التغير والتحول الذي حصل ويحصل في القرارات الجديدة، هو «فكر»، يجب على الإنسان الواعي والمدرك لطبيعة التغيير أن يتكيف و يتواكب معه. وأن يحرص كل الحرص على قراءته وتدبره وفهمه، خصوصاً أن السياسة السعودية الجديدة، هي رؤية رسمت ملامح مستقبلنا وحددت أهدافنا.

وهنا تكون المسؤولية كبيرة جداً على أولياء الأمور، برسم مستقبل الأبناء وحثهم و اكتشاف مواهبهم الفنية والفكرية، المسألة ليست تعليما بالطريقة التقليدية، ووظائف إدارية وتقديما على ديوان الخدمة المدنية، إن هذه الطريقة متجهة للنسيان، وعفى عليها الزمن.

الموضوع اختلف حالياً، واختلاف اليوم لتغيير المستقبل. ومن كان يقول إن أبي أضاع فرصاً كثيرة، لعدم إدراكه للمستقبل وتطوراته، ها أنت تأتي إليك فرص أكثر منه، ولأن والدك أضاع فرصا لم يرشده أحد إليها، ولم يكن يملك من المستوى التعليمي شيئا لقراءة المستقبل، فأنت مستواك التعليمي جيد إلى ممتاز، وإدراكك عال جدا، بل أكثر من هذا كله الحكومة أقرت وصرحت، ورسمت الخريطة لكل شيء و بدأت بالعمل.

فالحذر أن تكون المجدد لأخطاء السابقين، ولا تكن السبب بتأخير أبنائك وضياع فرص نجاحهم.

عندما تم تحويل مسمى وزارة الخدمة المدنية إلى وزارة الموارد البشرية، فهو تحول «فكري» من وظائف لتقديم خدمات محددة، إلى تقديم مهارات وإبداعات، هي أكثر من أمور مكتبية، الكمبيوتر أصبح البديل عنها. فاكتشفوا أبناءكم، وابحثوا فيهم عن مهاراتهم وطوروها. الهواية لو كانت هي الوظيفة لرأيت الإبداع وحصل الإنجاز.

إن التحول اليوم في السياسة التعليمية والإدارية، ما هو إلا مواكبة لتغيير جذري قادم، ليس لنا فقط بل للمنطقة كاملة. لقد بدأت الدول الشرقية والغربية بالصناعة، وطورتها بالفكر الحرفي وسادت العالم، فكبرت و تجدد نفسها بشكل متسارع، ونحن لم نتحرك إلا في الصناعة النفطية فقط. ولو كانت مواكبتنا للصناعات الأخرى، بنفس ما قمنا به في الصناعة النفطية، «ماذا سوف نكون؟»، شعب بلا صناعة ولا حرف ولا مهارات، كيف له أن يتقدم؟.

ومن هنا ندرك كلمة سيدي ولي العهد محمد بن سلمان عندما قال: «هذي حربي أنا» وهي أقوى أنواع الحروب، الحرب الفكرية. لذلك وجب علينا التغيير. عذراً سيدي إنها حربنا جميعاً.