في ظل البحث عن الجودة والكفاءة سيكون هناك تنافس محموم للبحث عن الكفاءات ذات المهارات العالية والقادرة على تشكيل فرق العمل. وتهدف المؤسسات الحديثة إلى تحقيق أهدافها من خلال فرق العمل الفاعلة، وليس من خلال أفراد بعينهم تقوم على أكتافهم معظم المهام والواجبات، بينما يكتفي البقية بالأدوار الهامشية. إن الفرق بين النجاح والفشل يتضح بشكل كبير من خلال المهام الوظيفية لتلك الفرق وقدرتها على تحقيق الأهداف. وفي الفترة القادمة ومع مشروع التخصيص سيواجه مدراء المؤسسات والشركات تحديات غير مسبوقة وسيكون النجاح حليف من يعتمد منهم على التحول القائم على مهارات فرق العمل.

فرق العمل الفاعلة تكون دائمًا عالية الإنتاج والكفاءة، وأكثر ما يهدد الفرق هو ظهور الاختلافات بين أعضاء الفريق والانحراف عن الأهداف الأساسية للمؤسسة ليصبح الأداء الفردي طاغيًا على المشهد. في عملية البحث عن التميز تختلف المنهجية من شركة إلى أخرى؛ فعلى سبيل المثال شركة ماكينزي في عام 1997 أعلنت عن الحاجة لاستقطاب كوادر مؤهلة وركزت على توظيف الأشخاص الأكثر ذكاء ومعرفة ومن ذوي الأداء العالي مع تقديم عروض جيدة، ودعت الشركة إلى سرعة التخلص من موظفيها ذوي الأداء المنخفض وغير المرضي. ولكن هذا النهج للشركة لم ينجح في ذلك الوقت ولم يحقق النتائج المطلوبة بل إن بعض الشركات التي نهجت نفس التفكير تلقت عواقب وخيمة لاعتقادها أن الأفراد البارزين هم من سيحققون النجاح. إن اعتماد بعض المؤسسات والشركات على الأداء الفردي شجع أولئك الأفراد على إحباط البقية من الموظفين وأدى إلى عدم اهتمامهم بأهداف ورسالة المؤسسة. إن فرق العمل هي التي تحقق النجاح وليس الأفراد، خاصة تلك الأعمال التي تتطلب جهدًا وأداءً عاليًا وتحليلًا وتخطيطًا لمستقبل أفضل. ولمعرفة كيف يمكن تشكيل فرق العمل الفاعلة فقد أوصى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأن يكون الفريق من الأشخاص الذين لهم درجة عالية من الأداء والمهارات والخبرات والآراء، ولديهم القدرة على إيجاد الحلول الأكثر ذكاء وابتكارًا، وأن يتضمن الفريق العنصر النسائي والذي أثبت فاعلية وقدرة على التحليل والتفكير الإستراتيجي. كما يجب الاهتمام بتنوع الفريق فالفريق متنوع المهارات لديه القدرة على حل المشكلات بشكل أفضل من الفرق المتجانسة. ورغم أن الطبيعة الإنسانية هي التصرف بعدائية تجاه الأشخاص المختلفين فإن أعضاء الفريق الأذكياء يسعون بشكل كبير إلى إزالة هذه الخلافات والتوترات، والتركيز على الهدف الأساسي للفريق. كذلك عند تشكيل الفرق المتنوعة وغير المتجانسة فعلى القادة المتابعة لعمل الفريق والتأكد من وجود الترابط والتماسك والتفاهم والتنازلات بين أعضاء الفريق لتحقيق النجاحات للمؤسسة أو الشركة. كما يمكن التغلب على الخلافات بين الفرق المتنوعة من خلال زرع ثقافة وقيم مشتركة مع الإيمان التام برؤية ورسالة المؤسسة.

ثقافة الأداء العالي هي نهج جديد مع التحول الوطني، وهي رحلة ستأخذ وقتا لتنفيذها والاندماج تحت مظلتها. كما أن كل مؤسسة لديها إستراتيجية وأهداف تسعى لتحقيقها ستحتاج من أجل ذلك إلى فرق قادرة على الإنجاز والاندماج والإلهام والتحفيز.