عمل عمال الإنقاذ على إزالة الأضرار التي جرفتها المياه مع انحسارها، السبت، مع ارتفاع عدد القتلى من الفيضانات الكارثية في أوروبا الغربية إلى أكثر من 170 شخصًا، وتحولت الأفكار إلى مهمة طويلة لإعادة بناء المجتمعات التي دمرت في دقائق. وقالت الشرطة، إنه من المعروف الآن أن أكثر من 90 شخصًا لقوا حتفهم في مقاطعة أرويلر بغرب ألمانيا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررًا، ويخشى وقوع المزيد من الضحايا. وتأكد مقتل 43 شخصًا آخرين في ولاية شمال الراين وستفاليا المجاورة. وقدر مركز الأزمات الوطني في بلجيكا عدد القتلى المؤكدين في البلاد بـ24 وقال إنه يتوقع ارتفاع العدد.

فيضانات كارثية

وحولت الأمطار الغزيرة على مدى أيام الشوارع إلى أنهار مستعرة هذا الأسبوع، وتسببت في فيضانات كارثية جرفت السيارات ودمرت المنازل وحاصرت السكان. وتم تحديد مصير معظم المفقودين، وكشف انحسار مياه الفيضانات في معظم المناطق عن مدى الضرر. وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد لقائه بعمال الإنقاذ وآخرين في بلدة إرفتشتات: «لقد فقد الكثير من الناس كل ما أمضوا حياتهم في بنائه؛ ممتلكاتهم، منازلهم، سقف فوق رؤوسهم». وقال: «قد يكون من الممكن فقط خلال أسابيع توضيح مقدار الضرر الذي يجب تعويضه».

المركبات المدرعة

واستخدم الجيش الألماني المركبات المدرعة لتطهير السيارات والشاحنات التي غمرتها مياه الفيضانات على طريق قريب، وظل بعضها مغمورًا جزئيًا على الأقل. كما خشي المسؤولون من أن بعض الأشخاص لم يتمكنوا من الفرار في إرفتشتات، لكن لم يتم تأكيد وقوع إصابات بحلول ظهر يوم السبت. وفي منطقة أرويلر، حذرت الشرطة من خطر محتمل من انقطاع خطوط الكهرباء، وحثت الزوار الفضوليين على الابتعاد. واشتكوا على تويتر من أن المشاهدين المحتملين يغلقون بعض الطرق. وكانت العديد من المناطق لا تزال دون كهرباء وخدمات هاتفية، وهو أمر -إلى جانب الإحصاء المتعدد- يبدو أنه سبب جزئي لأعداد كبيرة من الأشخاص المفقودين التي قدرتها السلطات فور حدوث الفيضانات يومي الأربعاء والخميس. وتم إجلاء حوالي 700 شخص من جزء من مدينة واسنبرغ الألمانية، على الحدود الهولندية، بعد اختراق سد على نهر رور.

سبب الفيضانات

وفي سياق متصل طرح تساؤل كيف يمكن أن تقع مأساة كهذه بكل الخسائر الجسيمة في الأرواح والممتلكات؟ لذا أوضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن «الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة». وكانت النتيجة: هطول أمطار غزيرة، بين 14 و15 يوليو، وصل منسوبها إلى ما بين «100 و150 مليمترا» أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ورغم أن المنطقة معتادة على هطول أمطار غزيرة، كانت هذه المتساقطات «استثنائية من حيث كمية المياه التي تدفقت وشدتها» كما علق كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام.