في الوقت الذي اعتادت فيه فنادق المدينة المنورة أن تتحول إلى ما يشبه خلايا النحل بزحامها الشديد في مثل هذا الوقت من كل عام هجري، مع انتقال كثير من قوافل الحجيج إليها للزيارة عقب أداء المناسك، جاءت الصورة مغايرة للعام الثاني على التوالي، حيث تعيش تلك الفنادق حالة حرجة للغاية من الركود، وصلت حد إطلاق الشائعات بخروج كثير من الأسماء الفندقية المعروفة من السوق في ظل الضائقة التي تشهدها نتيجة تفشي وباء كورونا، وقصر الحج للموسم الثاني على التوالي على حجاج الداخل الذين لا يركزون عادة على الانتقال من مكة المكرمة بعد أداء مناسكهم المتعجلة في الغالب، إلى المدينة المنورة، بل يفضلون زيارة المدينة المنورة في أوقات العطل الرسمية الأخرى رفقة عائلاتهم.

استرداد العافية

استردت عدد من فنادق المدينة المنورة عافيتها في إجازة عطلة عيد الأضحى، بعد ركود في الحجوزات خلال الفترة الماضية، محاولة مقاومة هذا الركود وتحريكه بالعروض متطلعة لاستقطاب عدد من الزائرين عبر تخفيض الأسعار إلى نحو الـ100 ريال للغرفة الفندقية في فندق بالمنطقة المركزية المجاورة للحرم النبوي الشريف.

ونشطت العطلة الحركة في الفنادق لأيام معدودة، حيث توافد عدد من الزوار على المدينة المنورة لقضاء عطلة عيد الأضحى، حيث ارتفعت نسبة الحجوزات في الفنادق، وعلى الأخص فنادق المنطقة المركزية، لكن ذاك المشاط بقي وقتيًا ومحدودًا، حيث عادت الفنادق إلى الركود، وهبطت الأسعار إلى أقل من 200 ريال للغرفة الواحدة في الليلة، خصوصًا مع قصر حجاج هذا الموسم على حجاج الداخل، وهو الأمر الذي ألجأ مشغلي الفنادق إلى موسم العمرة الذي يفتتح في 10 أغسطس المقبل، على أمل أن تنعش العمرة الموسم، وتحرك اقتصاد الفنادق.

إشغال دون المستوى

أوضح رئيس لجنة الفنادق في غرفة المدينة المنورة عدنان زيتوني لـ«الوطن» أن حجم إشغال الفنادق في المدينة المنورة دون المستوى وبعضها لا يحقق أرباحًا، وإنما فقط يحرص على مجرد تشغيل الاسم وتغطية نفقات تلبية طلبات الزبائن من خدمات ورواتب موظفين، مؤكدًا أن الفنادق لم تسترد عافيتها منذ الجائحة، وأن بعضها ما يزال مغلقا لعدم تحقيق فوائد.

وأشار زيتوني إلى أن «الدور السكنية التي تعتمد على تشغيل موظفين بعدد محدود ليس لديها إشكالية مثل الفنادق الكبيرة التي تعتمد على طواقم موظفين، وتختلف نسبة إشغالها بالمواسم».

ورشة عمل

كانت الغرفة التجارية في المدينة المنورة عقدت في يناير الماضي، ورشة عمل منظومة السياحة مع كبار المستثمرين في منطقة المدينة المنورة، بحضور وكيل وزارة السياحة لشؤون جذب الاستثمار محمود سمير عبدالهادي، ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة الدكتور خالد بن عبدالقادر الدقل الذي أكد أن المملكة أطلقت عددًا من التأشيرات والبرامج السياحية الجديدة من خلال إستراتيجيتها الوطنية للسياحة، التي تضمّنت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 10% بحلول 2030، يعزز تنفيذها جهد مقدر من قبل وزارة السياحة، لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، وتقديم بديل محلي منافس وتعزيز الاستثمارات المحلية والشراكات العالمية، خاصة بعد إطلاق الإستراتيجية الخمسية الطموحة لصندوق الاستثمارات العامة.

وأشار الدقل إلى أن «منطقة المدينة المنورة بحكم موقعها ووظيفتها مركز جذب سياحي سواء للسياحة الخارجية أو الداخلية من الطراز الأول، مما يتطلب توفير المقاصد السياحية المتباينة والمتناسقة مع الوظيفة الدينية، واستثمار المكانة الروحية للمدينة المنورة لدى مسلمي العالم».

وأضاف أن «غرفة المدينة أعدت دراسة حول من التأشيرات السياحية الجديدة، وأوصت الدراسة، بإطلاق برامج ومشروعات سياحية إستراتيجية وإشراك القطاع الخاص في تنفيذها».

متاعب

100

ريال للغرفة الفندقية في المدينة المنورة ضمن العروض

200

ريال للغرفة في الليلة خلال إجازة عيد الأضحى

الآمال

تنشيط الفنادق في موسم العمرة الذي يفتتح في 10 أغسطس المقبل

توفير مقاصد سياحية متباينة ومتناسقة مع الوظيفة الدينية للمدينة المنورة

استثمار المكانة الروحية للمدينة المنورة لدى مسلمي العالم

إطلاق برامج ومشروعات سياحية إستراتيجية وإشراك القطاع الخاص في تنفيذها