساسي، وهو إتش تو أو. الماء وكما هو معلوم لدينا، والذي يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين، في رابطة تساهمية داخل كل جزىء من جزيئات الماء. الذي تتشكل البحار والمحيطات والأنهار منه، ويغطي ثلثي كوكب الأرض، وله دورة تسمى بدورة المياه. وعلى الرغم من أن الهواء المحيط بنا، يحتوي على الماء أيضا، ولكننا لا نستطيع رؤيته أو الشعور به. إذ إن بخار الماء الهارب من جزيئات الماء، سواء كان من الأنهار أو التربة والنباتات، هو المصدر الرئيسي لهذا البخار. فعندما تتوهج أشعة الشمس وتقوم بتسخين سطح الأرض، تنتقل الحرارة إلى الغلاف الجوي مع بخار الماء، وكلما أصبح الهواء أكثر برودة، فإن بخار الماء يصل إلى حالة تسمى بالتشبع الفائق، مما يؤدي لعودة بخار الماء للحالة السائلة أو الصلبة، والتي تكون قطرات الماء أو بلورات من الجليد.

وتتكرر هذه العملية مرات متعددة، حتى تتولد السحابة وتظل محمولة في الهواء، إذ يمكنها أن تتحد مع نظيراتها من السحب، حتى تصبح ثقيلة بما يكفي، بحيث تتساقط مرة أخرى مثل المطر أو البرد. يذكر أن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أسست إحدى المنشآت التابعة لها، على ضفاف نهر الميسيسبي، كمنشأة تعنى باختبار المحركات، التي تستخدمها للمهمات الفضائية. وكانت في كل مرة يتم فيها هذا النوع من التجارب، يهطل المطر بعد مضى ساعة من الزمن على الأقل. إذ إنه في وقت اختبار المحركات، يتم مزج كميات ضخمة من الهيدروجين والأكسجين معا، ونتيجة لذلك تضخ المحركات بخار الماء، بكميات غير اعتيادية، التي بدورها تقوم بالمساهمة في محاكاة دورة المياه الحقيقية، بنفس النتائج تقريبا. واليوم هذه المنشأة ليست مجرد موقع اختبار، بل إنها أيضا إحدى مزارع الغيوم التي تحاكي دورة المياه، وتصنع الطقس الخاص، والتي عرفت أيضا بآلة توليد الغيوم، وهي الأولى على مستوى العالم. تعتبر اليوم هذه التكنولوجيا الحديثة إحدى أهم التقنيات، المستخدمة في الاستمطار الصناعي، لزيادة معدلات هطول الأمطار وتحسين البيئة، وتحقيق مصادر مياه نظيفة ومتجددة. إن هذا النموذج يمكن الاستفادة منه في برامج #جودة_الحياة، ليس ذلك فحسب بل، إنه ضرورة ملحة تخدم #مبادرة_السعودية_الخضراء. التي بدورها أيضا تنعكس إيجابا على مشاريع الطاقة الخضراء، التي تعتمد على خلايا الوقود الهيدروجينية، أو النباتات لتوليد الطاقة الكهربائية، من عمليات البناء الضوئي في النباتات. ليس ذلك فحسب، بل تحقق التزام #السعودية_العظمى، في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك باستحداث #مزراع_الغيوم، التي تعتمد على صناعة الغيوم، لخدمة #الاستمطار_الصناعي.