قاد اليأس وقلة المقاتلين في صفوف الحوثي هذه الميليشيا الإرهابية إلى اتباع نهج الترصد، لخطف أطفال المواطنين، والزج بهم في جبهات القتال، حيث كشف مصدر في العاصمة اليمنية (صنعاء) عن جمع الحوثيين عددا من الأطفال، لإخراجهم في مسيرة بشارع السبعين في صنعاء، من أجل التنديد واستنكار موقف الأمم المتحدة نظير إدراجها لهم على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة حقوق الأطفال، متبعين أسلوب التهديد والترغيب للمواطنين، لافتا إلى أنهم حاولوا استغلال هذه المناسبة في معرفة بيانات الأطفال، استعدادا لخطفهم وإلحاقهم بالجبهات.

استدراج الأسر بالخدمات

قال المصدر: «تم جمع كل عقلاء الحارات، وتوجيههم بتقديم بيانات كل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و15 سنة، وضرورة إحضارهم إلى الميدان، على أن يتحمل كل عاقل حارة مسؤولية رفع بيانات ناقصة أو غير صحيحة، أو غياب الأسماء المرصودة عن الحضور والمشاركة»، مضيفا أنهم أوهموهم بأن هناك جوائز ومكافآت كبيرة في انتظار كل الأطفال المشاركين، ومنحهم أولويات خاصة في التعليم والصحة، بالإضافة إلى أولوية في الحصول على دبات الغاز، وغيرها من الخدمات الأخرى المختلفة التي تحتاج إليها الأسر.

وعلى الرغم من ذلك، كانت الأسر تعلم قطعا بكذب الحوثيين، وتخشى إخراج أطفالهم للشوارع، وعمليات خطفهم وإرسالهم للجبهات، خاصة بعد نقص أعداد المقاتلين في صفوف الحوثيين. وأشار المصدر إلى أن المخاوف أجبرت الكثير على إخراج أطفالهم للميدان، وإجبارهم على التنديد بقرار الأمم المتحدة.

خطف الأطفال

بيّن المصدر أن عددا من الأطفال المشاركين في تلك المسيرة فُقدوا، ولم يعودوا لأسرهم، وتم تسجيل عدد من البلاغات، وتحميل عقلاء الحارات مسؤولية فقدانهم، بينما تظهر المعلومات أن الحوثيين خطفوهم، لإرسالهم إلى الجبهات.

وأوضح أنه، في ظل إنكار وتنديد الحوثيين بقرار الأمم المتحدة، تأتي شهادة من داخل قيادات الحوثيين، وعلى لسان وزير التجارة والصناعة السابق في حكومة الحوثيين، عبده بشر، الذي قال: «على الرغم من أن ما حصل، ويحصل منذ سنوات، في أطفال ونساء وشعب اليمن، وباليمن الأرض والإنسان يفوق الخيال، فإننا لسنا مع إقحام الأطفال في المواضيع السياسية مهما تكن المبررات. من حق الأطفال أن يعيشوا بعيدا عن الصراعات، ويحققوا المستقبل الذي فشل فيه الآباء، ويتحمل أولياء الأمور الدفاع عنهم وعن حقوقهم».

ميليشيا الحوثي

لجأت إلى استغلال القرارات السياسية في خطف وتجنيد المزيد من الأطفال

استدرجت الأسر عبر منحهم الخدمات التي تسلبها منهم