لا يختلف اثنان على حرمة الخمور بأنواعها كافة، وكان للإسلام حكمة عظيمة في تحريمها لضررها البالغ، ولا يوجد أي اختلاف طبي على ضرر «الكحول» بجميع أنواعها وارتباطها بالعديد من الأمراض.

ومن الأمراض المرتبطة بإدمان الكحول، الإصابة بأى نوع من أنواع السرطانات الخبيثة مثل سرطان الحلق، الحنجرة، المريء، المعدة أو السرطان الخبيث الذي يصيب الكبد، إضافة إلى احتمالية الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن ويعتبر من أبرز أخطار الكحول، عدا عن ارتباط الكحول بالسمنة وارتفاع ظغط الدم وكثير من الأمراض النفسية والجسدية، ولن أسهب في كتابة أضرار الكحول، والتي يمكن أن تستوعب كتبا وليس مقالا بسيطا.

زادت، أخيرا، حالات كبيرة للتسمم الكحولي بمادة الميثانول التي تعتبر أخطر أنواع الكحول سمية فكمية بسيطة منها (لا تتجاوز فنجان القهوة) قد تتسبب في العمى (الدائم)، والحموضة الشديدة بالدم، والتي قد تسبب الفشل الكلوي وتوقف القلب والموت الدماغي لا سمح الله. وقد لا يعلم كثيرون أن ما يوجد بالأسواق حاليا هي منتجات مغشوشة و(مقلدة) وتمت صناعتها محليا برداءة عالية رغم (تقليدها) تقليدا محكما... وأيضا لا يعلم أولئك (المساكين) أنهم يقامرون بحياتهم في كل سهرة (حمراء) وأن سلموا هذه المرة فلن يسلموا بالمرات المقبلة.

وباعتقاد العبد الفقير أن التوعية الصحية تلعب دورا كبيرا لمكافحة هذا الخطر والذي أودى بحياة (العشرات) من زهور المجتمع وأبنائه ومستقبله خلال الأشهر السابقة، ويجب علينا تحذيرهم من أن الخمور شر قاتل سواء أصلية كانت أم مغشوشة (رغم أنك لن تستطيع التمييز بينها)، فالأولى تقتلك على سنوات، والأخرى تدمر حياتك في سويعات... وببساطة التحذير من «الكحول» المغشوشة ليس بدعاية «الكحول» (الأصلية) لأنه لا يمكن التفريق بينهما، ولذلك يجب اعتبار أن جميع «الكحول» مغشوشة وقاتلة ويجب الابتعاد عنها بسبب حركتها وخطرها الكبير.

طبعا «التوعية الصحية» لا تناسب «الطائرين بالعجة» المعتقدين أن هذه «التابوهات» لا يجب فتحها أو الحديث عنها أو نصح الناس وتحذيرهم من الأخطار المحققة، أما «محدثكم» الذي رأى بأم عينيه شبابا في أعمار الزهور شربوا من كأس «العمى» وفقدوا حياتهم فلن يستطيع أن يدس رأسه في التراب مثل النعامة لكي لا يغضب البعض من «عديمي» التفكير.