في الوقت الذي جرّم مجلس الوزراء عبور الأودية والسيول أثناء جريانها، وأقر معاقبة المخالفين بالغرامة من 5 إلى 10 آلاف ريال، يواصل البعض تجاهل كل هذه التحذيرات، ويرمون بأنفسهم في تهلكة تلاطم السيول، مجازفين بأرواحهم وممتلكاتهم، غير آبهين بالمخاطر التي يتعرضون لها، معتقدين أن تصرفهم الأهوج دلالة على شجاعتهم، على الرغم من أن نهاية الغالبية العظمى من مجازفاتهم التي يشجعهم عليها الآخرون تنتهي بالأحزان.

مشهد سنوي

مع كل جريان للسيول والأودية أثناء موسم الأمطار، تتجدد مشاهد المجازفات بعبور مجاريها على الرغم من التحذيرات والتنبيهات الصادرة عن الجهات المعنية.

ورصدت «الوطن» في جولة ميدانية لها، تحدي الشباب، واستعراضهم بمركباتهم، ومغامراتهم لعبور مجارٍ للسيول والأودية في جازان، دون أخذ عبرة ممن فعلوا فعلتهم من قبل وحصدوا نتائج مأساوية، إلى جانب سباحة الأطفال أمام أعين عائلاتهم، واقتراب المتنزهين من مجاري السيول، لتوثيقها وتخليدها، ومشاركتها بمواقع التواصل الإلكتروني.

وتشكل السيول خطرًا شديدًا يهدد حياة عابريها وممتلكاتهم، مع التحذير الرسمي المتواصل من أن بعض المناطق الطينية المبللة بالماء أو المغمورة بالسيول، تعد مناطق لزجة خطيرة تلتصق بشدة بالأقدام، أو بإطارات السيارات، فلا يستطيع العالقون بها التخلص منها بسهولة.

6 تحذيرات

أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني 6 تحذيرات أثناء هطول الأمطار ممثلة في: عدم المجازفة بالجلوس في مجاري السيول أو عبورها، وعدم الاقتراب من تجمعات المياه، والتي عادة أن تكون حوافها قابلة للانهيار، واتباع المسارات والطرق المستخدمة، وأخذ الحذر عند القيادة من ميل الأماكن وانجراف الطرق، وعدم المجازفة في تجاوز مجاري السيول التي يزداد تدفقها بسرعة عالية، والحذر من تغطية المياه للجسور المنجرفة والطرق المكسرة، وعدم ترك الأطفال يلعبون حول مناطق تجمعات المياه والسيول، وعدم النظر إلى مجرى السيل، والذي قد يسبب الدوار، ويؤدي إلى السقوط.

سلوك خاطئ

أكد استشاري الطب النفسي بمركز النخيل الطبي بجدة الدكتور علي الزايري لـ«الوطن»، أن المجازفة بعبور الأودية ومجاري السيول سلوك خاطئ، يقدم عليه شباب يحرصون على المبالغة في الإعجاب بالنفس والثقة والتحدي، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يكثر في الفئة العشرينية، التي يزداد لديها الشغف بالمجازفة، والسلوكيات الخطرة، لإثبات قوة شخصياتها أمام الآخرين.

وأوضح أن التوعية بمخاطر هذا الأمر تكمن في الحلول المجتمعية والتثقيف بقدر الإمكان، وأن هذا السلوك مجرد انعكاس لضعف النضج العقلي والسلوكي، مع ضرورة الابتعاد عن التعزيز الخارجي، وسن تشريعات قانونية قوية، وغرامات معينة، وسحب المركبات لحماية مثل هؤلاء من تصرفاتهم، ولتجنيبهم الضرر الواقع عليهم من تلف للأرواح والممتلكات، وردع هذه السلوكيات.

وبين أنه «يجب على الأسرة زيادة الرقابة على الأبناء، وعدم السماح لهم بالمجازفة أثناء السيول والأمطار، ومنع حب الاستطلاع والاستكشاف والتصوير، والتي قد تتحول دون سابق تخطيط لممارسة السلوكيات الخاطئة، لتتفاجأ الأسر بأن أبناءها متورطون في تصرفات وسلوكيات سيئة»، مؤكدًا أن الفئة العشرينية ضعيفة في سهولة التأثير عليها، وسهولة إقناعها بكثير من السلوكيات الخاطئة التي تؤثر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.

تحذيرات رسمية أثناء هطول الأمطار

ـ عدم المجازفة بالجلوس في مجاري السيول أو عبورها

ـ عدم الاقتراب من تجمعات المياه

ـ اتباع المسارات والطرق المستخدمة

ـ الحذر عند القيادة من ميل الأماكن وانجراف الطرق

ـ عدم المجازفة في تجاوز مجاري السيول التي يزداد تدفقها بسرعة عالية

ـ الحذر من تغطية المياه للجسور المنجرفة والطرق المكسرة

ـ عدم ترك الأطفال يلعبون حول مناطق تجمعات المياه والسيول

ـ عدم النظر إلى مجرى السيل ما يسبب الدوار وقد يؤدي إلى السقوط

عقوبة المجازفين بعبور السيول

5 إلى 10 آلاف ريال غرامة

أسباب المجازفة:

التعزيز الخارجي لزيادة الإعجاب

ضعف النضج العقلي والسلوكي

التشجيع والتجمهر

قلة الوعي

تجاهل التحذيرات والتعليمات

الرغبة في تسجيل مواقف بطولية